الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٨ - الأحد ١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١١ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا





أدخلت مستشفى السلمانية اثر نوبة حادة من نوبات آلام السكلر فباشر التعجيل بالحصول على سرير في أي جناح في المستشفى بخطاه السريعة والواثقة كملاك من دون أجنحة يطير بها من ثقل العمل والكفاح الذي لا يعرف معه العجز أو يصيبه الملل والكسل وقد فاق رفاق العمل بطيبته، بجده وإخلاصه، جاءني بعد مدة قصيرة عندما تأكد من الممرضات في الطوارئ اعطائي حقنة مهدئة وكان الحزن في عينيه والابتسامة الرائعة ترقص بين شفتيه.

وإذا به يعطي أمر نقلي على وجه السرعة إلى جناح ٤٤ وكان هو مع ممرضة الطوارئ يدفعان السرير وأنا كنت أئن من دون وعي فالحرارة مرتفعة جدا والآلام تقطع جسدي اربا اربا حتى إذا ما وصلنا جناح ٤٤ نقلت إلى سرير ٣ وأنا أهلوس من ارتفاع درجة الحرارة فأمر ذلك الملاك بطلب دم من بنك الدم وظللت على تلك الحال إلى وقت متأخر من الليل وقد انتهت نوبته وكنت طيلة ساعات ممسكا يده وأنا أقول له دكتور محمد ساعدني فالآلام تكاد تقتلني، (طمني) دكتور أنا في حالة حرجة. ارجع ابتسامته السحرية وهو يربت على صدري ومواضع مختلفة أخرى من جسمي الضعيف وقال لي ادع الله أن يشفيك وثق به فستكون إن شاء الله على خير.

تلك الآلام كادت أن تقتلني لولا الله تعالى ثم هذا الملاك، بعدها فقدت الوعي بسبب نقص دمي وقبل أن يغادر الجناح أمر بنقلي إلى وحدة العناية المركزة، وعيت بعد ذهاب الطبيب الملاك محمد عبدالخالق الذي فرض بطيبته وقلبه الكبير وصدره الواسع احترام الكل.

لم يجدوا لي سريرا في وحدة العناية المركزة فبقيت أكافح وأجاهد بالأنين وازدادت حالتي سوءا فنادوا الطبيب المناوب وهو أيضا ملاك مجهول فصفات الطبيب محمد عبدالخالق ورفيق عمله الطبيب جعفر آل طوق اللذين تصرفا بحنكة وحكمة وأعطباني ابرا مقاومة للضعف الشديد أنقذت حياتي من الموت المحقق وقام الطبيب جعفر آل طوق بإنعاش قلبي وهو أيضا لم يبارحني حتى استقرت حالتي لهما جزيل الشكر والاحترام فهذان الطبيبان القديران قد جعلا المرضى بمختلف ميادين العمل محترمين وصارا هما علما وعنوانا للإخلاص والتفاني في أداء عملهما في المستشفى فهما المثل الأمثل على خير العمل والكفاح لهذه المملكة المعطاء في خدمة المواطن وصدقوني ان الطبيب محمد عبدالخالق لا يكل ولا يمل من طلبات المرضى ليلا أو نهارا فهذا هو المثل الأعلى للمخلصين والمحبين لمملكة البحرين، شكرا لكما وأجزل ثوابكما الله تعالى والحمد لله رب العالمين.

سيد فيصل شرف الموسوي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة