كيف تحمي بشرتك من أشعة الشمس الضارة؟
 تاريخ النشر : الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٢
القاهرة: وكالة الصحافة العربية
تمثل بشرة الإنسان الواجهة التي يطلع عليها الناس، ويقيمون من خلالها مدى اعتنائه بصحته ونظافته الشخصية، كما أنها تعد مرآة الجسم التي تعكس كثيرا من التغيرات النفسية والعضوية للإنسان. وهناك علاقة مركبة بين التغيرات التي تحدث بالجلد والبشرة والشعر، ذلك لأن هذه التغيرات الطبيعية تصاحب كل فترة سنية للإنسان، ولكن هناك بعض الحالات التي تظهر فيها تغيرات بالجلد والشعر، ولكنها لا تعكس العمر الصحيح للإنسان كظهور الشيب بالشعر، وهذا يحدث لبعض الشباب والشابات، نتيجة عوامل وراثية، وهناك بعض الأمراض التي يصاحبها تغير بالجلد والشعر في سن مبكرة، ولا تعكس السن الحقيقية للمريض، وهذا التغير يكون علامة على ظهور بعض مشكلات صحية أخرى.
وهذا بخلاف العوامل الخارجية كالشمس والحرارة والرطوبة، التي تؤثر تأثيرا سيئا في الجلد والشعر، وتؤدي إلى ظهور تغيرات بهما، كما أن التغذية غير السليمة والتدخين وبعض العادات السيئة والإدمان تؤثر سلبيا في البشرة والجلد والشعر وتؤدي إلى ظهور أمراض تقدم السن مبكرا.
مؤثرات في الجلد
ولمعرفة مدى تأثير العوامل الخارجية والنفسية في الجلد والشعر والبشرة، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور رفعت عوض استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية طب القصر العيني بالقاهرة الذي قال: ليس كل تغير بالبشرة والجلد والشعر يعني تقدم السن، فهناك التغيرات التي تحدث للشباب وفي سن مبكرة، وهناك أيضا الإنسان الذي تتقدم به السن وهو مازال محتفظا بنضارة الجلد والبشرة والشعر.
ومن العوامل المهمة والمؤثرة سلبيا على الجلد والشعر والبشرة هي العوامل الجوية، وأهمها أشعة الشمس، ولذلك وجب علينا العناية والمحافظة على الجلد والبشرة، وحمايتهما من العوامل البيئية المحيطة بالإنسان، وينقسم التأثير الضار لأشعة الشمس إلى تأثيرات سريعة الحدوث، من خلال التعرض فترة قصيرة لأشعة الشمس، وتأثيرات بعيدة المدى تحدث نتيجة التعرض فترات طويلة لأشعة الشمس.
ومن التغيرات السريعة الحدوث للجلد والبشرة احمرار الجلد، الذي قد يزول سريعا، وكذلك الاسمرار بالجلد والبشرة نتيجة التعرض لأشعة الشمس، وهناك نوعان من الاسمرار: الاسمرار السريع بلون البشرة ويحدث نتيجة التعرض لموجات معينة من الأشعة فوق البنفسجية، وهو يحدث سريعا، وهناك الاسمرار المتأخر، الذي يحدث نتيجة للتعرض لموجات أخرى من الأشعة فوق البنفسجية، ويدوم فترة زمنية معينة، وأيضا قد يحدث تغير في سمك الجلد، فيصبح غليظا.
والتغيرات التي تحدث في الجلد والبشرة نتيجة التعرض لأشعة الشمس على فترات أبعد قد تصيب الجلد بأمراض جلدية، قد تتحول لاحقا إلى أورام خبيثة أو قد يصاب الجلد بأورام حميدة وخبيثة مباشرة. وهناك مجموعة من الأمراض الجلدية الوراثية، التي يصاحبها خلل ببعض الانزيمات، أو ترسب بعض مواد داخل طبقات الجلد، تجعل المريض أكثر تأثرا بأشعة الشمس. وهناك الأشخاص الذين يعانون حساسية ضوئية أو ارتيكاريا الشمس أو زيادة حساسية الجلد لأشعة الشمس، نتيجة تناولهم بعض الأدوية أو استخدام بعض الأدوية الموضعية كالكريمات الخاصة بعلاج بعض حالات أخرى.
والبشرة قد تكون جافة وتزداد جفافا عند التعرض لأشعة الشمس والبرودة والأتربة، والمريض هنا يعاني احمرارا وتشققات وقشورا بالوجه والجلد، وفي هذه الحالة يجب عدم استخدام الصابون والمنظفات الأخرى، والاكتفاء باستخدام الماء الفاتر، وتجفيف الوجه جيدا وكذلك الامتناع عن استخدام الماكياج ومستحضرات التجميل، والحرص على استخدام الكريمات والتركيبات المصنعة من الأعشاب والزيوت الطبيعية التي تزيد من ليونة وحيوية البشرة.
والبشرة أيضا قد تكون دهنية لعوامل وراثية أو خلل في الهرمونات في بعض الأحيان، وتتزايد الإفرازات الدهنية على الوجه، مع تناول المأكولات الدسمة، ومع استخدام الكريمات الخاصة بالبشرة والزيوت والكريمات الخاصة بالشعر، وكلها تزيد البشرة الدهنية سوءا، وهذه الدهون تساعد على انسداد مسامها، وحدوث بعض الرؤوس السوداء والبيضاء بالوجه، وظهور بعض الحبيبات، ويكون التعامل مع البشرة الدهنية بغسل الوجه بالماء الفاتر والصابون المناسب لإزالة الأتربة والدهون.
والرطوبة من العوامل البيئية المؤثرة على الجلد والبشرة. فهناك الحساسية العرقية "حمو النيل" التي تظهر بكثرة في الأماكن الحارة والرطبة، كما تساعد على ظهور فطريات الجلد، ومنها الفطريات الملونة، وفطريات القدم والفخذين، ويجب مراجعة طبيب متخصص لعلاج الفطريات لضمان القضاء على الفطر تماما، وعدم تكرار الإصابة به.
التغيرات والعلاج
ويضيف د. رفعت عوض: التغيرات التي تحدث للجلد والشعر نتيجة هذه المؤثرات تأتي في صورة تغير لقوام الجلد وشكله، فيصبح جافا مع ظهور تجاعيد وارتخاء بالجلد، وبهتان باللون. أما عن الشعر بفروة الرأس وشعيرات الجسم فقد تتحول إلى اللون الرمادي أو الأبيض، ويظهر بعض البقع البنية بالأطراف والوجه، وفي هذه الحالة يصاب سطح الجلد بالجفاف وفقدان الليونة، مع ظهور قشور خفيفة رفيعة على سطح الجلد وبصفة خاصة على الساقين.
ومن الضروري العناية بالبشرة والشعر والحفاظ عليهما من العوامل المؤثرة حتى لا يصابا بالشيخوخة المبكرة، وذلك بالابتعاد عن الإرهاق والقلق والحصول على قسط كاف من الراحة وعدم التعرض للشمس المباشرة والأتربة والرطوبة الزائدة، وعدم الإفراط في استخدام الماكياج والمواد الكيماوية.. كما يجب الابتعاد عن التدخين والإدمان والحرص في استخدام الأدوية أيا كانت عن طريق الفم أو موضعيا، التي قد يكون لها تأثير سيئ في البشرة والشعر.
أيضا تناول الغذاء الصحي السليم الذي يحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات تتمثل في أنواع الفاكهة الطازجة والخضراوات الطازجة والمطبوخة، فكلها تحافظ على نقاء وحيوية البشرة، وقد يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى تناول فيتامينات على هيئة أقراص تحتوي على الفيتامينات المهمة كفيتامين زأس بيتاكاروتين، وفيتامين زبس المركب، والزنك، كما أن هناك بعض المنتجات الطبيعية التي يمكن استخدامها موضعيا كعسل النحل، والخميرة، والحليب، وزيت الزيتون.
ويمكن هنا استخدام ماء الورد ككمادات للهالات السوداء التي تظهر حول العينين لتعطي نوعا من الراحة والحيوية والنقاء لهذه المناطق، والهالات السوداء قد تكون نتيجة إرهاق ذهني أو جسدي أو إرهاق للعينين أو استخدام نظارة طبية غير سليمة، وقد يصاب بها الشخص نتيجة عوامل وراثية، وأيضا زيت اللوز المر الذي يستخدم لنقاء وإزالة البقع السوداء التي تظهر بالوجه، كالتي تظهر مع الحساسية الضوئية، أو الكلف الذي يظهر مع الحمل، أو البقع التي تظهر مع الاستخدام الخاطئ للمواد الفطرية والماكياج في منطقة الوجه بالذات، مع التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة بأشعة الشمس المباشرة.
وأيضا النمش الذي يتمثل في ظهور بقع صغيرة غامقة على الأماكن الأكثر تعرضا للشمس، مثل الوجه وبالأخص الخدان والأنف وهي تحدد وراثيا في الأشخاص المصابين بها، وغالبا تكون في البشرة الفاتحة، والنمش يتزايد عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة بأشعة الشمس، ولذلك يلزم استخدام كريمات الحماية من الشمس التي تتدرج درجة حمايتها حتى تصل في بعض الأحيان إلى منع كامل للأشعة فوق البنفسجية، كما يمكن استخدام بعض الكريمات التي تزيل هذه البقع تدريجيا وتحتاج إلى علاج فترات طويلة، من أجل استعادة رونق البشرة من جديد.
.