الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٠ - الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

الخبراء يتحدثون عن صيحة جديدة في التكتيك ونحن مشغولون بالبيضة والدجاجة
أخيراً.. الماتدور الإسباني بالعجوز دل بوسكي يسكت الألسنة





وضع أخيرا العجوز دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني (الماتادور) نهاية للقيل والقال بعد أنّ بصم منتخبه على كأس يورو ٢٠١٢ بعد المواجهة النهائية التي قسى فيها على المنتخب الإيطالي برباعية نظيفة سجّلت على مدار الشوطين بمعدّل هدفين في كلّ شوط، وضحك العجوز دل بوسكي في نهاية المطاف وكسب الرّهان حتى لو كان مؤقّتا وكان صبورا وذا نفس طويل بعد أن تعرّضت خطّة اللعب(البرشالونية) التي أصرّ عليها ولم يفارقها رغم الكتابات الانطباعية التي لم يسمع عنها والنابعة من ميول والبعيدة عن التناول الفنيّ لأنّ النقد يعتمد على الموضوعية والعقلانية وكلّ ذلك افتقدته الكتابات والإشارات التي ابتلينا بها طوال أيام يورو ٢٠١٢ ولم يصلنا منها شيء عبر وكالات الأنباء لأنه (أيّ العجوز) قبل وبعد كلّ شيء كان واثقا من نفسه وكوكبة النجوم التي كانت بين يديه.

وفي الوقت الذي كان خبراء كرة القدم الحقيقيون وليس أشباههم يتحدثون عن صيحة جديدة في عالم التكتيك الكروي بطله المنتخب الإسباني من خلال اللعب بدون مهاجم صريح انشغل بعضنا بكتابات هي الأقرب للسؤال السفسطائي: أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة؟ وفي الوقت الذي كان يورو ٢٠١٢ فرصة ذهبية لنقف على نقد فنيّ صرف نرفع به من مستوى ذائقتنا وثقافتنا الكروية غير أنه مع الأسف الشديد هذا لم يكن موجودا وإن تقمّص البعض وارتدى قميص النقد والتحليل غير أنّ كتاباتهم كانت في واد وما نشاهده في واد آخر حتى أننا شككنا في أنفسنا وقلنا ربما هم يشاهدون يورو٢٠١٢ مغاير عما نشاهده.

إذ أنّ أغلب الكتابات جاءت إما عن حب أو كره ومثل هذه الكتابات يعرفها القاصي قبل الداني لأنها بعيدة عن التناول الموضوعي وفي الوقت الذي أخذ البعض يستهزأ من فوز الأسبان على البرتغال لأنه جاء بركلات الترجيح وكأنّ هذا النوع من الفوز من المحرّمات بمكان فإذا بمدرب المنتخب البرتغالي نفسه باولو بينتو يقول: خرجنا مرفوعين الرأس لأننا انهزمنا من منتخب يستحق رفع القبعة له.

واستثمر البعض تعادل المنتخب الإسباني مع المنتخب الإيطالي وكانت فرصة لهم ليؤكدوا صحة ما يزعمونه بأنّ المنتخب الإسباني منتخب مثله مثل غيره من المنتخبات وبإمكانه احتضان الخسارة من أيّ منتخب وهذا كلام لا عنوان له ، ولا ندري من هو صاحب نظرية أنّ المنتخب الإسباني جاء من كوكب آخر إذ لم نسمع بهذا لا من قبل ولن نسمع عنه مستقبلا.

وبنظرة سريعة على المباراة نرى بأنّ المنتخب الإسباني حرّم المنتخب الإيطالي من الركون إلى اللعب الجماعي الذي قدمه أمام ألمانيا وضاع المهندس الوحيد في منتخب الأزوري وعقله المفكّر بيرلو الذي يستطيع أن يتحكّم في إيقاع المباراة حسب تعبير لاعب الماتادور الإسباني فابريجاس عندما ضغط عليه الأسبان الذين هيمنوا على منطقة وسط الميدان بوجود أكثر من مهندس وعقل مفكّر بقيادة إينيستا..في الوقت الذي تعرّض فيه المهاجم الأسمراني القوي متقلّب المزاج بالوتيللي إلى رقابة صارمة وصلت إلى القوّة وليس العنف من الدفاع الإسباني اللذين تناوبا على مراقبته بيكيه وراموس.

وفرض الأسبان شخصيّة أسلوبهم على أرض الميدان من خلال تبادل الكرات القصيرة والحركة الدائبة بدون كرة وفي مختلف أرجاء الملعب وتمكنوا من خلخلة التخندق الدفاعي الإيطالية التي اشتهروا بها وتمكّن رفقاء أنيستا من ترجمة هذه السيطرة إلى أربعة أهداف وكاد راموس أن يسجّل بكعبه هي أقرب إلى (ألعاب البليستيشن) عندما وجد نفسه في منطقة الست ياردات على خطوات من العملاق بوفون حارس مرمى إيطاليا.

ويبقى أنّ المنتخب الإسباني حقق الهدف الذي جاء من أجله وحافظ على لقبه، ونجح عجوز ريال مدريد دل بوسكي الذي كان وفيّا لطريقة اللعب التي لم يتخلّ عنها حتى في أحلك الظروف ونحمد الله أنّ الكتابات التي ذهبت إلى التقليل من شأنّ طريقة اللعب لم تصل إلى سمعه وإلا ضحك علينا وربما يتهوّر العجوز وينعتنا بالتخلّف غير أنّ دل بوسكي رفض أن نتعامل معه بالقطعة وطلب منا الانتظار لمن يضحك في الختام.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة