الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٠ - الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


بعد كأس أوروبا.. عين إسبانيا على مونديال ٢٠١٤





كييف - أ ف ب: بسحقها إيطاليا ٤- صفر في نهائي كأس أوروبا ٢٠١٢ أول أمس الأحد في كييف، انتزعت إسبانيا لقب أفضل منتخب في تاريخ كرة القدم، وسيكون هدفها المقبل نهائيات مونديال ٢٠١٤ في البرازيل. فحتى فرنسا زين الدين زيدان، أو المنتخب العريق لغرب ألمانيا منتصف السبعينات، لم ينج في الدفاع عن لقب البطولة الأوروبية. وحتى المنتخب البرازيلي في مراحل مختلفة، أو إيطاليا بطلة العالم أربع مرات، أو هولندا بقيادة يوهان كرويف، لم تنجح في الفوز بلقبين قاريين متتاليين يتوسطهما لقب كأس العالم.

بتحالف خلاب بين البراعة الفنية والتحرك الحدسي والتمريرات الإيقاعية، أعادت إسبانيا التركيز على ما هو مطلوب للنجاح في المباريات الدولية. وفي ضوء القدر الذي حل على إيطاليا، بدا من المستغرب أن تتعرض إسبانيا للانتقاد على جودة كرة القدم التي تؤديها، في الأيام التي سبقت اللقاء الحاسم. ردت إسبانيا على منتقديها بالطريقة الأكثر تأكيدا في الملعب الاولمبي في كييف، لتزيل كل شك لدى المدرب فيسنتي دل بوسكي بنجاح مقاربته للأمور. وقال دل بوسكي: "الطريق الذي يسلكه المنتخب الوطني واضحة. لا يمكننا التفكير بكأس العالم ٢٠١٤ فقط، بل علينا التطلع إلى ما بعده. أعتقد أن الطريق واضح".

وبعد تمديد عقده مع المنتخب قبل كأس أوروبا لعامين إضافيين، يمكن المدرب الإسباني حاليا التركيز على التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم. وتخوض إسبانيا مباراتين وديتين ضد بورتوريكو والسعودية، قبل بدء مسيرتها في التصفيات بمباراة في جورجيا في ١١ سبتمبر. وستشكل فرنسا، التي خسرت أمام إسبانيا (صفر-٢) في الدور ربع النهائي من كأس أوروبا، المنافس الأقسى لحاملة اللقب في المجموعة التاسعة من التصفيات الأوروبية. لكن المنتخب الفرنسي بلا مدرب حاليا بعد مغادرة لوران بلان منصبه على رأس الجهاز الفني عقب كأس أوروبا.

ويواجه دل بوسكي، وهو المدرب الأول الذي يفوز بكأس أوروبا وكأس العالم ودوري أبطال أوروبا، مهمة حرجة بمحاولة تحسين أحد أكثر المنتخبات نجاحا في تاريخ اللعبة. ومن غير المتوقع أن يتغير الأسلوب الإسباني في التمريرات، على الأقل في المدى المنظور، لكنه قد يقرر أن المنتخب في حاجة إلى ضخ بعض الدينامية. لم يجد "لا روخا" صعوبة في السيطرة على المباريات في كأس أوروبا ٢٠١٢، لكن في بعض الأحيان واجهت الطبيعة "المملة" للعبهم اتهامات بأن أسلوب "تيكي تاكا" في التمرير الذي اشتهروا به أصبح عقيما وحتى مضجرا.

ونجح خيار الاعتماد على فرانشيسك فابريغاس كـ "رقم ٩ خاطئ" في قلب الهجوم بطريقة رائعة، وعلى المدرب الآن أن يقرر ما إذا كان سيستمر في هذه التجربة. وفي حال المضي في ذلك، قد يعني الأمر إخبارا سيئة للمهاجم فرناندو توريس، أول لاعب يسجل في نهائيين متتاليين لكأس أوروبا، وأيضا لفرناندو لورينتي، الذي لم يشارك ولو لدقيقة واحدة في بولندا وأوكرانيا. أما دافيد فيا فمن المتوقع أن يعود إلى التشكيلة بعد ابلاله من كسر في رجله حرمه المشاركة في كأس ٢٠١٢.

في المقابل، لا يتطلب خط الوسط الكثير من التعديلات، مع الأخذ في الاعتبار أن اللاعبين الكبار للعصر الذهبي لن يبقوا متوافرين إلى الأبد. وسيبلغ تشافي الرابعة والثلاثين في كأس العالم المقبلة، واندريس انيستا الثلاثين وتشابي ألونسو الثانية والثلاثين، وعلى دل بوسكي ان يفكر ما على إسبانيا القيام به والطريقة التي ستعتمدها عندما تنتهي مسيرة هؤلاء.

رغم ذلك، بدأ الوجه الجديد للمنتخب الوطني بالتشكل. فجوردي ألبا (٢٣ عاما) كان الظهير الأيسر المتميز في كأس أوروبا، يمكن وجيرارد بيكيه (٢٥ عاما) وسيرخيو راموس (٢٦ عاما) التطلع إلى تعزيز الشراكة في الدفاع مع دخول كارليس بويول عامه الـ٣٥. كما يأمل ثنائي اتليتيك بيلباو يافي مارتينيز (٢٣ عاما) وايكر مونيان (١٩ عاما) ولاعب برشلونة تياغو ألكنتارا (٢١) في أن يكونوا جزءا من تطور المنتخب. الفكرة غير مريحة للمنافسين، لكن مجموعة المواهب في إسبانيا ما زالت غنية كما كانت دائما، وسيتركز اهتمامها سريعا على السعي إلى انجاز رباعية مذهلة في كأس العالم المقبلة.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة