الرئيس الذي طال انتظاره
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢
هو الرئيس السيد الدكتور محمد مرسي الذي انتظرته مصر طويلاً ما يقرب من ٦٠ سنة منذ أن قام الضباط الأحرار بثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ فجاء الحكم العسكري لمصر وانشغل الضباط بالحروب الخارجية التي كانت تشن على مصر، أما في الداخل فقد منعوا الحريات وكمموا الأفواه وأودعوا الأحرار السجون وسيق من سيق إلى حبل المشانق فكانت النتيجة هزيمة ٥ يونيو والتي سميت بالنكسة وتأخرت مصر كثيرا عن ركب الدول النامية والمتطورة، ثم تواصل حكم العسكر ممثلاً في أنور السادات الذي انشغل في البداية بالقضاء على خصومه الذين سمّاهم مراكز القوى، ثم قاد نصراً معنوياً في معركة ١٠ من رمضان سنة ١٩٧٣م ثم أوقفها، ثم بدأ مرحلة ما يسمى عملية السلام مع اليهود حتى انتهى به المطاف إلى حادثة المنصة المعروفة، أما خلفه حسني مبارك فلم يكن حسناً ولم يكن مباركاً على أهل مصر بل كان مباركاً على نفسه وأهله ومن حوله، ولم يهتم بالتنمية ولا رفع شأن البلد ولا إصلاح الاقتصاد بل كان جل همه تنمية نفسه ومن حوله فجمع المليارات من الأموال على حساب الشعب الفقير المحتاج فازداد الفقير فقراً وازداد الأثرياء ثراءً وفحشاً وأيضا تم إقصاء الرأي الآخر ومحاربته وشهد هذا العهد تسلط الحزب الواحد على كل المجالس التشريعية والإدارية وغيرها.
ثم أتى أمر الله سبحانه بالتغير ولا مرد لقضائه وهب الشعب عندما عزم على التغير فوفقه المولى في ذلك وانزاح المخلوع في ١٨ يوماً واودع السجن وجاء من كان في السجن ووصل إلى رئاسة الجمهورية وهذا قدر الله ومشيئته في اختيار الصالحين والمستضعفين. محمد مرسي هو حلم مصر الذي تحول إلى حقيقة وهو قدر الله النافذ وهو الذي على يديه ستنتعش مصر بإذن الله وستعود إلى مكانتها الحقيقية بين العرب وبين دول المنطقة، مصر ستستعيد مركزها التاريخي والإقليمي وهي قلب العرب والإسلام النابض وهي كنانة الله على أرضه، هذا حكم الله لا تغيير لحكمه، وكما جاء بالنبي يوسف عليه السلام من السجن إلى حكم مصر أتى بمرسي من السجن إلى حكم مصر.
دعوا مرسي يبني مصر من جديد وأعطوه الفرصة ولا تحكموا عليه من الآن، احكموا عليه بعد ٤ سنوات من حكمه إنه من الظلم أن يساء الظن به وهو لم يبدأ بعد الحكم فعلياً، الالتفاف حوله ومعاونته وتسديده والدعاء له هو كل ما يحتاج إليه الرئيس طوال حكمه فلنصبر ونتعاون والمصريون صبروا على حكم العسكر ٦٠ عاماً لا يضرهم إن صبروا ٤ سنوات فقط. ثم أيها العرب ثقوا في إخوانكم المصريين فهم سند ودرع حصين لكم وهم رأس الحربة في الدفاع عنكم، هذا قدرهم الذي أراد الله لهم وهو تكليف يتشرفون بحمله لا منة ولا تفاخر ولكن تقرب إلى الله واحتساب للأجر الذي ارتضاه الله لهم فلنحسن الظن بهم ولندعمهم بكل ما يحتاجون إليه من دعم.
عبدالجليل الجاسم
.