الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٠ - الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


دعوة الملك إلى تجديد الخطاب الديني





قال هادي البشرية "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" من هذا النص النبوي انطلقت قبل سنوات مضت دعوة جلالة الملك إلى تجديد الخطاب الديني، والناس في هذا المفهوم على فئات فمنهم من يدعو إلى التجديد من منطلقات غربية، وفئة من الناس وهي بعض الحركات الإسلامية إذا ما سمعت بمثل هذا الخطاب ترامى إلى ذهنها بأنها أمام مؤامرة تحريف الدين من خلال التجديد في خطابه، لأنهم يعتقدون أن المقصود من التجديد هو حرق بعض النصوص وبترها لكي يتواءم الدين مع رغبات المنظمات الحكومية أو الدولية، أقول إن تحول المجتمعات من حال الفقر والغنى والصحة والمرض والكثرة والقلة والخوف والأمن، هذه التحولات تتطلب نوعا من التحديث في الخطاب لتتم عملية المواكبة، وكذلك الحال في عملية التنمية التي ينادي بها كل المخلصين في العالم هي بحاجة أيضا إلى خطاب ديني واعٍ يقظ ومعاصر ملتزم ومنضبط يستطيع في ذات الوقت بأن يصنع تلك النهضة، ومن لم يقبل بتجديد الخطاب الديني فعليه أن يقبل بالجمود والذوبان لأنك حينها لن تستطيع السير في حياة كان التجديد من أبرز سماتها لبقائها، فأهلاً وسهلاً بالتجديد غير المشروط، نعم للتجديد بشرط عدم التسييس السالم من الهيمنة السلطوية، ويجب أن يراعى في تجديد الخطاب الديني ترتيب الأولويات فليس من المناسب ان يقرأ في يوم العيد آيات الموت أو أن يقرأ بسورة الطلاق في يوم زواج فمن الحكمة وضع الشيء في مكانه المناسب، كما يجب أن يراعى في تجديد الخطاب الانتقال من ضيق الرأي والمذهب إلى سعة الشريعة فالتقليد الأعمى بالمذهب الفلاني او الفكر الفلاني يجعل الانسان يحجم عن سعة الشريعة إلى ضيق الفكر الانساني، أهلا وسهلا بالتجديد الذي يدعو إلى الحوار في المتغيرات من دون الثوابت، التجديد الذي يدعو إلى تصحيح المفاهيم كمفهوم العلم الدنيوي الذي لم يجافه الإسلام قط وأعجب ممن قال "الدين حدثنا وما سوى ذلك وساوس الشياطين". كما يجب أن يشير الخطاب الديني إلى الوسائل الحديثة فنحن في عصر القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية "والبي بي" الذي يعتبر نوعا من انواع تقريب العلم لحفظ العلوم وضبطها.. أهلا وسهلا بالتجديد في خطاب يدعو إلى التفاؤل فمن الناس من يختصر الامة في أزمة معينة وليس من الصواب تحديد الأمة في أزمات، لذلك علينا ألا نبالغ في التشاؤم والخوف، أو التحدث مع الآخرين بلغة واحدة كلغة السياسة وان كنت اقول ان السياسة جزء من الدين ولكن السياسة ليست هي الدين كله.

ختاما أقول: اعلم أخي القارئ أن الهوة سحيقة بيننا وبين الغرب ولن نسبقهم إلا من خلال ضخ روح جديدة في العلم الشرعي والدعوة والخطاب الديني، ما يجعلنا نملك ما يملكون ويجعلهم يأتون إلينا وهم صاغرون".

أديب البشير

عضو اللجنة الثقافية بمجموعة تواصل



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة