رمضان على الأبواب فلنستعد له
 تاريخ النشر : الأربعاء ٤ يوليو ٢٠١٢
الصوم عبادة، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، عبادة بين العبد وربه، وامتحان للإنسان، واختبار على تحمله الامتناع عن الأكل والشرب ،فالصيام يجعل الشخص يتحكم فيما يجب أن يفعله، وفيما يجب أن يتركه، وهو يعني الصمت، كما قال الله تعالى في سورة مريم: "أني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا".
سمي رمضان لأن الرمضاء تطلق على الأرض شديدة الحرارة، وكان الشهر حارا عند تسميته، فأطلق عليه هذا الاسم، يقول الله عز وجل: "كل عمل ابن آدم له الا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".
فهو شهر مبارك تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتربط فيه الشياطين ويتساوى فيه الغني والفقير ويجعل الناس فيه سواء بإحساس واحد وشعور واحد، وان أعظم انتصارات المسلمين حصلت في شهر رمضان المبارك ففي السنة الثانية للهجرة، كانت غزوة بدر الكبرى وفيه تم فتح مكة المكرمة وفتح العرب المسلمين جزيرة رودس وفي عام اثنين وتسعين انتصر القائد المسلم طارق بن زياد على رودريك في معركة فاصلة، ودام بقاء المسلمين في الأندلس زهاء ٨ قرون. وأيضا البطل صلاح الدين، أحرز انتصارات كبيرة على الصليبيين وأخذ منهم معظم البلاد التي كانوا قد أخذوها.
وكل ذلك بسبب قوة وإراده المسلمين وصدق إيمانهم، لرفع كلمه الله ولواء الحق عاليا لينشروا الأمن والسلام.
فلتلين قلوبنا للطاعات، وأعمال البر والخير، ولنحسن في معاملاتنا للناس أجمعين، ونكثر من قراءة القرآن، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما".
فدعوة مني لشبابنا، للاستعداد التام لهذا الشهر الفضيل، لان الجوع والمشقة، يعينانهم على الاستقامة، والأخلاق الحسنة، لان الدولة سوف تقوم بهم وبعزيمتهم ،وتحملهم الصعاب.
والحذر كل الحذر من السهر ليلا والنوم نهارا، لانهم لن يحسوا بالجوع والعطش، وان يكفوا لسانهم في أعراض الناس، ويبتعدوا ابتعادا كلي عن أماكن اللهو، فالصيام تأديب وتهذيب، ودعوة للتألف والوحدة، فهنيئا لمن صام رمضان ليحظى بطيب العيش، والنعيم المقيم في الآخرة.
حذيفة بن خليفة الرميحي
.