الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢١ - الأربعاء ٤ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


إحدى المدارس الخاصة.. تتلاعب بالرسوم





خط سيرتها الأولى أحد الوجهاء المعروفين رحمه الله تعالى، وجعلها منارة رائعة من منارات التعليم في مملكتنا الغالية، فهو أسسها لتكون رائدة في التعلم وتصنع رسالة سامية في مجتمع البحرين الأصيل، وتعمل على تعميق معاني الوطنية والولاء لهذا الوطن الحبيب، وترسيخ القيم الإسلامية في نفوس الأبناء.

هذا ما أحسسناه في بداية نشأتها وانتقالها لمبناها الجديد، كانت هذه المدرسة بيئة تربوية خصبة، من سجّل أبناءه فيها هو من يحرص على تعليمهم التعليم الراقي الذي يدفعهم لتحقيق طموحاتهم في المستقبل، فهم ليسوا أصحاب ثروات، ولكنهم حرصوا على تجميع بعض المبالغ حتى يُطوروا من شخصيات أبنائهم، ويوفروا لهم بيئة تعليمية خصبة ومريحة يستفيدون منها أتم الاستفادة.

ولكن مع الأسف الشديد وبعد وفاة المؤسس رحمه الله لاحظ أولياء الأمور اتجاه المدرسة للتلاعب في الرسوم الدراسية وزيادتها في كل عام، وكان آخرها الزيادة الملاحظة في رسوم العام الدراسي القادم ٢٠١٢/٢٠١٣.. الأمر الذي يدعو إلى الاستغراب ومن التلاعب بأولياء الأمور الذين يُرتبون أمورهم بميزانية معينة وفقاً لمقدرتهم وحرصهم على تعليم أبنائهم التعليم المتميز الذي يمكن لهم المستقبل المرموق واللائق.

لذا أين وزارة التربية والتعليم من هذه الزيادات التي كانت المدرسة تهدد بها في فترات سابقة؟ وبالفعل نفذتها على الرغم من بعض الكتابات الصحفية من بعض كتاب الأعمدة بصحفنا المحلية الذين نادوا وزارة التربية والتعليم للتدخل والحد من مثل هذه الزيادة المرهقة وبخاصة للأسر التي يدرس أكثر من طالب في المدرسة.

الأمر الآخر فإن المدرسة بدأت تتراجع فعلياً في عطائها التعليمي، من خلال عدم الحرص على جذب الكفاءات التعليمية في المواد المختلفة، فولي الأمر الناجح هو الذي يحظى بكفاءة علمية تدرس ابنه وبخاصة في المواد الإنجليزية. فضلاً عن عدم إيجاد البديل في حالات الغياب أو الظروف الطارئة لبعض المدرسين، مما تكون حصص الطلبة (فراغ في فراغ) مما يؤثر على استفادة الطلبة الذين سجلهم أولياء الأمور من أجل المزيد من الاستفادة.. ناهيك بعض المدرسين الذين يعتبرون موادهم (تحصيل حاصل) فيتم قضاء الحصص بسياسة (الوقت المفتوح والراحة)، في الوقت الذي يجب أن تفكر فيه المدرسة جدياً بسياسة الأندية الإبداعية التي تحوي إبداعات الطلبة، بدلاً من وضع حصص نشاط خارج أوقات الدوام المدرسي (وبرسوم إضافية أيضاً).

كما أن المدرسة تتفنن في طريقة دفع الرسوم الدراسية، ففي السابق كان الدفع بشكل مريح على قسطين في الفصل الواحد، أي أربعة أقساط، ولكن المدرسة فاجأت أولياء الأمور منذ العام الماضي بدمج القسطين في قسط واحد، فيدفع ولي الأمر قسطا واحدا فقط في كل فصل دراسي، وتفننت المدرسة هذا العام بتقديم موعد دفع القسط الأول في نهاية شهر (٦) مما سبب إزعاجاً كبيراً لأولياء الأمور الذين ضبطوا ميزانياتهم في أوقات محددة، فضلاً عن أن طريقة الدفع الكلي بقسط واحد في الفصل يسبب إرهاقاً كبيراً لأولياء الأمور الذين لديهم أكثر من ابن يدرس في المدرسة.

لا أعلم.. هل هي سياسة جديدة بالاهتمام (بالمال) على حساب (التعليم) ؟ بالفعل إن هذه السياسة تضر بالصيت الكبير الذي حظي به المؤسس رحمه الله تعالى، ولعل عائلة كانو الكرام لا يرتضون أبداً أن يتم التلاعب برسوم الدراسة وأطرها وسياساتها بهذه الطريقة، وبخاصة أن أولياء الأمور قد وضعوا نصب أعينهم أهدافاً واضحة لأبنائهم للدراسة في هذه المدرسة حتى التخرج، ولكن بهذه الطريقة قد تقف الأمور سداً في طريقهم وتحميلهم ما لا طاقة لهم به، دون طرح المزيد من التيسير والتسهيل في الرسوم وفي طرق الدفع، فضلاً عن الاهتمام بالبيئة التعليمية والنخب التدريسية في المدرسة، والاهتمام بتنمية الإبداعات وإثراء البيئة المدرسية بالعديد من الأنشطة الطلابية المثرية.

نتمنى من وزارة التربية التعليم النظر بصورة جديدة في ذلك، ومن مجلس إدارة المدرسة إعادة النظر في تلك الرسوم وطريقة دفعها، ومراجعة الأداء الشامل للمدرسة بما يحقق نجاحها وتميزها..

وبالله التوفيق.

ولي أمر طالب



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة