لندن ـ رويترز: قالت وكالة الطاقة الدولية أمس ان التباطؤ الاقتصادي العالمي قد يحد من ارتفاع أسعار النفط، ولكن هناك احتمالا لان تؤدي مفاجآت غير سارة في الامدادات إلى اطلاق موجة ارتفاع أسعار النفط مجددا.

وقالت الوكالة التي تقدم النصح للدول الصناعية في سياسة الطاقة ان قوى العرض والطلب انحسرت بوضوح منذ بداية العام وان مخزونات النفط زادت بشكل كبير خلال الشهور القليلة الماضية.

لكن الوكالة أضافت أن أي خطوة من جانب أوبك للالتزام بشكل صارم بالسقف المستهدف للانتاج وهو ٣٠ مليون برميل يوميا قد يكون لها تأثير كبير على السوق.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن أسواق النفط «من شأن الالتزام الصارم بسقف الانتاج السابق البالغ ٣٠ مليون برميل يوميا أن يجازف باطلاق موجة ارتفاع للاسعار ربما تكون ضارة».

وذكرت وكالة الطاقة ان أعضاء أوبك الاثني عشر انتجوا ما يقرب من ٣١.٨ مليون برميل يوميا في يونيو قبل فرض حظر أوروبي على النفط الايراني بدءا من أول يوليو وتشديد العقوبات الامريكية على ايران.

وهذا أعلى بواقع ١.٣ مليون برميل يوميا من تقدير الوكالة للطلب على نفط أوبك هذا العام وفي ٢٠١٣ وأسهم في ارتفاع مخزونات النفط العالمية.

وقالت الوكالة ان مخزونات النفط الخام العالمية في الدول الصناعية الكبيرة ارتفعت أكثر من ١٥ مليون برميل في مايو لتتجاوز ٢.٦٧ مليار برميل. وتراجع عدد الايام التي تغطيها مخزونات النفط الاجمالية بواقع ٠.٨ يوم إلى ٥٨.٩ يوم في مايو، لكن المخزونات مازالت أعلى من متوسطها لخمس سنوات بواقع ١.٤ يوم.

وقالت الوكالة ان انتاج النفط الايراني تراجع لادنى مستوى في نحو ٢٢ عاما في يونيو اذ أدى الضغط الغربي على طهران بسبب برنامجها النووي لتقليص مشتريات المصافي من الخام الايراني وخاصة في أوروبا واسيا.

وقدرت الوكالة انتاج الخام الايراني عند ٣,٢ ملايين برميل يوميا في يونيو انخفاضا من ٣,٣ مليون برميل يوميا في مايو، لكن زيادة في الانتاج السعودية كانت اكثر من كافية لتعويض تراجع الانتاج الايراني اذ زاد انتاج المملكة ١٥٠ ألف برميل يوميا إلى ١٠.١٥ ملايين برميل يوميا في يونيو وهو معدل وصفته الوكالة بأنه يقترب من مستوى قياسي.

وقالت الوكالة ان الانتاج من خارج أوبك ارتفع ايضا بشكل متزايد وتوقعت زيادة اجمالية قدرها ٧٠٠ الف برميل يوميا في ٢٠١٣ إلى ٥٣.٢ مليون برميل يوميا بعد زيادة قدرها نحو ٤٠٠ ألف برميل يوميا هذا العام.

وسيأتي قدر كبير من هذه الزيادة من الولايات المتحدة حيث يرتفع بحدة انتاج الخام الخفيف من المكامن الصخرية في تكساس ونورث داكوتا وولايات اخرى في الغرب الاوسط، لكن في الوقت الذي ترتفع فيه الامدادات يتراجع الطلب العالمي على النفط بسبب التباطؤ الاقتصادي.

وأبقت الوكالة تقديرها لنمو الطلب العالمي على النفط مستقرا عند نحو ٨٠٠ ألف برميل يوميا خلال ٢٠١٢ مع ارتفاعه إلى نحو مليون برميل يوميا في ٢٠١٣.

وتتوقع الوكالة أن يبلغ الطلب العالمي على النفط ٩٠.٩ مليون برميل يوميا في ٢٠١٣ وتقول ان الدول غير الاعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للاقتصادات المتقدمة ستتفوق للمرة الأولى على دول المنظمة في استهلاك الوقود وهو اتجاه من المستبعد أن يتغير.