الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣١ - السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٤ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


الرئيس التونسي يعتبر أن بلاده غير مهددة بالتطرف الإسلامي





قرطاج (تونس) - (أ ف ب): أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن بلاده غير مهددة بالتطرف الإسلامي موضحا أن حركة النهضة الاسلامية لا تحكم البلاد وحدها وانما تتقاسم السلطة مع أحزاب وسط اليسار.

وأشار المرزوقي الذي يتوجه إلى فرنسا من ١٧ إلى ١٩ يوليو إلى أن زيارته تهدف إلى «مسح» التوتر، باعتبار انه كان لفرنسا موقف ملتبس خلال ثورة ٢٠١١ التي أسقطت نظام بن علي.

وقال انه منذ وصول فرانسوا هولاند إلى الرئاسة اصبحت «الاجواء المعنوية افضل».

وبخصوص الخطر الاسلامي في تونس اعتبر المرزوقي ان السلفية «ضارة لكنها ليست بالقوة التي يمكن ان تشكل خطرا على الجمهورية».

وتابع «عندما اراد السلفيون تفجير الوضع بحجة الاساءة إلى الدين، (لم يتمكنوا) وتراجعوا لانهم فهموا ان القوى الامنية كافة مستعدة تماما لضربة قوية». وكان الرئيس المرزوقي المعارض التاريخي لبن علي يشير إلى الهجوم على معرض فني في يونيو تحول إلى احتجاجات ادت إلى فرض حظر التجول.

وبحسبه فإن الامر يتعلق اولا وقبل كل شيء بـ«شباب من افقر الناس في المجتمع والبؤس هو الذي يتسبب في مثل هذه التصرفات».

وشدد المرزوقي على ان التونس غير محكومة من طرف حركة النهضة الاسلامية المتحالفة مع حزبي التكتل والمؤتمر من اجل الجمهورية لرئيس الدولة. واوضح ان «القول إن تونس يحكمها اسلاميون انحراف. فتونس يديرها ائتلاف حكومي يملك فيه الشركاء العلمانيون نفس ثقل الشركاء الاسلاميين».

وأكد أن قادة «النهضة اناس ادخلناهم نوعا ما في الديمقراطية في سنوات ١٩٨٠ و١٩٩٠» واصفا الحركة بانها تعادل «الاحزاب الديمقراطية المسيحية في اوروبا». واعتبر العديد من المحللين ان هذا الائتلاف غير عادل وتسيطر عليه النهضة، كما تخشى المعارضة من انزلاق نحو الهيمنة الاسلامية بالرغم من التأكيد المتواصل للنهضة بانها مع النظام الجمهوري.

وكرر الرئيس التونسي اكثر من مرة انه «لم يبع نفسه للشيطان» مرحبا «بتجربة فريدة في العالم العربي لتفادي المواجهة الايديولوجية».

وذكر ان النهضة اعادت تاكيد احترام حقوق الانسان والمرأة والحريات بعد ازمة يونيو التي اندلعت بعد قرار رئيس الوزراء الاسلامي حمادي الجبالي تسليم رئيس الوزراء الليبي السابق المحمدي البغدادي إلى طرابلس بدون موافقة رئاسة الجمهورية. وقال «كاد ان ينفجر هذا الائتلاف بسبب عدم احترام احد اهم بنود الاتفاق: عدم المساس بحقوق الانسان» مشيرا إلى انه «وضع استقالته في المحك».

واكد «تلقيت انواع الضمانات كافة من طرف النهضة ومن رئيس الحكومة». وفي الوقت الذي توجه اتهامات للحكومة بالرغبة في التحكم في الاعلام، نفى الرئيس هذه الاتهامات ووصفها بانها «دليل على سوء النية». وقال «لم تشهد الصحافة خلال تاريخ تونس الطويل حرية اكبر من التي تعيشها اليوم».

وتابع «الحكومة تتعرض يوميا للتهجم والاساءة وهذه الانتقادات دليل على ان تونس دولة ديمقراطية بحق» وحتى الشتائم ضد رئيس الجمهورية وخاصة على الانترنت «مؤشر جيد». وأضاف «حتى وان كانت الرسوم الكاريكاتورية غير حقيقية في بعض الاحيان الا اني افرح ان يتم رسمي لان هذا يدل على اننا لم نصبح نظاما ديكتاتوريا».

وفي المجال المؤسساتي قال الرئيس التونسي انه متأكد من ايجاد توافق حول الدستور القادم لتنظيم انتخابات في ربيع ٢٠١٣.

وبينما تريد حركة النهضة نظاما برلمانيا حقيقيا، يدعم حلفاؤها نظاما مختلطا بين الرئاسي والبرلماني. وختم المرزوقي «النهضة مع الاجماع وفي اعتقادي فإن الحكمة السياسية ستدفعهم إلى التفاوض حول نظام نصف رئاسي ونصف برلماني».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة