الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٧ - الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

"جيسي لويس" وعد ووفى في أولمبياد لوس انجليس







نيقوسيا - أ ف ب: استعرض الأميركي كارل لويس موهبته "حتى الثمالة" في الكوليزيوم واستحق ميدالياته الذهبيات الأربع في دورة لوس انجليس، واستعاد الجميع ذكريات جيسي اوينز (برلين ١٩٣٦)، إذ حصد لويس مثله ٤ ذهبيات في سباقات ١٠٠م و٢٠٠م والتتابع ٤ مرات ١٠٠م والوثب الطويل، وكانت بداية مسلسل جمعه الميداليات الأولمبية التي بلغت ٩ ذهبيات حتى دورة أتلانتا ١٩٩٦.

الفصل الأول من الاستعراض حققه لويس في سباق ١٠٠م. ولا تزال ماثلة في الأذهان صورة بول تراكور الذي كان جالسا في الصف الثاني من القسم ٢٧ في المدرجات وبجانبه أبنه (١٢ عاما)، فما أن اجتاز لويس خط النهاية مسجلا ٩,٩٩ ثوان متقدما على مواطنه سام غرادي (١٠,١٩ث) والكندي بن جونسون (١٠,٢٢ث)، حتى اخرج تراكور القادم من نيو اورليانز علما أمريكيا حمله في حقيبة، وراح يلوح به، وشاهده لويس خلال جولة حول حول المضمار محييا المتفرجين، فعاد إدراجه واتجه نحوه، واخذ العلم من تراكور وراح يحتفل على طريقته والجميع يشاركه فرحته رقصا.

كان لويس يوصف بـ"مايكل جاكسون ألعاب القوى"، ويعتبر صاحب أسلوب في سباق ١٠٠م قريبا من الكمال، ولما انتهى لويس من احتفاله توجه إلى حيث يجلس جون كارلوس "الكبير" صاحب برونزية ٢٠٠م في دورة مكسيكو عام ١٩٦٨، فارتمى بين ذراعيه، وكارلوس هو أحد أبطال "القبضات السود" في "مكسيكو ١٩٦٨" مناهضة للتمييز العنصري في الولايات المتحدة، وحين شارك في الأولمبياد كان لويس في السابعة من عمره يقيم في نيوجرسي وتابع سباق كارلوس و"حركته" عبر الشاشة الصغيرة، وحلم بأن يخوض الألعاب الأولمبية يوما ويعتلي منصة التتويج.

واصدر لويس بعد ساعات من حصده ذهبية ١٠٠م بيانا ذكر فيه انه حقق ٦٠ في المائة من برنامجه باعتبار هذا السباق: "أصعب مسافة والمفاجآت واردة دائما". وأوضح: "أنه كان متأثرا جدا عند الفوز"، مضيفا: "أنا أؤمن بقدراتي، وطريقة أدائي في الأمتار الأخيرة تخولني النجاح، لما بلغت ٨٠م أدركت أن الانتصار في متناولي لكني بقيت حذرا"، تقدم لويس على غرادي بفارق ٢٠ جزءا من الثانية وهو الأكبر منذ فوز مواطنهما بوب هايز في دورة طوكيو عام ١٩٦٤، كان غرادي يردد أن لويس في متناوله، وعلل خسارته السباق الأولمبي بان منافسه كان في أفضل حالاته يومها، وفي رده أعتبر البطل الأولمبي أن كل ما يستشفه من تصريحات لمنافسيه وإبدائهم الرغبة في الفوز عليه، يزيده تصميما ويقوي عزيمته، مؤكدا أنه يصعب عليهم تحقيق هذه الأمنية في المدى القريب.

عقب تتويجه بالذهبية الرابعة بعد مساهمته بتحقيق المركز الأول في سباق التتابع (مع رون براون وغرادي وكالفن سميث)، عنونت صحف: رهان "جيسي لويس" تحقق، وهي قصدت مقارنة كارل لويس بجيسي اوينز، لكن "البطل الاستثنائي" رفض هذه المقارنة، لأن: "اوينز أسطورة لكنه إنسان، وأنا فخور بمعادلتي انجازه، لكن لا تجوز المقارنة مطلقا، هو يبقى جيسي اوينز وأنا كارل لويس، فنحن من عصرين مختلفين".

سجل لويس ٨,٥٤م في الوثب الطويل و١٩,٨٠ث في سباق ٢٠٠م، وكان العداء الرابع في سباق التتابع وانهى المسافة بزمن ٣٧,٦٢ ث، فحمل بالونا على شكل قلب وطاف به المضمار شاكرا المتفرجين كما شكر عائلته وأصدقاءه وكل من دعمه وآمن بموهبته، وخصوصا مدربه توم تيليز ومدير إعماله جو دوغلاس (مؤسس فريق "سانتا مونيكا تراكس" الذي ضم لويس).















.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة