الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٢ - الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٦ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

هشام الكروج «كامل الأوصاف» العالمية





لندن - أ ف ب: عندما عاد العداء المغربي هشام الكروج إلى دياره بعد اختتام دورة أثينا الأولمبية، نزع على الفور الصورة الكبيرة التي الصقها على حائط غرفته في مركز الإعداد الوطني لألعاب القوى في الرباط، وهي تظهره فائزا في سباق ١٥٠٠م خلال بطولة العالم عام ١٩٩٩ في اشبيلية. يومها نزع عن الحائط صورة تعثره ووقوعه خلف الجزائري نور الدين مرسلي في السباق الأولمبي عام ١٩٩٦ في أتلانتا، في إشارة إلى أنه تخطى تلك العقبة الكبيرة مؤقتا، لان حلم الميدالية الأولمبية كان لا يزال يراوده ويؤرق مضجعه.

معاناة عاشها منذ ثمانية أعوام، والآن عند العودة المظفرة، علق صورة احتفاله فائزاً على الإستاد الأولمبي في أثينا، الذي شهد «ولادته العالمية» في مونديال القوى عام ١٩٩٧، بميدالية الفوز أخيراً برقص «السيرتاكي» وسط صخب جماهيري كبير.

في أثينا، تغلب الكروج (٣٠ عاماً) على اللعنة التي رافقته منذ عام ١٩٩٦ في الألعاب الأولمبية، محققا الفوز في سباق ١٥٠٠م، وفارضا نفسه في سباق ٥ آلاف م. فبعدما وضع بصماته على سباقه المفضل ١٥٠٠م (حامل رقمه القياسي العالمي ٣,٢٦,٠٠ د) ماحيا «السقوط في أتلانتا والتراجع في سيدني»، أضاف إليه انجاز الفوز في ٥ آلاف م ليعادل الانجاز الأسطوري للفنلندي بافو نورمي الذي حقق «الثنائية العسيرة» غير المألوفة عينها في دورة باريس ١٩٢٤، فكان أحد عناصر مسك ختام «أثينا ٢٠٠٤» وبريقها.

أخيراً، تخلص الكروج (٦٠ كلغ، ١,٧٦م) من عقدة اللقب الأولمبي الذي كان ينقص سجله وبات كام الأوصاف الرياضية...«الثالثة ثابتة»، بعد تعثر أتلانتا ١٩٩٦ وخيبة سيدني ٢٠٠٠، وجاءت في موسم عسير عليه بسبب ظروفه الصحية ومشكلة الحساسية المفاجئة التي عانى منها وكادت تبعده نهائياً عن المضمار والسباقات: «عشقي الكبير ونهمي الدائم، وهي حالة روحية خاصة جداً». والميدالية الذهبية في ١٥٠٠م كانت الأولى من نوعها لعداء مغربي. وأمل مسؤولو الاتحاد واركان «أم الألعاب» في أن تفتح الباب أمام جيل جديد على غرار المرحلة التي مهدت لها نوال المتوكل وسعيد عويطه عام ١٩٨٤ في لوس انجليس، وفي ظل اقتراب تقاعد النجوم الحاليين. في أثينا، وضع أركان الاتحاد المغربي الذي تقوده لجنة مؤقتة برئاسة محمد اوزال «خلافاتهم» جانباً وتوحدوا خلف الكروج. تقاطروا على تهنئته وفي مقدمهم اوزال والمدير الفني القديم الجديد عزيز داودة، الذي عايش الانتصارات المغربية المدوية وصنع غالبيتها منذ عام ١٩٨٤. ولن ننسى المتوكل التي قلدته الميدالية الذهبية ووضعت على رأسه إكليل أوراق الزيتون في حفلة التتويج. كانت رسالة الجيل القديم إلى الجيل المعاصر وصورة معبرة على الجيل الجديد الاقتداء بها.







.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة