الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٣ - الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٧ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء

من وحي شهر رمضان المبارك.. المؤمنون مغاليق للشر مفاتيح للخير







تميز ديننا الاسلامي الحنيف باحكام العلاقة بين العبادات والمعاملات، لا بل جعل من العبادات موجهات للإنسان لاداء المعاملات، وهذا ما يتضح من قوله تعالى «وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر» والفحشاء والمنكر من الأمور التي قد يمارسها الانسان أثناء ادائه للمعاملات اليومية المختلفة، وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين المعاملة» كما جاء في الحديث النبوي الشريف: «إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ، مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ» حيث يعكس هذا الحديث ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن من سعي في الخير وفي نفع العباد وفي ذلك يقول السلف الصالح «الخير مرضاة الله والشر سخطه، فإذا رضي الله عن عبد فعلامة رضاه أن يجعله مفتاحاً للخير، فإن رئي ذكر الخير برؤيته، وإن حضر حضر الخير معه، وإن نطق ينطق بخير، وعليه من الله سمات ظاهرة، لأنه يتقلب في الخير بعمل الخير، وينطق بخير، ويفكر في خير، ويضمر خيراً، فهو مفتاح الخير حسبما حضر، وسبب الخير لكل من صحبه». واما الآخر الذي ليس له من الايمان من شيء فهو «الذي يتقلب في شر، ويعمل شراً، وينطق بشر، ويفكر في شر، ويضمر شراً، فهو مفتاح الشر».

وحينما نعكس هذا الحديث الشريف على واقعنا المعاصر ونتأمل في القدرة الفائقة على التحمل والتسامح وتناسي الجراح واستيعاب الاخر والصفح عن المخطئين لا بل المجرمين ومنحهم الفرصة تلو الفرصة للعيش الكريم وغيرها من الصفات التي اتسم بها جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة رعاه الله، وذلك التسارع في الخير ومد يد العون الذي تميز به صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان ال خليفة ايده الله، سواء للمرضى اوالمتضررين واخره ما حصل اثر تعرض السوق الشعبي بمدينة عيسى لحريق او بأمر سموه لتوفير السكن المناسب للارامل والمطلقات والمعاقين استثناء من شروط الاسكان، وغيرها الكثير. وذلك التواضع والانفتاح واليد الممدودة للخير والتعاون والقلب المفعم بمحبة الشعب والحرص الوطني المعهود وبرؤيته الثاقبة التي تستشرف المستقبل، وبعفويته وفطرته الصادقتين اللتين تنطقان نبلا وحبا، ذلك ما تميز به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رعاه الله. هذه الصفات جعلت من قيادتنا الرشيدة ملاذا آمنا للشعب بعد الله العزيز الرحيم، وانها التفسير الحقيقي لتوجه كل من يشعر بالحيف والظلم لمناشدتها للتدخل حتى قبل ان يلجأ الى القضاء والى المسالك الاخرى التي كفلها القانون، وبالرغم من الادراك المسبق بعظم مسئوليات القيادة وانشغالاتها بالقضايا الاستراتيجية للبلاد. واذا ما عدنا لتاريخ البحرين خصوصا والخليج العربي عموما فأن قادة الاسرة الخليفية الكريمة كانوا على الدوام رموزا للكرم والاباء والوفاء واحتضان العاني وحماية اللاجئ، وكانوا آباء لليتيم واهلا للغريب عز جارهم واطمأن من كان بحماهم. فهم مفاتيح الخير واهل الخير، حكمهم عدل وخير، ولقاؤهم خير وهذا ما نلاحظه من اطمئنان الناس وفرحهم بقدوم قيادتنا الرشيدة الى المجالس الرمضانية وسعيهم الى الاستماع الى توجيهاتهم وتحليلاتهم لقضايا العباد والبلاد.

اما الذين لا يسمعون الا اصواتهم ولا يستجيبون الا لقراراتهم او ما املي عليهم من قرارات، ويغلقون ابواب الخير ولايعيرون اهمية لرأي غير رأيهم، ويسخرون ما اتيح لهم من مصادر للسلطة او التوجيه باتجاهات خاطئة لاهداف شخصية او حزبية او فئوية تحدث اضرارا مادية او روحية او نفسية بالافراد او البلاد او كليهما فإن الله لهم بالمرصاد يوم لا ينفع مال ولا بنون، وقد وعدهم جل في علاه في سورة الزلزلة بقوله تعالى «فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره». وهنا لابد من الاشادة بالمبادرة الطيبة «ميثاق الشرف» التي يقودها مجموعة من اعضاء مجلس النواب لتنزيه المنبر الديني من المغالطات السياسية ودعوتها للخطباء بأن يكونوا قادة خير ودعاة إصلاح ورسلا للسلام والتسامح وجمع الكلمة ونبذ الفرقة وتحمل المسؤولية الشرعية والوطنية تجاه الوطن والمجتمع والأمة، وأن يكونوا كما أراد الله تعالى مفاتيح للخير مغاليق للشر، جامعين للكلمة نابذي * اكاديمي وخبير اقتصادي.













.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة