الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٥ - السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٩ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

سهرة في مجلس رجل الأعمال إبراهيم زينل
حديث عن الشركات الوهمية.. وتخاذل الغرفة التجارية!!





مجلس رجل الأعمال المعروف السيد إبراهيم زينل من المجالس التي تحرص «أخبار الخليج» على تغطيتها والتواجد فيها في واحدة من ليالي شهر رمضان.. نظرا إلى عضويته شبه الدائمة في مجلس إدارة الغرفة التجارية.. وترؤسه مجلس إدارة الشركة العامة لصناعة وتجارة الأغذية (ترافكو).. وترؤسه لمجلس إدارة شركة استيراد الأغنام والمواشي.. ونظرا إلى شخصيته شبه الشعبية.. لذلك نشهد على الدوام ثقافة عالية لدى مرتادي مجلسه.. وخاصة من المحسوبين على الشركات الصغيرة والمتوسطة.. وإن كانت له صداقات وعلاقات مع الكثير من مختلف المناصب والمستويات.. هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى فإن زيارتنا مجلس إبراهيم زينل هذا العام تكتسب أهمية أكبر، ومن أسباب ذلك ما يدور على الساحة الآن من حيث كشف فساد وانحرافات في بعض البنوك، وبعض شركات التطوير العقاري.. وما يدور حول تنظيم سوق العمل.. وأيضا موقف الغرفة غير المرضي .. بل والمستنكر تجاه رئيسها التنفيذي، والمواقف السلبية من قبل البعض والتي تركت اللنجاوي نهبا للافرازات غير المستحبة للطائفية والتسييس.. أو كما قال الاستاذ أنور عبدالرحمن.. لقد جعلوه كبش فداء!! وكان يمكننا أن نخرج من سهرتنا في مجلس رجل الأعمال إبراهيم زينل بصيد ثمين بسبب سخونة الأحداث على الساحة، إلا أن إصراره على أن يتحدث باللغة الانجليزية ، هذه السنة وعلى غير العادة ، ناهيك عن ازدحام قاعة مجلسه المترامية الأطراف بمريديه ومحبيه واتخاذهم أركانا في القاعة تعالت من خلالها أصوات الأحاديث أو الندوات الجانبية - كل ذلك قد حال دون ما نريد- ورغم ذلك كان الصيد لا بأس به!



ماذا قيل؟.. وماذا دار؟

والآن ماذا قيل؟.. وماذا دار من أحاديث في مجلس إبراهيم زينل ليلة أمس الأول؟

كان الحديث وديا في البداية.. ولكنه لم يكن وديا في النهاية.. ولما أنه ودي في البداية وجدنا الحاضرين يتحدثون عن العصائر وفوائده.. نظرا إلى صواني العصائر الدائرة في حركة متسارعة على مرتادي المجلس بشكل غير عادي.

ويسأل أحد الحاضرين عن نوع من العصائر المقدمة فيرد السيد إبراهيم زينل: إنه خليط من فواكه نادرة ممزوجة بالحليب! أنور عبدالرحمن: الحليب غير مفيد للكبار.. حيث يقول الباحثون في علوم التغذية «إن الإنسان عندما يصل إلى سن معينة فإنه لا يحتاج إلى الحليب.. فالحليب بالذات غير مستحب.. ولهذا السبب جعلت الشريعة الإسلامية مدة الرضاعة سنتين كحد أقصى».

إبراهيم زينل: غير صحيح.. فالإنسان يحتاج إلى الحليب في كل مراحل عمره.. لأنه يحتاج إلى الكالسيوم.

أنور عبدالرحمن: الكالسيوم موجود في كل الأغذية حتى الجبن.

إبراهيم زينل: في كل دول الشرق الأوسط وخاصة في دول الخليج يعانون نقصا في الكالسيوم.. وهذه حقيقة طبية.

مدخرات الناس

ذهبت مع الريح

أنور عبدالرحمن: الحقيقة نحن نشكو من الشركات والبنوك الاستثمارية التي حصلت على مدخرات الناس الذين فوجئوا بأنها قد «لُهفت» أو انها قد ذهبت مع الريح.

إبراهيم زينل: نشر في «أخبار الخليج».. وأعتقد في مقال للأستاذ محميد المحميد كلام عن الشركات الوهمية.. وقال في نفس المقال: العيب ليس فيمن لهفوا الأموال.. ولكن العيب فيمن أعطاهم الأموال.. إلى درجة أنه قال: المجنون هو من أعطى الأموال وليس من التهمها!!

أنور عبدالرحمن: لا تنسى اننا نعيش عصر الدخل السريع.. فالكل يريد الربح السريع.. والسبب في ذلك هو الوعود الوردية التي يقدمها دعاة الاستثمار إلى الناس.. وأحيانا كثيرة تكون هذه الوعود وهمية.. وكاذبة!

ويواصل الأستاذ أنور حديثه قائلا: مرت فترة على البحرين أصيب فيها معظم الناس بالجنون من فرط المكاسب السريعة في الأراضي والعقارات والأسهم وغيرها.. وكان الدلال يشتري قدم الأرض في الصباح بـ ٥٠ دينارا.. ويبيعه عند الظهر بـ ٥٥ دينارا.. ومن كان ينتظر إلى المغرب كان يبيع بـ ٦٠ دينارا!

إبراهيم زينل: نعم.. فيه جشع.. وهذه الظاهرة، وهذه الآفة لا تقتصر على الشرق الأوسط وحده.. بل في كل الدنيا تقريبا.. وفي الخليج لا يؤمنون بغير العقارات طريقا للربح السريع.. وهذا هو سبب التضخم غير المنطقي.. وهناك نوعان من المستثمرين: أحدهما يؤثر التأني والربح المدروس.. والثاني مغامر.

أنور عبدالرحمن: المواطن كان مضطرا إلى أن يغامر.. لأن كل من حوله كانوا يغامرون ويكونون ثروات طفيلية كبيرة.

إبراهيم زينل: شهادة لله.. كثير من البنوك الاستثمارية عندما يتقدم المواطن إليها بمبلغ لاستثماره نيابة عنه فإنها تسأله أولا هل تقبل أن تغامر أم لا تقبل؟ وعلى ضوء الإجابة التي يقدمها المستثمر يضع له البنك أو الشركة الاستثمارية البرنامج المطلوب والمناسب له.

ثم قال: أيام الطفرة «صارت بلاوي».. فأنا أعرف موظفا حكوميا كان راتبه ٣٠٠ دينار.. استقال.. وضارب في سوق العقارات وخلال ثلاثة أشهر فقط صار يملك ١٠٠ الف دينار.. وكان يوقع على شيكات مؤجلة.. ثم صارت أرباحه مئات الآلاف.. وفجأة انتكست أحواله.. وتراكمت عليه الديون والشيكات المؤجلة فلم يملك إلا أن هرب من البحرين!

أنور عبدالرحمن: الشركات هي أساس المشكلة.. كانت تسهم في خداع الناس.. وكانت تبالغ في تقدير قيمة العقارات.. كان الشيء الذي لا يساوي ١٠ آلاف تقدمه بـ ٢٠ ألف دينار!

عثمان جناحي: الأستاذ أنور على حق.. أرى كلامه هو الصحيح..

إبراهيم زينل: المحاسبون كانوا يحذرون من التجاوزات.. لكن الكل كان يغمض عينيه.

نبيل سعيد: صحيح أن الشركات الاستثمارية تسألك: هل تريد أن تكون محافظا أم مغامرا.. لكنها في نفس الوقت كانت ومازالت تقدم لك مذكرة عرض تريد «عفريتا» أو «جنا مصورا» حتى يقرأها.. ولا يمكن أن يفك طلاسمها أو يفهمها.

إبراهيم زينل: أنا أتكلم عن المؤسسات المحترمة.

نبيل سعيد: كيف تعرف أن هذه شركة محترمة.. أم غير محترمة.. عندما يأتيك فرد ويقول لك أنا سائق سيارة ماهر.. هل مطلوب مني أن أصدق أنه يعرف السياقة أصلا؟!

من الطبيعي أنني أتمكن من معرفة ما يدعيه من خلال الرخصة التي يحملها.. بمعني أنني أعرف المؤسسة أو الشركة الاستثمارية من الترخيص الذي تملكه.

ويقول الأستاذ نبيل: السوق «ملخبط» انه مملوء بالشركات الوهمية.. بعضها يسجل خارج البحرين ويعمل بداخلها.. والبعض الآخر تحكمه قوانين لا تعرف مصدرها. ناهيك عن قوانين التحكيم.. ولا نعرف هل هي قوانين تحكيم بحرينية.. أم قوانين تحكيم مجلس التعاون.. أم مركز البحرين للنزاعات.. والكل يستنزف المستثمر حتى المحاكم فيبلغ ما تحصل عليه من مستثمر في نزاع من النزاعات ٣٠ ألف دينار.

إبراهيم زينل: يقولون كلفة المحاكم في البحرين أقل.

نبيل سعيد: يا عمي أنا محامي.. ما تقوله أنت غير صحيح بالمرة.

أنور عبدالرحمن: المهم اننا الآن أمام شركات استثمارية خالفت القانون.. خالفته حتى تخدع خلق الله.. ضحكوا على الناس.. والمصيبة أنهم طلقاء في البلد.. يرمحون بسياراتهم الفارهة هنا وهناك.. لا أحد يكلفهم ولا أحد يردهم!!

إبراهيم زينل: يجب على السلطة أن تقوم بدورها.

أنور عبدالرحمن: السلطة لا تتحرك من تلقاء نفسها.. يجب على المتضرر أن يعبر عن تضرره أمام النيابة العامة على أقل تقدير.

إبراهيم زينل: الناس تخاف من اللجوء إلى القضاء لأن حباله طويلة.. ويحتاج إلى مصاريف كبيرة.

أنور عبدالرحمن: إذا كان القضاء حباله طويلة.. ومصاريفه باهظة كما تقول: فلماذا لا يلجأون إلى الصحافة وهي تنوب عنهم؟!

إبراهيم زينل: لا أعرف لماذا.. يمكنك أن تسألهم.

مشكور.. اكتب أكثر!

نبيل سعيد: أنا نشرت عدة مقالات أدق من خلالها ناقوس الخطر.. وأكاد أشير إلى المتورطين الذين - كما قال الأستاذ أنور - ضحكوا على الناس ونهبوهم.. تعرف ماذا حدث؟.. جاءتني مكالمات معظمها من هؤلاء المتورطين الخاسرين أنفسهم وقالوا لي «مشكور.. اكتب زود»!!.. وعندما أسأل المتورط المتصل عن تفاصيل مشكلته يجيب قائلا: اعفيني..!!

يعني هذا المتورط لا يريد أن يلجأ إلى القضاء ولا يريد أن يتحدث أو يبوح بما عنده للصحافة فماذا نفعل؟

إبراهيم زينل: هذا مجتمع سلبي.. في الشرق الأوسط.. وخاصة في الخليج تجد المساهم في الشركات المساهمة لا يعرف شيئا عن الجمعيات العمومية للشركات المساهم فيها.. يعني أن كثيرين من المساهمين لم يفكروا في حضور اجتماع واحد لاجتماع الجمعية العمومية في يوم من الأيام.. وإذا حضروا فإنهم لا يتحدثون إلا إذا أرادوا مجاملة مجلس الادارة!

ثم قال: أنا أشكرك يا أستاذ نبيل على صراحتك وأنا أؤيدك في وجود سلبية صارخة في المجتمع.. للأسف هذه ثقافة المجتمع كله.

رحم الله كارل ماركس

أنور عبدالرحمن: أنا أقول رحم الله كارل ماركس الذي قال: رأس المال جبان.. ثم قال الأستاذ أنور: أتذكر في يوم من الأيام أنني زرت مع رئيس تحرير سابق للجلف ديلي نيوز منطقة أو مقاطعة جبلية في سلطنة عمان بناء على دعوة.. وأثناء جلوسنا على الأرض نتناول طعام الغداء مع والي المنطقة جاءه بدوي يشكو حاله وتبادلا حوارا لم أفهم معانيه.. ثم أشار البدوي إلى بندقيته وراح.

فقال الوالي: هذا رجل فلاح.. ويوجد مالك آخر أكبر منه يتحكم في ماء الري ويسرف في ري بستانه إلى الدرجة التي يحرم جيرانه من الماء.. ولذا أنهى هذا الفلاح حواره معي قائلا: إن هذا المالك الأكبر لا فائدة فيه.. ولا يوجد من يرده.. ثم أشار إلى بندقيته وراح.. إنه يريد أن يقول: إن الحل في البندقية!!

عثمان جناحي: نعم.. هذا هو الحل. إن أمثال هذه القضايا تريد حلا حاسما.. نريد من الكبار أن يتدخلوا لوقف هذه الشركات التي تضحك على الناس.

قضايا الظلم كثيرة

أنور عبدالرحمن: قضايا الظلم كثيرة.. والكثيرون لا يأخذون حقوقهم الواجبة بسهولة.. عندكم الرئيس التنفيذي للغرفة.. أراد الإصلاح والتصحيح.. والتحرك من أجل وأد الطائفية والتسييس اللذين يهددان بتدمير الغرفة التجارية.. لكنهم مع الأسف الشديد بدلا من أن يعاونوه ويقفوا إلى جانبه خذلوه.. بل وتركوه في المعترك بمفرده!

وأضاف: يا أستاذ إبراهيم أنت وكل مجلس إدارة الغرفة قصرتم في حق هذا الرجل وتخليتم عنه.. والشطر الأكبر من المجتمع يقول الآن في نفس واحد: لقد جعلتم من هذا الرجل المخلص لوطنه كبش فداء!

إبراهيم زينل: حاولنا ابقاءه في موقعه وهو الذي أصر على الاستقالة.

أنور عبدالرحمن: كيف أعين مديرا عاما أو رئيسا تنفيذيا وأطالبه بأن يعدل وأن يطور ثم أقيده وأسلب منه كل صلاحياته؟

أنتم لا تريدون رئيسا تنفيذيا فعالا.. أنتم تريدون خادما يرضى عنه كل السادة (رئيس وأعضاء مجلس الإدارة).. أنت خذلته.. والدكتور عصام فخرو خذله للأسف الشديد.. و«أخبار الخليج» تبنت وستواصل في تبنيها هذه القضية التي أصبحت قضية مجتمع بأسره.

إبراهيم زينل: قلنا له ابق وكل شيء قابل للنقاش.. والخلاف كان على الراتب.. لأن كل النقاط الأخرى التي تقدم بها نحن موافقون عليها من حيث المبدأ وان كانت تحتاج إلى نقاش.

أنور عبدالرحمن: للأسف.. الغرفة مسيسة.. رئيس تنفيذي بصلاحيات مقيدة لا ينفع.

إبراهيم زينل: مجلس الإدارة هو الذي يحكم وليس الرئيس التنفيذي.

أنور عبدالرحمن: نحن نعرف كنه القضية وخباياها ودقائقها ولن نتخلى عنها في «أخبار الخليج».

إبراهيم زينل: القرارات مؤسساتية.. والقرارات مسئول عنها مجلس الإدارة.. والرئيس التنفيذي هو الذي ينفذ.. والغرفة ليست منفصلة عن المجتمع.

أنور عبدالرحمن: إذا لم يكن مجلس الإدارة بالمستوى المطلوب عليه أن يستقيل.. عار عليه أن يترك الرئيس التنفيذي الذي أراد تقويم الاعوجاج نهبا للطائفية والتسييس وتنهش في لحمه الذئاب.

إبراهيم زينل: لا يجوز لنا أن نضيع فرصة تهيئة النفوس.. وخدمة المصالحة العامة وتهدئة الخواطر.. وتقوية اللحمة الوطنية.. الظروف تستدعي اتخاذ خطوات لتهدئة الجو العام.. هذا هو موقفنا ومن حقكم أن تنشروا ما تشاءون.. وكنا نتمنى أن نرفع راتبه كما يريد ولكن الظروف الراهنة لا تسمح.. بل وتجعل ما يطالب به مبالغ فيه.. وأنا أعترف انه رجل كفء.. وقدم خدمات جليلة إلى الغرفة، ويحمل أعباء ومعاناة شديدة في ظروف صعبة.. لكن الظروف لا تسمح لنا أن نرد له الجميل.. معنى كلامي في أن مطلب زيادة الراتب من ٦ إلى ١٠ آلاف دينار هو القشة التي قصمت ظهر البعير!

ثم قال: بصراحة أناس كثيرون اتصلوا بي واستكثروا هذا المطلب ووصفوه بالمبالغة.. وأنا بصراحة أقول انه يستاهل ١٠ آلاف دينار.. لكن هذه هي ظروفنا.. والقرار بيد مجلس الإدارة وليس بيد إبراهيم وعصام وحدهما.. أما بقية المطالب الستة فنحن بصراحة لم نرفضها ومستعدون للتفاهم حولها.. وكان يمكنه أن ينتظر حتى نهاية عقده ويمكن أن تكون هناك فرصة لتصحيح كل شيء من خلال اتفاق آخر.

أنور عبدالرحمن: هذا رأيك أنت.

إبراهيم زينل: الصحيح أن سبب الخلاف هو حكاية.. زيادة الراتب.

عادل المناعي: هذا الرجل.. أقصد الأخ إبراهيم اللنجاوي ظل طوال الفترة الماضية يعاني بمفرده.. وفعلا كما قال الأستاذ أنور كان يواجه شراسة اللئام وما أدراك ما اللئام.. صحيح ان الدكتور عصام فخرو وقف إلى جانبه بعض الوقت لكنه خذله بعد ذلك وتخلى عنه.. للأسف لقد جعلوه فعلا: كبش فداء.. واللحمة الوطنية وتقويتها لا ينفع معها أن تكون من صوب واحد.

أنور عبدالرحمن: أشكرك على مداخلتك الطيبة.













.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة