صرخة العسومي لإسكان الحورة والقضيبية
 تاريخ النشر : الأربعاء ٤ يناير ٢٠١٢
محمد المحميد
** أول السطر:
مفصول تمّت إعادته إلى العمل، فكان أول قرار لصالحه إسناد مهمة إدارة مهرجان وترك باقي الموظفين المخلصين.. وفي المقابل قام عدد من المفصولين في إحدى المؤسسات برفع عريضة لصرف رواتب لهم مقابل الفترة التي فصلوا فيها، وطالبوا بالترقيات والمكافآت والبدلات والتعويضات.. ولا ندري من هو الأحق بالمطالبة بالزيادة والترقية والمكافأة.. الموظف المفصول أم الموظف المخلص لوطنه ومؤسسته؟
** صرخة العسومي:
بالأمس وقف النائب عادل العسومي وردّد أكثر من مرة جملة «إن بقاء أهالي الحورة والقضيبية المخلصين في المنطقة هو لصالح البلد، ولابد من الاهتمام بتدشين مشروع إسكاني لهم بدلا من إجبارهم على النزوح إلى مدن ومناطق أخرى».. تلك الصرخة «العسومية» تحمل في طياتها رسائل اجتماعية وسياسية بالغة الأهمية يجب العناية بها وتلبية النداء قبل أن تقع تداعيات يكون الوطن في غنى عنها.
أذكر منذ سنوات حينما وقف العسومي وطالب بإنشاء مشروع إسكاني لأهالي الحورة والقضيبية باعتبارهم من المواطنين المخلصين ممن يمارسون دورهم ويؤدون واجباتهم بكل إخلاص وتفان من دون اللجوء إلى أي ممارسات غير قانونية ومن دون رفع لافتات وعبارات ومن دون اللجوء إلى المتاجرة السياسية والإعلامية بالموضوع، ثارت ثائرة البعض بحجة التمييز، وكأن المطالبة بحقوق المواطنين المخلصين حرام، وتأييد مطالب الخارجين على القانون حلال، في تصرف غريب ومغلوط ومعكوس، رغم أن العسومي طالب بحقوق الجميع وخص بالذكر أبناء دائرته.
وشخصيا أعرف أحد القاطنين في المنطقة قدم طلبا للإسكان منذ ٢٣ سنة ولم يحصل حتى الآن على جواب ويعيش في منزل والده وقد أصبح هذا المواطن اليوم (جَدٌّا) لأحفاد، وهذا نموذج واحد فقط من معاناة الأهالي في الحورة والقضيبية، ومثال واحد من أمثلة عديدة على مستوى البحرين لا تعد ولا تحصى.
أبرز الرسائل في صرخة العسومي أن هناك أرضا جاهزة لبناء مشروع إسكاني لصالح الأهالي ولكن تمّت المماطلة فيها وتم إعطاؤها لأحد الأشخاص منذ سنوات من دون أن يستثمرها ومن دون أن يفعل بها أي شيء ولابد من تسليم تلك الأرض لصالح المشروع الإسكاني للأهالي.
بجانب أن صرخة العسومي تقف من أجل عدم استباحة المنطقة بالوافدين والمستثمرين وجعل المنطقة كباقي المناطق التاريخية التي تحولت مع زحف العمران والاستثمار إلى مناطق تجارية لا سكنية، وحتى لا نشهد بعد أعوام وقد تحولت المناطق البحرينية السكنية إلى مناطق استثمارات وعمارات وأصبحنا (نتحسّف) عليها ونحولها إلى مسلسل رمضاني على غرار مسلسل «البيت العود».
مشكلة العسومي أنه يتعامل بطيبة زائدة وحسن نية ويؤمن بالوعود كثيرا ويصدق التصريحات الصحفية للزيارات الوزارية التي تقام في المنطقة من أجل توسعة شارع أو شفط مياه أمطار أو بناء رصيف أو إطفاء حريق، ولو حصرنا عدد التصريحات الوزارية من أجل إنشاء مشروع إسكاني في الحورة والقضيبية لاحتجنا إلى مئات الصفحات وآلاف السطور، ولكن الواقع أن ذلك لا نتيجة له، الأمر الذي يوقع العسومي في مشكلة مع الآخرين بين إشادته ومدحه للزيارات والوعود والتصريحات غير المفعلة وبين نداءاته وصرخاته وحاجة الأهالي.ربما هذا الأمر لا يتعلق بالعسومي وحده، ولكنه يشمل عددا كبيرا من النواب وأعضاء المجالس البلدية، والمصيبة حينما يستثمر أحد المسئولين تصريحات الشكر والتقدير وكلمات المدح والثناء من أجل الردّ على النائب وإحراجه، كما فعل وزير البلديات أمس مع النائب عدنان المالكي، ما يعني أن على السادة النواب ألا يستعجلوا في الإشادة والثناء بالوزراء إلا بعد تنفيذ الوعود والتصريحات.
** آخر السطر:
الأمير الوليد بن طلال بعد أيام في البحرين.. أهلا وسهلا ومليون مرحبا.. مقدما.
.