الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٦ - الأربعاء ١١ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


بين البحرين ونيجيريا.. «باكوحرام»!





ما يحدث في نيجيريا هذه الأيام وهي أكبر مصدر للنفط في القارة الافريقية، حيث تنتج ٥,٢ ملايين برميل يوميا، لكن عدد السكان الكبير (١٦٠ مليون نسمة) يجعلها غير قادرة على تلبية احتياجات المواطنين، وبالتالي اندلعت فيها مواجهات وأعمال عنف احتجاجا على زيادة أسعار الوقود وأدى ذلك الى سقوط العديد من الجرحى يوم أمس الأول.. نقول ما يحدث في نيجيريا كفيل بأن نتعظ به نحن في البحرين، ليس بسبب أعمال العنف الاحتجاجية على الأوضاع الاقتصادية، بل بسبب (الفتنة الدينية) التي تكاد تفتك بوحدة الشعب هناك، ذلك أن منظمة (باكوحرام) الاسلامية المتطرفة شنت هجمات وقامت بتفجيرات ضد الكنائس المسيحية في شمال البلاد، في مناسبات الكريسمس وأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، فرد المسيحيون بالهجوم على مسجد في مدينة (بنين) ونتج عنه سقوط جرحى بين المسلمين.. وما كانت نيجيريا تعرف هذه الفتنة الدينية لولا زيادة نشاط منظمة (باكوحرام) في السنوات الأخيرة. وباكوحرام تعني (التعليم حرام)! وقد شنت في السنوات الأخيرة هجمات وقامت بإشعال حرائق في العديد من المدارس والمرافق التعليمية مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى كثيرين.

ما يحدث في نيجيريا حاليا هو نموذج ساطع لتأثير التطرف الديني على الوحدة الوطنية، وهذا ينطبق علينا نحن في البحرين أيضا، حيث أصبح (التطرف الديني) سببا في إشعال الفتنة الطائفية في البلاد، ويتم الآن تغليفها بمطالب سياسية! لكنها في الحقيقة هي حركات طائفية مذهبية. وتلعب أطراف خارجية (وبالتحديد أمريكية وايرانية) على إذكاء هذا الصراع الطائفي وتأجيجه في الشارع البحريني.. ومثلما تحرق (باكوحرام) في نيجيريا المدارس، انتشرت لدينا في البحرين ظاهرة حرق المدارس وقصفها بالمولوتوف!.. ونواب يهاجمون وزارة التربية والتعليم لأنها تريد تمديد الدوام الرسمي للطلاب! ويعتبرون ذلك رذيلة شيطانية!

يمكن للبحرين أن تكون أفضل حظا من نيجيريا لو تحرك العقلاء لإطفاء نيران الفتنة الطائفية، وايقاف التدخلات الخارجية (الأمريكية والايرانية) في الشئون الداخلية.. فالبحرين تتميز بقلة عدد السكان (مليونا نسمة تقريبا)، مع وجود اقتصاد متنام، ومؤخرا ذكر تقرير للأمم المتحدة أن البحرين سجلت المرتبة الثالثة عربيا و٤٢ عالميا ضمن الدول ذات التنمية البشرية العالية جدا.

هذه الخصائص لصالح البحرين، على عكس نيجيريا التي تعاني من الارتفاع الكبير لعدد السكان، رغم ثرواتها النفطية الكبيرة التي لا تقارن بالبحرين التي يعد إنتاجها النفطي الأقل في الخليج العربي! لكن اللوثة التي نشترك فيها مع نيجيريا هي لوثة (الفتنة الطائفية)! فهي لا تفرق بين دول صغيرة كالبحرين ودول كبيرة مثل نيجيريا.. تخلصوا من هذه (اللوثة) وسوف يصبح حالكم أفضل بكثير، لكن إذا استنسختم (باكوحرام) فسيكون حالكم «بالويل»!







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة