الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٦ - الأربعاء ١١ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


إيران ترى دوافع سياسية خلف الاتهامات الغربية بشأن ملفها النووي





رفضت إيران أمس الثلاثاء انتقادات الولايات المتحدة ودول اوروبية وصفت إعلان تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو النووي الجديد بانه «استفزاز» معتبرة ان دوافعها سياسية.

وقال مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية أمس الثلاثاء كما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية ايسنا ان «كل انشطة إيران النووية وخصوصا تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو تتم تحت اشراف مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكاميرات الوكالة تراقب هذه الانشطة على مدى اربع وعشرين ساعة». واضاف «ان ردود فعل الغربيين مبالغ فيها وذات دوافع سياسية» مؤكدا ان هذه الانشطة محض سلمية.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين ان إيران بدأت انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المائة في موقع فوردو الواقع تحت جبل والذي يصعب قصفه. وأوضحت الوكالة الذرية ان «كل المواد النووية في المنشأة لاتزال تحت اشراف الوكالة» كما جاء في بيان مقتضب. وموقع فوردو قادر على استيعاب ما يصل إلى ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي. وتملك إيران حاليا ثمانية الاف جهاز طرد مركزي في موقع نطنز الواقع وسط البلاد.

وحذرت الولايات المتحدة يوم الاثنين من «تصعيد جديد» في الملف النووي الايراني. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند «اذا كان الايرانيون يخصبون بنسبة عشرين في المائة في فوردو، فإنه تصعيد جديد لجهة انتهاك التزاماتهم في الموضوع النووي».

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان قيام إيران بتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو يشكل خطوة اضافية في اتجاه تصعيد الازمة بين طهران والمجتمع الدولي. وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان «اصبت بخيبة امل كبيرة حيال قرار إيران البدء بعمليات التخصيب في مصنعها في قم». واضاف «في وقت يطلب المجتمع الدولي من إيران تقديم ضمانات حول الطبيعة السلمية لبرنامجها، فإن ما قامت به يشكل عملا استفزازيا ينسف تأكيدات إيران ان برنامجها مدني تماما».

وقال سلطانية ان وجود «منشآت تخصيب في فوردو اعلن قبل عامين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اشرفت منذ ذلك الحين على كل المراحل ولاسيما نصب اجهزة طرد مركزي» في الموقع. وأضاف أن «اليورانيوم المخصب بنسبة ٢٠% يهدف إلى انتاج الوقود لمفاعل طهران الذي يستخدم لانتاج النظائر المشعة». واوضح «بالتالي فإن انشطة مفاعل طهران وتزويد هذا المفاعل بالوقود لهما هدف سلمي وانساني». ومفاعل طهران بقوة ٥ ميجاواط ينتج نظائر مشعة تستخدم في علاج السرطان.

وبعد فشل المفاوضات مع القوى الكبرى ضمن مجموعة ٥+١ (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) حول تزويد هذا المفاعل بالوقود، انطلقت إيران في برنامج لتخصيب اليورانيوم بنسبة ٢٠% لكي تنتج بنفسها هذا الوقود.

واليورانيوم المخصب بنسبة تقل عن عشرين في المائة يستخدم فقط لاغراض مدنية، ولكن اذا ارتفعت نسبة التخصيب حتى تسعين في المائة فيمكن استخدامه لتصنيع السلاح النووي. وتخصيب اليورانيوم هو منذ اعوام عدة في صلب النزاع بين إيران والمجتمع الدولي الذي يتهم طهران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي.

وصوت مجلس الامن الدولي على ستة قرارات بينها اربعة ارفقت بعقوبات لارغام الايرانيين على تعليق تخصيب اليورانيوم. وخلافا للدول الغربية تعارض الصين وروسيا فرض عقوبات جديدة على طهران.

واعلن وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا يوم الاحد ان إيران لا تقوم بتطوير «سلاح ذري». وقال «هل تطور إيران سلاحا نوويا؟ كلا. لكننا نعلم انهم يحاولون تطوير قدرة نووية وهذا امر يقلقنا». واضاف «خطنا الاحمر هو الا تكون إيران تطور سلاحا ذريا». واعلنت إيران استعدادها لاستئناف المفاوضات حول ملفها النووي مع مجموعة الدول الست. لكن وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اعلنت انها لاتزال تنتظر رسالة خطية في هذا الصدد من الجمهورية الاسلامية. وقال بيان للاتحاد الاوروبي ان حكومات دول الاتحاد اتفقت امس على تقديم موعد اجتماع وزراء الخارجية للبت في قرار بشأن حظر واردات النفط الايراني أسبوعا واحدا إلى ٢٣ يناير. وقال الاتحاد الاوروبي في بيان لتأكيد الموعد انه اتخذ هذا القرار لتفادي تزامن الاجتماع مع قمة قادة الاتحاد الاوروبي في ٣٠ يناير وهو الموعد الاصلي لاجتماع وزراء الخارجية.

من جانبه اعلن وزير الخارجية الياباني كوشيرو جيمبا انه يشعر «بقلق بالغ» من التوتر بين الغرب وايران ودعا إلى «حل دبلوماسي» للازمة. وقال الوزير الياباني في مؤتمر صحفي في ابوظبي ردا على سؤال عن تهديدات طهران باغلاق مضيق هرمز ان اليابان «قلقة جدا من التطورات الاخيرة». واضاف «نعتقد ان المشكلة يجب ان تحل بالوسائل الدبلوماسية والحوار مع إيران يجب ان يتواصل». وتابع حديثه «يجب على إيران ألا تثير المشاكل كما يجب ألا يتأثر الامن في مضيق هرمز».

وهددت إيران باغلاق مضيق هرمز حيث يعبر حوالي ٣٥ في المائة من النفط المنقول بحرا في العالم في حال اقرار عقوبات تطال صادراتها النفطية، الامر الذي تدرسه دول الاتحاد الاوروبي حاليا.

من جهته، قال وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ردا على سؤال حول تهديدات إيران «ليس من مصلحة اي طرف ان كان إيران او دول مجلس التعاون الخليجي اغلاق الممرات الدولية وخصوصا مضيق هرمز». واضاف «سمعنا كلاما متفاوتا من إيران وسمعنا تهديدات وبعد ذلك نفي. اتمنى ان تكون هذه اللغة (النفي) هي السائدة في المنطقة».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة