الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٠ - الأحد ١٥ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

المال و الاقتصاد


إلى أين تمضي
بنا طهران؟!





الممارسات الإيرانية وسياساتها الهوجاء في التعامل مع دول الخليج والدول الكبرى، تذكرني بالقصة التي ربما قرأها الكثير ممن هم في العقد الخامس من أعمارهم في كتب القراءة في المراحل الابتدائية.

القصة تحكي عن أن أسدا اقترب ذات مرة من قرية من القرى، وما إن أحس أهل تلك القرية باقترابه، حتى خرجوا بحرابهم وسهامهم وكامل عددهم الحربية في قلب رجل واحد لمواجهة الأسد، فولى الأسد هاربا إلى الغابة.

وكان ثمة حمار يسعى في أطراف القرية ينهق حينها خوفا من الأسد، فلما ولى الأسد الأدبار، ظن أنه فعل ذلك خوفا منه، فانطلق وراءه انطلاق الرمح، وعندما اقترب الأسد من الغابة، التفت ولم يجد وراءه سوى الحمار فانقض عليه يقطعه إربا.

هذا تحديدا ما نرى عليه إيران اليوم، وهي تكيل التهديدات بالتعرض لمصالح اقتصادية حيوية تشكل شريان حياة لدول الخليج العربية والدول الصناعية الكبرى المستفيدة من كميات النفط الخليجية التي تمر عبر مضيق هرمز.

فتلك الدول تمر حاليا بأسوأ ظروفها الاقتصادية في تاريخها الحديث، وتحاول الخروج بسلام من معضلاتها المتفاقمة التي لم تتعاف بعد من صدمتها وهزتها منذ اندلاعها في ٢٠٠٨، وتواجه في الوقت نفسه، واقعا مريرا فيما يتعلق بواقع أسعار النفط المرتفعة إلى مستويات يعتبرها المستهلكون في الغرب عالية جدا وغير عادلة، فإذا بالغباء السياسي في طهران يسول لقادتها أنهم قادرون من خلال «عض الرغيف» في مضيق هرمز، على مفاقمة الأزمة الاقتصادية الغربية، وإثنائها عن التصدي لهم في استكمال برامجها النووية الخبيثة.

لقد وصل الغباء السياسي بالقادة في إيران حد اللجوء إلى أعداء ضعفاء جدا نسبيا لأمريكا في الدول اللاتينية، وإثارة زوبعة في فنجان، أملا في الحصول على تأييد من تلك الدول التي لا تشكل في الحقيقة، أي ضغط سياسي في أي منبر عالمي مؤثر، وبالتالي فإنها غير قادرة على التأثير في القرار الغربي إذا ما أرادت أمريكا وحلفاؤها تحويل مضيق هرمز إلى ساحة حرب مشروعة ومفتوحة، سوف تكون الشعوب الخليجية أولى ضحاياها.

إن ما تنوي طهران فعله في المنطقة، لتحقيق مصالح خاصة من خلال ركوب «موجة عناد أعمى» وتبني سياسات أكبر من قدراتها الحقيقية، لهو في الواقع شر مطلق، سوف يعرض اقتصادات المنطقة إلى أكبر كارثة في العصر الحديث، ينبغي التصدي له بكل الوسائل والسبل المشروعة وغير المشروعة، نتمنى من طهران صرف النظر عنها قبل أن تدفع ضريبة باهظة يبدو أن أولها سيكون مقاطعة الغرب وحظره تصدير أي نفط إيراني، وهو الأمر الذي بدا أن الغرب قد أجمع عليه اليوم.. فهل يعود قادة طهران إلى رشدهم؟!



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة