مسؤولون أمريكيون يتهمون إيران بتزويد
سوريا بالأسلحة للمساعدة على القمع
 تاريخ النشر : الأحد ١٥ يناير ٢٠١٢
واشنطن - الوكالات: اتهم مسؤولون امريكيون كبار يوم الجمعة إيران بتزويد سوريا بأسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال احد هؤلاء المسؤولين ان الجنرال الايراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس (وحدة النخبة في الحرس الثوري الايراني) زار دمشق خلال الشهر الجاري، واعتبر ان هذه الزيارة تمثل ابرز مؤشر على ان المساعدة الايرانية لسوريا تشمل معدات عسكرية.
واضاف المسؤول طالبا عدم كشف اسمه «نحن متأكدون من انه التقى اعلى المسؤولين في الحكومة السورية بمن فيهم الرئيس الاسد». ورأى ان «هذا الامر مرتبط بدعم إيران لمحاولات الحكومة السورية قمع شعبها»، معتبرا ان واشنطن لديها كل الاسباب للاعتقاد ان إيران تزود القوات السورية بمعدات عسكرية وذخائر. وتابع المسؤول نفسه ان «الحكومة الامريكية مقتنعة بأن إيران تزود سوريا بذخائر» لاستخدامها في عمليات القمع.
وقال مسؤول آخر ان زيارة سليماني إلى دمشق تشكل حتى الآن احد اقوى المؤشرات على وجود تعاون مباشر بين البلدين الحليفين في القمع الذي اسفر عن سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل في سوريا منذ مارس بحسب الامم المتحدة.
ولم يعط المسؤولون تفاصيل اضافية عن المعلومات التي حملتهم على الاستنتاج بأن طهران زودت القوات المسلحة السورية بمعدات وذخائر.
وطرح اسم سليماني مرارا من قبل عدد من المراقبين كخليفة محتمل للرئيس محمود احمدي نجاد وقد طالته العقوبات الامريكية باستمرار. وقد اتهمته الولايات المتحدة العام الماضي بأنه على علاقة بمؤامرة يشتبه بأن فيلق القدس اعدها لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عبر تجنيد قاتل مأجور في عصابة مكسيكية لتهريب المخدرات، لقاء ٥,١ ملايين دولار.
وتأتي هذه المعلومات على خلفية توتر شديد بين الولايات المتحدة وايران حول برنامج طهران النووي وتهديدات الاخيرة بإغلاق مضيق هرمز. وحذرت واشنطن طهران من انها لن تسمح لها بان تغلق مضيق هرمز، في حين يزداد استياء إيران من آثار العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.
ويتوقع ان تجري وحدات بحرية في الحرس الثوري المكلفة العمليات العسكرية في مضيق هرمز والخليج مناورات في المنطقة قريبا.
ويأتي الدليل على وجود تعاون مباشر بين الحرس الثوري الايراني وسوريا بعد اسبوع من اتهام محمود سليمان الحاج حمد المسؤول المنشق عن نظام الاسد، إيران والعراق بدعم النظام السوري ماليا لقمع المتظاهرين. واعلن ذلك خلال مؤتمر صحفي في القاهرة بعد اعلان انشقاقه عن نظام الاسد وفقا لقناة الجزيرة. كما دعمت إيران سوريا بعد ان علقت الجامعة العربية عضوية دمشق فيها بسبب قمع حركات الاحتجاج وممارسة ضغوط على نظام الاسد لقبول خطة سلام.
في غضون ذلك اعلن مسؤول عسكري ايراني كبير ان إيران تعتزم «معاقبة» المسؤولين عن اغتيال عالم نووي يوم الاربعاء في انفجار سيارته، مشيرة بأصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة واسرائيل وبريطانيا. وقال المسؤول في الجيش الايراني مسعود جزائري بحسب ما نقلت وسائل اعلام محلية «نعتبر ان ارتكاب عمل ارهابي بقتل عالم يمثل تهديدا للامة. اننا نسعى إلى معاقبة الذين يقفون وراء اغتيال مصطفى احمدي روشن». واضاف المسؤول «يجب محاسبة أعداء الأمة الإيرانية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والنظام الصهيوني على اعمالهم»، متوعدا بأن رد إيران سيكون «موجعا».
وقتل مصطفى احمدي روشن (٣٢ عاما) الاربعاء مع سائقه في انفجار قنبلة الصقت بسيارته في وسط طهران. وكان قد قتل ثلاثة علماء آخرين، اثنان منهم يعملان في البرنامج النووي الايراني المثير للجدل، في عمليات مماثلة في إيران منذ يناير .٢٠١٠
واتهم آية الله علي خامنئي المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في إيران «السي آي ايه والموساد»، اجهزة الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية، بالوقوف وراء الاعتداء وتوعد «بمعاقبة الذين ارتكبوا هذه الجريمة».
وقال التلفزيون الايراني ان طهران لديها أدلة على تورط واشنطن في اغتيال العالم النووي. واذاع التلفزيون ان وزارة الخارجية ذكرت في خطاب سلم للسفير السويسري في طهران «لدينا مستندات وادلة موثوق بها بان هذا العمل الارهابي خططت له وكالة المخابرات المركزية ووجهته ودعمته». واضافت «تظهر الوثائق بوضوح ان هذا العمل الارهابي نفذ بمشاركة مباشرة من عملاء على صلة بوكالة المخابرات المركزية».
الى ذلك حذرت الولايات المتحدة اسرائيل من تنفيذ عملية عسكرية محتملة ضد إيران على خلفية برنامجها النووي. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الامريكية في عددها الصادر امس ان القادة العسكريين الامريكيين قلقون على نحو متزايد من ان تكون اسرائيل بصدد الاعداد للقيام بعملية عسكرية ضد إيران رغم الاعتراضات الامريكية مما دفعهم إلى تكثيف خطط الطوارئ لحماية المنشآت الامريكية في المنطقة تحسبا لاندلاع نزاع.
واضافت، نقلا عن مسئولين امريكيين، ان الجيش الامريكي يستعد لعدد من الردود المحتملة على هجوم اسرائيلي من بينها هجمات من جانب المليشيات الموالية لايران في العراق ضد السفارة الامريكية في بغداد. وتابعت انه كإجراء ردع واسع النطاق ضد ايران، حركت الولايات المتحدة مجموعة هجومية بقيادة حاملة طائرات ثانية إلى منطقة الخليج.
وقال مسئولون امريكيون ان الولايات المتحدة ارسلت طائرات ومعدات عسكرية اخرى إلى الحلفاء الرئيسيين في الخليج من بينها الامارات والسعودية كإجراء ردع آخر.
واضافت ان الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزير دفاعه ليون بانيتا ومسئولين امريكيين بارزين آخرين بعثوا بسلسلة من الرسائل الخاصة إلى الزعماء الإسرائيليين حذروا فيها من العواقب الوخيمة الناجمة عن شن عملية.
وقال مسئولون امريكيون ان بانيتا ومسئولين امريكيين آخرين سعوا على نحو خاص إلى الحصول على تأكيدات من الزعماء الاسرائيليين في الاسابيع الاخيرة بأنهم لن يقدموا على عمل عسكري ضد ايران، الا ان الرد الاسرائيلي لم يعط التزاما بذلك.
وقالت الصحيفة ان الولايات المتحدة ترغب في اعطاء المزيد من الوقت لكي توتي العقوبات والاجراءات الاخرى ثمارها والتي تهدف إلى ارغام إيران على التخلي عن جهودها الرامية لتصنيع أسلحة نووية. واضافت ان اوباما اتصل هاتفيا يوم الخميس برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وان رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي سوف يلتقى المسئولين العسكريين الاسرائيليين في تل ابيب الاسبوع المقبل بشأن هذه القضية.
.
مقالات أخرى...
- عناصر في الموساد ادعوا أنهم عملاء للاستخبارات الأمريكية لتجنيد متطرفين
- سفن حربية أمريكية تعرضت لمضايقات من زوارق إيرانية في الخليج
- «حزب الله» يرفض دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى التخلي عن سلاحه
- البرادعي ينسحب من سباق الرئاسة المصرية
- ماضون على درب الحرية وإقامة نظام جديد
- أمير قطر يؤيد إرسال قوات عربية إلى سوريا والعربي يعلن إجراء مراجعة شاملة لبعثة المراقبين
- ٥٣ قتيلا في البصرة في آخر أيام زيارة الأربعين بكربلاء
- شبان فلسطينيون يتظاهرون احتجاجا على لقاءات عمان الاستكشافية مع إسرائيل