اسحقوه.. نعم اسحقوه ؟!
 تاريخ النشر : الاثنين ٢٣ يناير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
لنقلب المعادلة، فقط حتى نفهم ما يحدث بالضبط، ولنكتشف النيّات السوداء، والقلوب المريضة.
لو أنّ أحد رموز الشارع السنّي وقف في خطبة الجمعة وصرخ: أي إرهابي تجدونه يسكب الزيت على الشارع، أو يرمي المولوتوف على الناس الآمنين وعلى رجال الأمن، «اسحقوه.. نعم اسحقوه»! لحصلت ثلاثة أمور ابتدائية: ستقوم الوفاق بتسجيل المادة ورفعها عبر (الحقوقي) «أبوالبيض» إلى المنظمات الدولية، التي لن تتأخّر في إصدار بيان يطالب بمحاكمة من أطلق ذلك التهديد والتحريض على القتل.
الأمر الآخر بالطبع الذي ستقوم به الوفاق، هو رفع الأمر إلى السفير الأمريكي في البحرين، الذي لن يتأخّر في إيصال الأمر الى «البيت الأسود»، ليخرج علينا متحدّثهم ليعرب عن قلقه البالغ من التحريض على القتل الذي يصدر ضد طائفة بأكملها؟!
وبالتأكيد سيتبع الأمر إن لم يسبقه، قرار وزارة العدل بوقف الخطيب مدى الحياة، ومحاسبته، حتى لا يكرّر تحريضه الذي ترفضه الأخلاق والقيم والشرائع؟!
لكن بالتأكيد لن يحدث أيٍ ممّا ذكرنا، لأنّ من قال ذلك هو عيسى قاسم أولا، ولأنّ الفئة الموجّه اليها الكلام هم رجال الأمن الذين استحلّت دماؤهم منذ زمن، والمتضرّر الآخر هم أبناء الطائفة السنية المهمّشة؟! لذلك ليس من المهم أن ينشغل السفير الأمريكي ولا المنظّمات الحقوقية ولا وزارة العدل بذلك التحريض المباشر.
لا تقولوا ان ذلك كلام انفعالي، فالاستجابة لتلك الفتوى بقتل رجال الأمن ظهرت مصوّرة عبر إحدى العمليات في العكر وغيرها، حيث لم يتردّد أولئك في عنونتها بعملية «الانتقام لاستهداف الحرائر»!!
المقصود بالحرائر والمؤمنات هنا، من يخرج الى الشوارع يستفزّ رجال الأمن ويتعدّى عليهم بالألفاظ والسباب والشتم، وليس زهرة صالح أو فتاة المرفأ المالي أو فتيات الجامعة، لأنّ أولئك لا يمكن إدخالهن ضمن ذلك التصنيف؟!
الترجمة البسيطة لما قاله عيسى قاسم، وللتبرير والتفسير الذي قامت به الوفاق لخطابه، هو دليل على أنّ هناك تصعيدا قادما، وهو تعبير عن حالة من الفشل، تحتاج الى سقوط مزيد من الشهداء أيا كان تصنيفهم وأيا كانت حالتهم، حتى لو ماتوا بسبب جرعة مخدّرات زائدة؟! أو حتى لو كانوا يعانون من أمراض عقلية أو أمراض مزمنة؟!
السوق الآن مفتوح للوفاق لكي تتاجر بالأموات وبالمرضى وبالمقابر كما تاجرت من قبل بالفتيات وصغار السن، وهو تعبير عن حالة التخبّط والفشل التي تعيشها الوفاق ومن تحميها؟!
برودكاست: مقابلة السفير الأمريكي لإحدى الصحف بالأمس كانت مسليّة جدا، اقرأوها لتعرفوا مقدار «الاستهبال» الذي تمارسه أمريكا لعقول البشر؟! قرأتها وأنا أردّد البيت التالي: إذا كان الغراب دليل قوم.. يمرّ بهم على جيف الكلاب؟!
.
مقالات أخرى...
- إيران مازال لديها الكثير لتلعب به - (22 يناير 2012)
- ماذا فعلت بهم يا عمر؟! - (19 يناير 2012)
- خلطة «بلاوي الدار»؟! - (18 يناير 2012)
- بقرة «بحرين بوليتكنيك» في مزرعة «بلاد العجائب»؟! - (17 يناير 2012)
- جيش الاحتلال الأمريكي.. أنتم عارٌ على الإنسانية - (16 يناير 2012)
- الضربة العسكرية المُحتملة لإيران والخلايا النائمة - (15 يناير 2012)
- رسالة الشيخ عبداللطيف آل محمود - (12 يناير 2012)
- إلى المنبر والأصالة والتجمّع ورموزنا الوطنية الصادقة - (11 يناير 2012)
- فاتورة كهرباء متأخّرة بقيمة ٣٧ ألف دينار وزيادة! - (10 يناير 2012)