فاتورة كهرباء متأخّرة بقيمة ٣٧ ألف دينار وزيادة!
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
قبل ثلاث سنوات تقريبا، كتبت موضوعاً بعنوان «انقلاب أبيض على وزارة الكهرباء»، حيث بدأت حينها ردّة فعل الناس على ما سمّي «مكرمة» إلغاء فواتير الكهرباء!
في تلك الفترة فوجئ الجميع بأن من تمّ إلغاء فواتيرهم هم الهوامير وكبار الشركات، الذين وصلت فواتيرهم إلى عشرات الآلاف، بينما الفقراء والمساكين الذين لا تتجاوز فواتيرهم المئات، يتمّ تهديدهم بالقطع، وقد تمّ للعديد منهم.
اليوم يناقش الإخوة في مجلس النواب موضوع قطع الكهرباء عن المواطنين، وأتمنّى أن يكون أوّل موضوع يناقش - حتى يمكن الثقة بما يطرحونه - هو محاسبة أحد النوّاب المتورّطين في استغلال أموال الدولة حيث بلغت فاتورته غير المدفوعة «٣٧ ألفا وخمسمائة دينار بحريني»!
هذا من نائب واحد، ونعلم أن هناك شركات ومحلات «لهوامير» لم تقم هيئة الكهرباء والماء بدورها تجاههم قضائيا، لاسترداد تلك الأموال، ولوقف ذلك العبث بأموال الدولة.
وحدهم الفقراء والمساكين من تتم محاسبتهم، ولا تسأل عن الفقراء والمساكين الملتزمين بدفع فواتيرهم بالرغم من حاجتهم إلى كل فلس يدفع، وهم الذين يجب أن يكافأوا بإلغاء فواتيرهم.
بالأمس على البرنامج الإذاعي «البحرين تصبّح» أطلق أحد المواطنين صرخة مؤلمة، حيث ذكر أن قطع الكهرباء يتم بصورة طائفية، حيث يطول مناطق معيّنة بينما هناك مناطق لا يصل إليها القطع!! ولم أستغرب، لأنّ كلّ قوانين الوطن تحوّلت إلى خدمة طائفة على حساب أخرى، حتى «كاميرات السرعة»، باتت تُنصب في شوارع معيّنة، بينما تتجاهل مناطق وشوارع أخرى.
أعود إلى موضوع النائب صاحب فاتورة الـ«٣٧ ألفا وخمسمائة دينار»، وأوجّه خطابي إلى السادة النواب في جلستهم اليوم:
إذا لم تستطيعوا أن تصلحوا التشويه المتكرر الذي بات سمة لمجلسكم، بسبب مطالبات يستحي المرء من ذكرها، وبسبب زيادات أنتم أعلم أنّكم لا تستحقونها، وأخيراً بفضائح نائب يتجاوز القانون ويمتنع عن دفع فواتيره فقط لأنّه نائب، فأظنّ أنّ عليكم الجلوس في منازلكم «أبرك لكم»!
برودكاست: الأيام الجميلة لم نعشها بعد، ويبدو أنّها ستكون «حامضة على بوز الجميع»، لأنّ السلطات المعنية تعرّضت «للتهكير»، لذا فهي عاجزة عن أن تحكم على مجموعة قتلة بالإعدام قصاصاً لما اقترفوه. كل ما أقوله هو: اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.
حكمة قرآنية: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلّكم تتقون»، وتذكّروا أن من ضيّع تلك الحقوق، هو والمجرم سيكونان خصماً يوم القيامة لمن ديسوا وقتلوا ويتّم أطفالهم. حسبنا الله ونعم الوكيل.
.