الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٢ - الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


بقرة «بحرين بوليتكنيك» في مزرعة «بلاد العجائب»؟!





اسمحوا لي هذا اليوم، فسوف أنغّص عليكم بهذه المصارحة التي ستوجع كل وطني شريف، بات يضرب أخماساً بأسداس فيما يحدث في الوطن!

من الجميل جداً أن رؤية البحرين ٢٠٣٠، أخرجت للوطن «ضرعاً» آخر، ليتم حلبه من الأجنبي، بحماية ساذجة من الدولة!

الجميع يتحدّث أنّ مشروع «بحرين بوليتكنيك» أصبح من أنجح مشروعات التقاعد النيوزيلندية، حيث تجد جميع أفراد العائلة والأقارب والجيران والأصدقاء ولا عجب؟!

يتم توظيف الأجانب على أنهم خبراء، ثمّ بعد ذلك تصرف عليهم الدولة مئات الآلاف ليتم ابتعاثهم وتدريبهم في أوروبا وأمريكا وكندا على حساب الدولة ولمدة طويلة؟! ولا تسأل عن تجاوزات التوظيف؟ ولا تسأل عن تجاوزات الابتعاث؟ لأنّ هناك من يرى ما لا نراه؟!

ذلك العبث بالتوظيف تسبب في فشل أكاديمي للطلبة والرسائل موجودة، حيث يعيد الطلبة البرنامج التمهيدي أكثر من مرتين بعد أن نجحوا في امتحان القبول «هل كيف»؟! الطلبة يشتكون من المستوى الأكاديمي لبعض المدرسين، والسبب أن العبث بالتوظيف أوصل أكاديميين لا يحملون حتى شهادة الثانوية العامة (كما وصلنا من معلومات)، هذا ناهيك عن شراء برامج تعليمية بمبالغ كبيرة، مثل برنامج «التعلم الذاتي»، الذي تم شراؤه في مخالفة صريحة لقرارات مجلس التعليم العالي، لأنّه لم يقيّم ولم يتم شراؤه عبر دراسة جدوى؟!

في أحد البرامج الذي كانت نسبة الرسوب فيه تتجاوز ٧٠%، تم تعيين مدير له قبل أسبوع واحد من الامتحان النهائي للطلبة، تخيلوا الاهتمام بتطوير مستوى الطلبة؟!

هناك إصرار على إحضار الأهل والأقارب بكفاءات ومن دون، ليتم ابتعاثهم وتطويرهم على حساب الدولة، على الرغم من أنّ جميع الوظائف بالإمكان أن يشغلها بحرينيون مؤهلون؟! ولا تسأل عن السبب لأنّها رؤية البحرين ٢٠٣٠؟!

«بحرين بوليتكنيك» تعجّ بالفساد المالي والفساد الإداري الذي أثبته تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية، حيث التلاعب بقوانين الجامعة ومواردها ومعايير التوظيف والترقيات والابتعاث، ولكن لا تسأل أين الحسيب والرقيب، ففي زمن الحظائر يكثر البقر الحلوب؟!

المخالفات لا تقتصر على الفساد المالي والفساد الإداري، بل هناك مخالفات متعلقة بديوان الخدمة المدنية، ما تسبب في انهيار الجانب الأكاديمي بسبب تحويل مجموعة من الإداريين للتدريس، وتحويل مجموعة من طلبة المعهد إلى معهد FBIB لاستكمال بعض المقررات، وهذا تفسير لمعنى الفشل والتلاعب بأموال الدولة وبمستقبل أبنائنا وبناتنا الطلبة، وأيضاً لا تسأل عن التفاصيل لأنّ من يرى رؤية البحرين ٢٠٣٠، يرى أموراً لا ترى بالعين المجرّدة؟!

عندي تفاصيل حول تجاوزات الرئيس التنفيذي الأجنبي سأؤخر طرحها لأنّ بعضها مُعيب جداً بحق البحرين.

حقيقة، أصبحت أجهل سبب وجود مجلس نيابي يضم أربعين نائبا. في زمنهم تضاعف الفساد في البلد أضعافاً مضاعفة منذ ٢٠٠٢ حتى يومنا هذا؟!

برودكاست: هل ستستيقظ الدولة لتحاسب المتلاعبين بأموال الشعب لتحقيق مصالح خاصة بجالياتهم المتقاعدة في بلدانهم، حيث يحضرونهم هنا، ثمّ يرسلونهم مرّة أخرى من حيث أتوا لأنّهم غير مؤهلين، ليقوموا بتدريبهم وتعليمهم؟! وكلّ ذلك على حساب الدولة، وعلى حساب كفاءات الوطن وجيل المستقبل الذي يتم العبث بمستقبله بهذه الطريقة المؤلمة.

سؤال بريء: ماذا أبقيتم للمواطن من احترام، وهو يرى ثروات وطنه ومستقبل أبنائه يتم العبث بها بتلك الطريقة، ومازال صدى الصوت يتردد: «الدولة تشوف شي انتو ما تشوفونه»؟!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة