الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٩ - الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٣٠ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


اعتصامات للمطالبة بإقالة أخ غير شقيق للرئيس اليمني من قيادة القوات الجوية





صنعاء - الوكالات: اعتصم عسكريون يمنيون أمس الاثنين للمطالبة باقالة قائد القوات الجوية اليمنية والاخ غير الشقيق للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بحسب ما افادت مصادر عسكرية.

واعتصم جنود وضباط في قاعدتين جويتين في صنعاء وفي عدن ضد اللواء محمد صالح الاحمر. وتجمع المئات من ضباط وطياري قاعدة الديلمي الملاصقة لمطار صنعاء امام منزل نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يمسك بالصلاحيات التنفيذية في البلاد.

وتأتي هذه الاعتصامات غداة مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح إلى الولايات المتحدة، وقد هدد المعتصمون بنصب خيام في مكان اعتصامهم إلى ان تتم اقالة اللواء محمد الاحمر.

وذكرت مصادر عسكرية ان جنديا رمى بحذائه باتجاه اللواء الاحمر بينما كان يلقي خطابا في قاعدة الديلمي ما تسبب بمواجهات في القاعدة.

وتدخل الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس اليمني احمد واستخدمت قواته الرصاص المطاطي وخراطيم المياه ما تسبب بجرح خمسة جنود، بحسب المصادر نفسها. وتسببت هذه الحادثة بتوتر في قاعدة العند الجوية في عدن إذ نظم جنودها اعتصاما للمطالبة باقالة الاحمر.

وكذلك قام رجال قاعدة طارق بمدينة تعز، جنوب صنعاء، إعلان اقالة قائدهم الذي يتهمونه بالفساد وعينوا ضابطا آخر مكانه، بحسب ما افاد ضباط. وقامت قوات الحرس الجمهوري بتطويق القاعدة واعتقلت ستة جنود بحسب الضباط.

وذكر محللون انه بعد سنة من الاحتجاجات يخرج الرئيس علي عبدالله صالح البراغماتي المحنك «مرفوع الرأس» من بلاده التي حكمها ٣٣ عاما، وذلك تحت الضغوط الاقليمية والدولية وبعد ان حصل على افضل صفقة ممكنة، الا انه قد لا يكون انتهى سياسيا.

واتجه صالح للمفارقة إلى الولايات المتحدة الدولة التي تحمل لواء الدفاع عن الربيع العربي، وذلك فقط بعد ان حصل على ما يشبه صك براءة من البرلمان يوم السبت عبر حصانة كاملة.

وقال المحلل السياسي اليمني علي سيف حسن «انها نهاية علي عبدالله صالح كرئيس جمهورية، اما دوره السياسي فمرتبط بالتطورات السياسية في المرحلة المقبلة».

والى جانب الضغوط الكبيرة التي مورست عليه من قبل دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، قد تكون براغماتية صالح المعهودة ساهمت في تخليه عن السلطة في النهاية. وقال حسن إن «علي صالح براغماتي بامتياز، يعرف انه حصل على افضل ظروف تسوية. الرجل خرج محصنا كما ولدته امه» مذكرا بانه وقع على اتفاق انتقال السلطة، أي المبادرة الخليجية في نوفمبر، إلى جانب العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز.

وصالح الذي وصف حكم اليمن بانه «رقص على رؤوس الثعابين»، مناور بارع عرف كيف يماطل طيلة اشهر من دون ان يوقع على المبادرة الخليجية ومن دون ان يرفضها، وبعد ان اشترط الا يوقع شخصيا عليها، عاد ووقع في الرياض ليظهر كـ«المنقذ» بحسب مراقبين.

حتى ان خصمه اللدود محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني، ناشد النواب حتى بكى ليمنحوا صالح الحصانة «من اجل مستقبل اليمن» بالرغم من غضب الشباب المحتجين.

ومساء الاحد، طلب صالح الصفح من شعبه وقال انه يتوجه إلى الولايات المتحدة لكنه سيعود ليقود حزبه، المؤتمر الشعبي العام. وبحسب حسن، فان الدور السياسي لصالح «يبقى مفتوحا على الاحتمالات، ويعزز هذه الاحتمالات حماقات خصومه».

بدوره، اعرب المحلل في معهد بروكينغز في الدوحة ابراهيم شرقية عن اعتقاده بان صالح «لم ينته» بعد. وقال «اعتقد انه انتهى على المدى المنظور، لكن ما تركه من ارث يؤسس ارضية للنقاش مستقبلا حول علي عبدالله صالح، وهو بالتأكيد سيبقى جزءا من الخطاب السياسي والنقاش في المستقبل. قد يكون انتهى مرحليا فقط». وبحسب شرقية، فان الحصانة التي حصل عليها صالح قد لا تعني شيئا امام المحاكم الدولية، كما انه سيبقى الحق «للضحايا» في طلب تعويضات، ولاسيما ان قوات صالح متهمة بقتل عشرات المحتجين.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة