الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٠ - الأربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

وزير الصناعة الفلسطيني في مؤتمر صحفي:

جئنا إلى البحرين لنستفيد من تجربة الأشقاء الصحية





في خضم العلاقات المتطورة بين كل من مملكة البحرين ودولة فلسطين، تتوالى الوفود الفلسطينية إلى البحرين حيث سيصل كل من وزير البلديات ووزير الزراعة إلى مملكة البحرين، وبالمقابل يقوم وفد بحريني بزيارة للقدس قريبا. وفي هذه التوجهات، وصل وزير الصحة الفلسطيني الدكتور فتحي أبو مغلي قبل ٣ أيام، والتقى المسئولين بوزارة الصحة تتقدمهم الدكتورة فاطمة البلوشي القائم بأعمال وزير الصحة للتعرف على البحرين وتجاربها في المجالات الثقافية والصحية وغيرها، كل ذلك يجري ضمن دعم وزارات الخارجية والثقافة والصحة في مملكة البحرين لجهود السفارة الفلسطينية في البحرين.

أعلن ذلك السفير الفلسطيني طه محمد عبدالقادر في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مبنى السفارة الفلسطينية عصر أمس، وشارك فيه وفد من وزارة الصحة البحرينية ووزير الصحة الفلسطيني ومرافقوه.

واستهل السفير المؤتمر بتوضيح الهدف من هذه الزيارة، قائلا: «جئنا للاطلاع على التجربة الصحية والخدمات الطبية التي تقدمها وزارة الصحة في البحرين إلى شعب البحرين من خلال مراكز وعيادات صحية متعددة في أنحاء البلد»، مشيدا في الوقت ذاته بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين متجليا ذلك في دعم البحرين لحصول فلسطين على عضوية المنظمة الدولية ونجاحها في حصولها على عضوية اليونيسكو في الفترة القليلة الماضية.

كما أكد السفير من جهة أخرى موقف مملكة البحرين الثابت والداعم للقضية الفلسطينية والدولة المستقلة ليس فقط من العهد الحالي الذي يقوده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإنما منذ أن كان المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أميرا وحاكما للبحرين، مشيرا إلى أن مثل هذه المواقف لا يمكن نسيانها حيث تبقى وضاءة ومنيرة في تاريخ العلاقات بين فلسطين والبحرين.

وقال وزير الصحة الفلسطيني الدكتور فتحي أبو مغلي: «لا ننظر إلى البحرين بحجم سكانها ومساحتها الجغرافية، وإنما ننظر إلى مواقفها ودعمها المستمر لشعب فلسطين إلى درجة أننا وجدنا في إحدى الصحف هنا في البحرين يعود تاريخها إلى سنة ١٩٣٩ موقف البحرين المؤيد لشعب فلسطين والرافض للتوجهات الاستعمارية للسيطرة عليها لصالح العصابات الصهيونية مما أثلج صدورنا بمثل هذا الموقف التاريخي، وهذا الموقف ليس غريبا على البحرين بحكم الروابط العروبية والدينية التي تربط الشعبين في كل من فلسطين والبحرين، ففلسطين هي مهد الديانات، وهي امتداد للحضارات الإنسانية منذ القدم».

وكشف أن الهدف من قدومه إلى البحرين مع وفد صحي هو التعرف على الأوضاع الصحية ومقارنتها بالظروف الصحية لشعب فلسطين تحت الاحتلال، والذي يواجه سياسة الحصار والفصل العنصري سواء في قطاع غزة أو في باقي المناطق المحتلة، مشيرا في هذا الشأن إلى المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في هذه الأمور، هذا من جهة، ومن جهة أخرى عرج الوزير على توضيح المعاناة السياسية المفروضة على الشعب هناك، بالإضافة إلى تحركات دولية من أجل عدم إقامة دولة مستقلة لشعب فلسطين على أرضه.

وأكد أنه في ظل هذه الأوضاع المتردية لا سبيل للخروج منها سواء بوقوف الأشقاء العرب إلى جانب الدولة الفلسطينية وشعبها من خلال التمويل والتدريب، وتابع القول إن هذه الزيارة لمملكة البحرين وضعت توجهات بين الطرفين، وأماطت اللثام عن النوايا الصادقة لدى الجانبين لتعميق التعاون الصحي في هذا المجال، مشيدا بتجربة الخدمات الطبية التي تقدمها حكومة مملكة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، وتقدم بوافر الشكر في نهاية حديثه إلى القائم بأعمال وزير الصحة الدكتورة فاطمة البلوشي على تعاونها واهتمامها بالوفد الزائر الذي وجد الاستقبال والترحاب الطيب ونحن نتنقل من مستشفى إلى آخر ومن عيادة إلى أخرى.

سألته «أخبار الخليج» أن يعطينا لمحة عن أهمية التعاون الصحي بين فلسطين والبحرين، وهل يسير نحو المنامة عاصمة الثقافة العربية وتوأمة القدس معها في هذا الموضوع؟ ومدى التحسن في العلاقات بين مصر في عهدها الجديد مع السلطة الفلسطينية، وكذلك تسليط الضوء على العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية هناك.

أجاب الدكتور فتحي أبو مغلي بالقول: «إن - بلا شك - للتعاون الصحي أثر على تقدم العلاقات وتعزيزها في مجالات عدة، ومن ضمنها المسار الثقافي والاقتصادي»، مضيفا أن السلطة الفلسطينية حينما أتت نسجت شبكة جيدة من خدمات الرعاية الصحية الأولية سواء في القطاع أو الضفة لكي يتعزز صمود شعبنا في الداخل لما للخدمات الصحية من عامل قوي على الصمود والتفاعل مع قضيته الإنسانية، وحقه في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة، هذا مقابل ضغوط وتهديدات إسرائيلية لأي محاولة تدعم وجود وصمود الشعب العربي الفلسطيني.

أما بالنسبة إلى التغيرات في مصر، فأوضح: نحن مع حق أي شعب في التغيير ولا نتدخل في شئون أي شعب، ونتمنى أن تعيش الأقطار العربية في وئام واستقرار بين شعوبها وحكامها، بما يعمق الممارسة الديمقراطية في الوطن العربي، وبالتالي حصول هذه الشعوب على الصحة والتعليم والسكن وغيرها، مشيرا إلى أن العلاقة مع مصر حتى في العهد السابق (عهد مبارك) كان النظام يعمل على التوازن في القضية الفلسطينية ولافتا في هذا الصدد إلى أن تجربة مملكة البحرين تجربة نموذجية، ونأمل أن تنعم البحرين باستقرار وتقدم متواصلين.

أما بخصوص العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس في غزة، فذكر أن الرئيس الفلسطيني ما زال يبذل جهوده من أجل وحدة الشعب الفلسطيني بفصائله، مشيرا إلى أنه لا احترام عالمي لأي شعب مفتت ومنقسم، وبالتالي نشدد في هذا الصدد على أهمية التحاور واللقاء والتعاون والتوحد ضمن الوطن الفلسطيني وقضيته العادلة.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة