الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٠ - الأربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


عندما يغيب العقل.. «وحّدوه»؟!





بعد أن أطلق الشيخ عيسى قاسم صرخته المدويّة «اسحقوه»، خرج علينا علي سلمان ليفسّرها بوصفها «منضبطة»؟!

لم يتأخّر المجلس العلمائي حيث أخرج رسالة عبر «سعيد المالح» يؤصّل فيها «اسحقوه»، وجميعهم اجتمعوا في أصل الفتوى أنّ أعراضهم قد انتهكت؟!

نحن نقولها وليس أنتم، من لا يغار على عرضه فهو «ديّوث»، شأنه شأن الحيوان، لكن ما دخل الغيرة على الأعراض وحقيقة ما يحدث في البحرين؟!

أيّ متابع لتفاصيل المشهد البحريني يُدرك بوضوح أنّ الهدف من صيحة «اسحقوه» هو شحن بطارية العنف للأيام القادمة، حيث لا توجد أي حوادث تُثبت تعرّض النساء لانتهاك الأعراض كما يريد أولئك تصويرها، بل على العكس؛ جميع (الفيديوات) المنتشرة، تثبت أنّ هناك نساء دخلوا في «الحرب المقدّسة» يقبلن المصحف وهنّ يحملن الإطارات لحرقها، ومع رؤية ظلّ رجال الأمن طرن كالحمام!

الأشرطة تؤكّد اعتداءات النساء اللاتي دافع عنهنّ عيسى قاسم على رجال الأمن وتلفّظهن بألفاظ نابية، ومحاولة استفزازهم مع تصوير تلك اللقطات خفية بهدف إيقاع الشرطة في أيّ ردّة فعل سلوكية يتم استغلالها أبشع استغلال!

من يخف على عرضه لا يرم النساء للتظاهر في المجمّعات، ولا يرميهنّ في مقدّمة بعض التظاهرات للمتاجرة بتلك الحوادث!

من يخف على عرضه لا يترك بناته الصغيرات يسددن الشوارع بالقمامة وبحاوياتها، ويتهجّمّن على رجال الشرطة، بل يتعدّى كل الخطوط الحمراء، حيث يخرجهنّ في طوابير عسكرية، ثم يقول «اسحقوه.. نعم اسحقوه»!

المصيبة أنّ كل الدلائل التي تعين المرء على الرد مُثبتة بعشرات الأشرطة التي صورّوها هم لإرعاب المجتمع، وما علِموا أنّ تلك الدلائل فضحت سلميتهم الفارغة!

من انتهك حقوق هؤلاء النساء هو من أخرجهنّ في مواجهة عدو وهمي، وصمت عن المتاجرين بهن، وفوق كل ذلك، تراه جالساً في بيته بين أبنائه وبناته، أو تراه ابتعثهنّ للخارج بحجّة الدراسة، ليستغل عرض طائفة بأكملها يتاجر بها متى شاء وكيف شاء!

أهميّة تلك الصرخة لم يتأخّر علي سلمان في توضيحها، حيث هاهو يعاود الكرّة الفاشلة ويريد التظاهر في قلب العاصمة، يريد أن يستقرّ عند باب البحرين، ليحقّق أقصى درجات تخريب اقتصاد البلد وتهديد السلم الأهلي، وكأنّ المسألة «عناد» و«كسر راس»، والجميع يعلم أنّ ما يقوم به هو محصّلة خطة خبيثة مازالت «أمهات الخبائث» تقدّم لها الدعم اللوجستي.

من يتابع (الفيديوات) المنتشرة هذه الأيام تحت مسميات «الجهاد المقدس»، و«الدفاع عن الحرائر»، يكتشف بسهولة منشأ تلك الأشرطة، حيث تستخدم ألفاظ «بلدة» وكلمات شبيهة، لا يستخدمها شعب البحرين للتعبير عن المناطق، وما سمعناها إلاّ في «باب الحارة» وفي مناطق «الكبّة اللبنانية»!

عندما تغيب العقول، تنفضح النوايا، وما نشاهده اليوم من محاولات لضرب نسيج الوطن واستهداف أمنه واقتصاده هو عبارة عن محاولة انقلاب ثانية خلال أقلّ من سنة، لكن يبدو أنّ الدولة مازالت تغطّ في نومها!

برودكاست: قضت محكمة الاستئناف العليا، بتخفيف عقوبة عربي مدان بالاتجار بالبشر إلى الحبس سنة بدل ٣ سنوات!! وقضت ببراءة صاحب الفندق وإلغاء تغريمه ١٠ آلاف دينار!! فيما كانت متهمتان عربيتان قد حكمت عليهما «محكمة أول درجة» بالسجن ٣ سنوات، قد أفرج عنهما بموجب عفو سامٍ؟!

سؤال غير بريء: من يستطيع أن يفكّ لغز «العفو» في الجملة السابقة؟!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة