الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٩ - الجمعة ٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


باكستان تعد ببذل كل الجهود للتوصل إلى سلام في أفغانستان بقيادة أفغانية





اسلام اباد - (ا ف ب): اعربت الحكومة الباكستانية أمس الخميس عن استعدادها لبذل كل الجهود التي يرغب الافغان في ان تبذلها لانهاء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في افغانستان، الا انها اكدت ان العملية يجب ان يقودها الافغان وليس الامريكيين أو اية قوة اجنبية اخرى.

وبعد يوم من المحادثات مع الرئيس الافغاني حميد قرضاي وصفت بأنها تهدف إلى اصلاح العلاقات الفاترة بين البلدين، سعت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار إلى تفنيد المزاعم بأن اسلام اباد تشكل عائقا في وجه السلام في افغانستان.

وينظر إلى دور باكستان في افغانستان بعين الشك في العديد من العواصم الغربية نظرا إلى العلاقات التي تربط اسلام اباد منذ زمن طويل بطالبان وشبكة حقاني وغيرها من الجماعات الاسلامية المسلحة التي يتخذ زعماؤها من باكستان مقرا لهم.

وقالت الوزيرة الباكستانية «نحن مستعدون لان نفعل اي شيء يرغب به او يتوقعه الافغان»، وذلك ردا على سؤال حول ما اذا كانت باكستان مستعدة لدفع شبكة حقاني باتجاه محادثات السلام، الا انها لم تسم اية جماعة بعينها أو تكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقالت انه من المتوقع ان يزور قرضاي اسلام اباد في منتصف الشهر، وانها ستتوجه بصحبة رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إلى قطر حيث فتحت حركة طالبان مكتب اتصال لها لاجراء محادثات مع الامريكيين.

وقالت ان انحدار افغانستان إلى الفوضى التي شهدتها في الماضي «ليس في مصلحة احد»، الا انها اكدت ان باكستان لم تلعب «حتى الآن» اي دور مركزي في الاتصالات بين الامريكيين وطالبان.

ويرى محللون ان كابول واسلام اباد شعرتا بتهميشهما في اتصالات قطر. الا ان خار لم تعلق صراحة على ذلك، لكنها قالت انه من الضروري ان يلعب الافغان دورا مركزيا في اية عملية سلام. وتساءلت «من الذي يستطيع ان يلعب هذا الدور المركزي؟ ليس باكستان او الولايات المتحدة او المانيا او المملكة المتحدة او السعوديون او اي طرف آخر، بل الافغان».

وحرصت الوزيرة على ان تؤكد ان باكستان لن تكون اللاعب الرئيسي في عملية السلام الافغانية. وقالت ان «افغانستان هي التي تقرر، ونحن بوصفنا جارا ودودا، فإن واجبنا ومسؤوليتنا وارادتنا ان نقف وراءكم بقوة. والشرط الوحيد لباكستان هو ان تكون العملية بقيادة افغانية، ومسؤولية افغانية، ودوافع افغانية، وبدعم افغاني».

واتهم تقرير للحلف الاطلسي سربته الصحف، الاستخبارات الباكستانية بدعم حركة طالبان افغانستان سرا. الا ان خار نفت ذلك، وقالت ان تقارير وتسريبات الاعلام لا تعكس «حوار» باكستان مع حلف الاطلسي والولايات المتحدة.

واكدت ان «باكستان لا تريد ان ينظر اليها على انها تعمل ضد الاهداف التي يريدها باقي العالم وخاصة الغرب وحلف الاطلسي والقوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان، والولايات المتحدة. وسيكون من مصلحتنا مساعدتهم بقدر ما نستطيع». كما اشارت إلى ان باكستان يمكن ان تنهي قريبا حظرا استمر اكثر من شهرين على دخول امدادات حلف الاطلسي إلى قواته في افغانستان.

وكانت اسلام اباد قد اغلقت الحدود وأمرت بمراجعة تحالفها مع الولايات المتحدة بعد غارات جوية ادت إلى مقتل ٢٤ جنديا باكستانيا في ٢٦ نوفمبر. وقال حلف الاطلسي والجيش الامريكي في وقت لاحق ان الحادث كان بسبب سلسلة اخطاء ارتكبها الطرفان.

وردا على سؤال حول موعد مصادقة البرلمان على عملية المراجعة قالت «سأعمل بجد على ان يتم ذلك في وقت لا يتعدى الاسبوع.. او في النصف الاول من فبراير». وحول ما اذا كانت توصيات البرلمان ستشمل اعادة فتح الحدود «لا أستطيع التكهن بما سيقرره البرلمان، ولكنني اتوقع ان ذلك لن يكون مشكلة».

وترفض اسلام اباد اي مسؤولية عن هجمات نوفمبر التي ادت إلى تدهور علاقاتها مع حلف الاطلسي والولايات المتحدة. وعند اعادة فتح الحدود، يتوقع ان تفرض اسلام اباد ضرائب على قوافل حلف الاطلسي التي تحمل امدادات للقوات الاجنبية في افغانستان تم شحنها إلى ميناء كراتشي وتحمل في شاحنات عبر باكستان إلى افغانستان التي ليس لها ميناء بحري. وزادت الولايات المتحدة استخدامها لطرق بديلة إلى افغانستان من خلال الشمال من اجل تخفيف خسارتها الطرق الباكستانية.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة