محللون: فوز الإسلاميين بالكويت عقاب للحكومة المتهمة بالفساد
 تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢
الكويت- (ا ف ب): يشكل الانتصار الساحق الذي حققته المعارضة بقيادة الاسلاميين في الانتخابات الكويتية بحسب المحللين عقابا من قبل الناخبين للحكومة السابقة المتهمة بالفساد وللموالين لها، وانعكاسا لتعاظم تاثير القبائل الذين باتوا رأس حربة المعارضة.
اما المرأة التي غابت عن البرلمان بعد ان حققت دخولا تاريخيا في ٢٠٠٩، فتدفع ثمن موالاة معظم النائبات السابقات للحكومة فضلا عن اقصائها او عدم تشجيعها من قبل مكونات التيار الاسلامي.
وقال المحلل السياسي عايد المناع ان فوز المعارضة «هو فوز لالتقاء الاسلاميين والقبائل على معارضة الحكومة» و«عقاب للحكومة السابقة على اتهامات الفساد».
والقبائل التي كانت تاريخيا «متكأ السلطة الاكبر»، باتت حاليا القوة الاكبر في المعارضة من خلال نوابها الذين ينتمي قسم كبير منهم للتيار الاسلامي. ويشكل ابناء القبائل اكثر من ٥٥% من السكان.واتت الانتخابات بعد تصاعد للتوترات القبلية الحضرية في الكويت.
لكن بالنسبة للمحلل السياسي، فان العامل الابرز في هذا الفوز هو «انه يأتي في اعقاب الحراك الشبابي الشعبي غير المسبوق الذي شهدته الكويت». ويشير عايد المناع إلى نزول عشرات الآلاف الشباب للتظاهر في «ساحة الارادة» في نوفمبر للمطالبة بمكافحة الفساد والاصلاح السياسي في مشهد غير مسبوق يستلهم احداث الربيع العربي.
والاسلاميون دعموا هذا الحراك الذي قادته مجموعات شبابية ناشطة تطالب باصلاحات جذرية تصل إلى حد تعديل الدستور وقيام امارة دستورية. ونتيجة لهذا التحرك، تم قبول استقالة الحكومة وحل امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح البرلمان. وبحسب المناع، فان تصويت الناخبين هو ايضا «عقاب للحكومة السابقة المتهمة بالفساد من خلال فضيحة الايداعات المليونية»، وهي فضيحة تتعلق بتلقي نواب ايداعات بملايين الدولارات، فيما تؤكد المعارضة انها رشى من قبل الحكومة. كما اشار إلى «العجز الحكومي التام في موضوع التنمية وفي الرد على الاحتجاجات الشعبية» وإلى «الاخطاء المتكررة للحكومة والتعامل الامني واقتحام ديوانية الحربش» حين تم ضرب عدد من النواب، في نهاية .٢٠١٠
وكتبت صحيفة «القبس» في افتتاحية حللت فيها النتائج التي وصفتها بأنها «متفجرة» للانتخابات، ان «السلطة هي اول الخاسرين، وهذا ناتج اولا عن الاداء المتردي للحكومات المتعاقبة على مدى سنوات: غياب الرؤية وانعدام القرار، وفساد ومحاباة، وعدم قدرة على العمل السليم».
ومنذ عام ٢٠٠٦، دخل رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر محمد الصباح في مواجهات مستمرة مع المعارضة التي اتهمت حكوماته المتعاقبة بالفساد، ولم تنته الازمات السياسية قط في كل تلك الفترة اذ شكلت سبع حكومات وحل البرلمان اربع مرات.
وفازت المعارضة الكويتية بقيادة الاسلاميين في انتخابات الخميس بـ٣٤ مقعدا من اصل خمسين، بينهم ٢١ نائبا قبليا معارضا، فيما خرجت المرأة من البرلمان وتكبد الليبراليون خسارة كبيرة.
وحقق الاسلاميون المعارضون من تيار الاخوان المسلمين والتيار السلفي والمقربين منهم الانتصار الابرز اذ باتوا يسيطرون على ٢٣ مقعدا مقارنة بتسعة مقاعد في البرلمان السابق، ويضاف إلى هؤلاء خمسة اسلاميين من الشيعة.
وعن التأثير القبلي قال المحلل السياسي ذو التوجه الليبرالي شملان العيسى ان «ابناء البادية» باتوا القوة الاكبر في المعارضة الاسلامية. لكن العيسى اشار إلى ان «الاسلاميين منقسمون، فالاخوان المسلمون والسلفيون من غير القبليين لا يتشاطرون نفس الاجندة مع ابناء القبائل» مشيرا إلى «اختلافات جذرية بينهم». وقال إن الاسلاميين «يريدون المشاركة في الحكومة والوزارات واسلمة القوانين» اما ابناء القبائل فلديهم «مطالب تتعلق بالاسكان وتجنيس» البدون.
اما مسألة التواجد الامريكي في الكويت فلا تشكل اي مشكلة بالنسبة إلى الاسلاميين بحسب العيسى. وقال في هذا السياق ان «الاسلاميين وغير الاسلاميين مع بقاء القوات الامريكية في الكويت»، فيما يشكل هذا الوجود المقتصر على قاعدة واحدة ضمانة في وجه القوى الاقليمية مثل ايران، وحتى العراق. اما غياب المرأة عن البرلمان فهو بالنسبة إلى العيسى «نتيجة لابعادها من قبل التيار الاسلامي، وانما وخصوصا لان المرأة خذلت المرأة اذ ان غالبية النائبات الاربع السابقات كن مواليات للحكومة».
لكن اسرة آل الصباح التي تحكم الكويت منذ اكثر من ٢٥٠ سنة تبقى في صلب المعادلة السياسية في الكويت، وغالبا ما يعزو المراقبون المشاكل السياسية في البلاد إلى «صراع داخل الاسرة». ولا يشكك احد في الكويت بضرورة استمرار حكم ال الصباح، لكن الحملات الانتخابية غصت بدعوات لوضع حد للخلافات الداخلية بين شيوخ الاسرة، والتي تترجم داخل مجلس الامة. وبحسب العيسى فان بعض شخصيات الاسرة الحاكمة «وقفوا مع المعارضة».
اما وزير النفط السابق عادل الصبيح فقال إن «الازمات السياسية المتكررة ناشئة عن عجز السلطة، اي الاسرة الحاكمة، والحكومة، عن ملء الفراغ السياسي في البلد». واضاف «جميع الخيوط الساسية في الكويت تنتهي بيد الاسرة الحاكمة، فادارتها يجب ان تكون بالعدل والمساواة والحق... وما نراه في الساحة هو غياب السلطة عن دورها الحقيقي».
وفي كل الاحوال، قد لا يؤدي الفوز الكبير للمعارضة وحصولها على قدرة حسم التصويت في مجلس الامة إلى نهاية التأزم السياسي. ففيما توقع شملان العيسى «موسما ساخنا بعد شهر عسل مؤقت» والا يعمر المجلس اكثر من سنتين، رأى المناع ان المستقبل يتعلق «بقدرة الحكومة على مداراة التيار الاسلامي».
.
مقالات أخرى...
- مظاهرات معارضة وأخرى مؤيدة لرئيس الوزراء الروسي
- قلق أمريكا يزداد بشأن خطط إسرائيلية محتملة ضد إيران
- حماس تؤكد تصاعد الانفتاح الأوروبي تجاهها
- عشرات الجرحى في صدامات بين مؤيدين ومعارضين للانتخابات الرئاسية في عدن
- سقوط عدد قياسي من القتلى المدنيين في أفغانستان عام ٢٠١١
- جماعة بوكو حرام تنفي اعتقال الناطق باسمها في نيجيريا
- سفك دماء الأبرياء في سوريا يلغي أوبريت الجنادرية
- رئيس وزراء باكستان يناقش المصالحة الأفغانية في قطر
- حصيلة القتلى ترتفع مع استمرار الاشتباكات لليوم الثالث في مصر
- مصدر فلسطيني: ضغوط أردنية على عباس لإجراء محادثات مع إسرائيل
- روسيا والصين تستخدمان الفيتو ضد مشروع القرار عقب مقتل أكثر من مائتين في قصف على حمص