الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧١ - الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


حصيلة القتلى ترتفع مع استمرار الاشتباكات لليوم الثالث في مصر





القاهرة - الوكالات: اطلقت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع وبنادق الرش باتجاه المتظاهرين أمس السبت مع استمرار الصدامات لليوم الثالث في القاهرة، مع تنامي الغضب ازاء المجلس العسكري بعد مقتل ٧٤ شخصا يوم الاربعاء بعد مباراة لكرة القدم في بورسعيد.

وردت الشرطة على عشرات المتظاهرين الذين رشقوا الحجارة باتجاه الافراد والضباط الذين يحرسون مبنى وزارة الداخلية على بعد مئات الامتار من ميدان التحرير. ولاحقا تدخل بعض المتظاهرين ووقفوا بين رفاقهم وافراد الشرطة ما ادى إلى انهاء الاشتباك.

وفي مدينة السويس توفي أمس السبت شخصان متأثرين بجراح جراء اصابتهما بالرصاص ليلا، كما افاد اطباء. وقالت وزارة الصحة ان اثني عشر شخصا قتلوا في السويس والقاهرة منذ اندلاع اعمال العنف. وجرح خمسة اشخاص في اشتباكات ليلية خارج مديرية الشرطة في الاسكندرية، كما افاد الاعلام الرسمي المصري.

ونزل المتظاهرون إلى الشوارع في كل انحاء البلاد يوم الجمعة لمطالبة جنرالات المجلس العسكري بتسليم السلطة في الحال بعد مواجهات ليلية شهدت اعمال عنف في مدن مختلفة.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن وزارة الصحة ان ٢٥٣٢ شخصا جرحوا في الاشتباكات. وجرح ايضا مراسل لقناة النيل التلفزيونية بعد اصابته في عينه برصاصة كما افادت القناة. واعلنت وزارة الداخلية عن جرح ٢١١ شرطيا بينهم جنرال فقد احدى عينيه واصيب ١٦ مجندا بالرصاص.

المتظاهرون واغلبهم من مشجعي كرة القدم المنتظمين والمعروفين بالالتراس حملوا لافتة كبيرة امام افراد الشرطة تقول بان «هؤلاء الذين لا يستحقون الموت ماتوا على يد من لا يستحقون الحياة».

واغلبية القتلى في احداث يوم الاربعاء في بورسعيد يعتقد انهم من مشجعي النادي الاهلي بعد ان هاجمهم مشجعو النادي المصري بعد خسارة النادي الاهلي في المبارة. واتهم معلقون ومواطنون القوى الموالية لمبارك بالوقوف وراء هذه المجزرة او على الاقل بالتواطؤ فيها.

وفي اعقاب ما حدث في بورسعيد خرج المتظاهرون إلى الشوارع في القاهرة وانهالت الحجارة في كل الاتجاهات فيما جالت سيارات الشرطة شوارع القاهرة واعتقلت المتظاهرين وانهالت بالضرب عليهم على بعد امتار من وزارة الداخلية. وفي شارع محاذ اندلعت النيران في مبنى الضرائب بحسب التلفزيون المصري. ويوم الجمعة توفي في المستشفى شرطي كان قد جرح خارج مبنى وزارة الداخلية قبل يوم، كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط.

وكدليل على ازدياد الانفلات الامني اقتحم مسلحون يحملون بنادق آلية مركزا للشرطة في شرق القاهرة واطلقوا السجناء داخله قبل اضرام النار فيه. وفي حي الدقي هاجم مجموعة من الرجال ايضا مركزا للشرطة واخذوا الاسلحة التي كانت موجودة فيه.

والقى المجلس الاعلى للقوات المسلحة باللوم في الاحداث على «ايد داخلية وخارجية تستهدف البلاد». وفي تصريح على صفحته على الفيسبوك حث المجلس «كل القوى السياسية والوطنية في هذه الامة العظيمة لاخذ دورها التاريخي والوطني والتدخل لاستعادة الاستقرار».

وكانت احداث يوم الاربعاء بين مشجعي الاهلي والمصري الاكثر دموية في تاريخ كرة القدم، جاءت وسط ادعاءات شهود بان القوى الامنية لم تفعل سوى القليل لمنعها من الحصول. ويوم الجمعة اصدر النائب العام المصري قرارا بمنع سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصري من السفر بعد يوم من عزله واستقالة اعضاء الاتحاد.

وازداد غضب المصريين تجاه المجلس العسكري الذي يتهمونه بالفشل في ادارة البلاد وبانتهاك حقوق الانسان.

من جهته وعد المجلس العسكري بتسليم كامل السلطات إلى حكم مدني فور انتخاب رئيس مع نهاية شهر يونيو، لكن المعارضين للمجلس يعتقدون بنيته الابقاء على سلطته من وراء الستار بعد الانتقال إلى حكم مدني.

على صعيد اخر حذر سناتور امريكي بارز الحكومة التي يقودها العسكريون في مصر يوم الجمعة من ان «ايام الشيكات على بياض انتهت» في الوقت الذي يجتمع فيه وفد من الجيش المصري مع مسئولي وزارة الخارجية الامريكية لمناقشة مستقبل المساعدات العسكرية المصرية التي يبلغ حجمها ١,٣ مليار دولار سنويا. وشن السناتور الديمقراطي باتريك ليهي رئيس اللجنة الفرعية المسؤولة عن المساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ هجوما لاذعا على حملة مصر على الجماعات المحلية والممولة من الولايات المتحدة المؤيدة للديمقراطية وحذر من ان الكونجرس قد يوقف المساعدات في المستقبل اذا لم يتم اجراء تغييرات.

وحذر اكثر من ٤٠ نائبا امريكيا في رسالتين مشتركتين نشرتا يوم الجمعة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا والمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية من ان المساعدات الامريكية لمصر في وضع خطير.

وادت الحملة المصرية على المنظمات غير الحكومية والتي كان من بينها المعهد الديمقراطي الوطني والمعهد الجمهوري الدولي إلى تفاقم التوترات بين واشنطن وحليفتها العربية منذ الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في انتفاضة شعبية العام الماضي.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة