الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٢ - الاثنين ٦ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


البحرين في زمن المتناقضين





أحد عشر شهرا ونحن نكرر بل نصرخ حتى بحت أصواتنا يا ناس يا زعماء (الثورة المزعومة) يا كتاب يا مثقفون انتم تطالبون بمطالب لا يوافق عليها (كل) الشعب البحريني، لا تصرحوا باسم كل الشعب، لا تنسوا أن الشعب يرفض ما تفعلون ولكن لا حياة لمن تنادي، همشوا مطالب وصرخات الشعب والمصيبة الكبرى أنهم حولوا هذا المخالف لأصواتهم إلى (طبالة، مرتزقة، مجنسين) لمجرد أن مطالبهم لم تكن تطالب بمطالبهم نفسها، (عندما يكون الشعب منقوصا) عنوان مقال لأحد المتناقضين البحرينيين الذي كتب عن شعوره بشأن لقائه ومجموعة من الصحفيين والشخصيات العامة سعادة وزير الداخلية وكيف أن أسئلة وأجوبة التعقيبات كانت مقلقة لأن المجموعة الموجودة كانوا يتكلمون باسم الشعب ويطالبون بتسليح رجال الأمن لأنهم غير محميين (وهو يعتقد عكس ذلك طبعا) وأن هذا المنطق من الأسئلة يستبطن حذف نصف المجتمع. يعني لما طالب باسم (كل الشعب) بإسقاط النظام كان عادلا ولكن لما أحس بالخطر لأن أولادهم وأزواجهم وإخوانهم المنتسبين إلى الشرطة يتعرضون للحرق والدوس وتقطيع الأصابع والإصابات المتفرقة بالطوابيق والأسياخ وطالبوا بحمايتهم وتسليحهم أصبحوا ظالمين ويهمشون نصفهم الآخر بل يتلذذون بعذابات الآخرين (حسب وصفه بالضبط). ما هذا التناقض؟ هل شهداء نصف الشعب أهم من شهداء النصف الآخر مثلا؟ وشهداء الواجب كلهم مرتزقة وطبالة ومجرمون؟ هل اكتشف الأخ الآن فقط أن هناك نصف مجتمع لديه مطالب مختلفة عن مطالب النصف الآخر؟ طالبنا بالحل والحوار منذ أول نقطة دم بحرينية أهدرت ولكن من الذي أصر وتمادى وطالب بالصمود؟ من الذي فبرك الصور والحكايات؟ من السبب الرئيسي في إهدار الدماء البحرينية لمن يؤدي واجبه (بغض النظر عن التصرفات الشخصية الخاطئة لبعضهم التي نرفضها جميعا)؟ من الذي وضع المولوتوف في يد أبنائه وحرضهم على الهجوم على الشرطة؟

التناقض الثاني الذي تعانيه حبيبتنا البحرين هو: عندما يضعون الزجاجات الحارقة والأسياخ في أيدي الأطفال من سن السابعة حتى السادسة عشرة ويصفونهم بالأبطال والأحرار المدافعين عن الوطن ولكن عندما يصاب هذا البطل يبكون عبر وسائل الإعلام ويصرخون بأن النظام البحريني يقتل الأطفال ويقبض عليهم. ما هذا التناقض؟ أبطال عندما يحرقون ويجرحون منتسبي النظام البحريني وأطفال مظلومون عندما يقبض عليهم أو يموتون؟ حرام عليكم أطفالكم يا ناس، أين الرحمة؟ يتوجه الأب وهو حامل ابنه الرضيع (حشاشة يوفه) على كتفه ويمشي في مسيرة غير مرخصة ضد القانون وهو يعلم بأن قوات الشرطة ستفرقهم (لعدم قانونية المسيرة) وسترمي عليهم غازات مسيلة للدموع فأين الأبوة والبطولة عند هذا الرجل الذي نراه يركض وهو حامل رضيعه بعد تفريق المسيرة؟ هل نسي أن واجبه الأساسي في الحياة هو حماية هذا الطفل لا تعريضه للخطر؟ ومن المسئول عندما يصاب هذا الرضيع بالاختناق: الشرطة أم الأب؟

يهتفون: سلمية سلمية، لا سنية لا شيعية إحنا كلنا بحرينية، وبالمقابل يرمون الشرطة بالزجاجات الحارقة والأسياخ والطوابيق، اقرأوا معي تغريدات السلميين يا عالم (نبشركم يا ثوار في كرباباد نجاح الكمين الذي أعده الثوار للمرتزقة بامتياز وها قد جن جنونهم وقاموا يصرخون، لا تتركوهم، ندعوكم يا شباب للمزيد من الكمائن للمرتزقة الشرطة، في بلدة عالي: الزجاجات الحارقة تنهمر كالجمر لمنع المرتزقة من دخولها، في دمستان: المرتزقة يهربون من نيران الثوار وغيرها)، بذمتكم هل هذه هي السلمية؟ إخوان سنة وشيعة هي مطالب بحرينية: ومعظم كتاباتهم وتغريداتهم تتكلم عن مظلومية وقهر نصف شعب البحرين بسبب مذهبهم فكيف المطالب بحرينية من المذهبين وانتم حولتم طائفة إلى ثوار وطائفة أخرى إلى طبالة ومرتزقة وبلطجية؟ فهموني لأني مو مثل بعض الناس تصدق أي وكل شيء ولا مثل ناس تكذب وتصدق كذبها وتعيش أفلاما هندية ركيكة.

مسكينة هي البحرين شافت مآسي ما شافتها أي دولة في العالم من أبنائها، وهلا فبراير يا بحرين.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة