الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٣ - الثلاثاء ٧ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


يريدونها ديمقراطية (ليلى والذئب)!





«ضربني وبكى وسبقني واشتكى».. هذا المثل ينطبق حالياً على التجمعات التي تحشدها جمعية «الوفاق» في منطقة المقشع.. ففي هذه التجمعات وما سبقها منذ شهر فبراير العام الماضي وحتى الآن تكرر اسطوانة مشروخة واحدة وهي (هدفنا التحول الديمقراطي في البحرين)!.. بينما الحقيقة انهم هم الذين انقلبوا على (الديمقراطية) بعد ان شاركوا فيها دورتين تشريعيتين سابقتين، وجمعية «الوفاق» نفسها أشادت بنجاح الانتخابات النيابية عبر رسائل بعث بها أمينها العام إلى القيادة السياسية في البلاد!

المشكلة ان قرار «الوفاق» ليس في يدها، بل يصدر من الخارج، وبالتحديد من (ولاية الفقيه) في إيران.. وحينما كانت إيران راضية عن البحرين والعلاقات السياسية والدبلوماسية طبيعية بين البلدين، كانت (طهران) تشجع (الوفاق) على المشاركة في الانتخابات النيابية لفرض حضورها في الشارع البحريني، ولكن حين (تعطلت لغة الكلام) بين طهران والمنامة، أصدرت (ولاية الفقيه) الإيرانية أوامرها بانسحاب (الوفاق) وكتلتها من مجلس النواب في فبراير ٢٠١١، ليس هذا وحسب، بل رفضت المشاركة في مبادرات (الحوار الوطني) المتكررة التي عرضت عليها، وأصبح الخطاب السياسي والإعلامي لقيادات «الوفاق» في الداخل والخارج يتحدث عن (غياب الديمقراطية) في البحرين!

وزادت (الوفاق) من تعنتها بأن صعّدت من لغة الخطاب الديني الطائفي ودفعت باتجاه التصعيد الأمني، فاشتعلت شوارع البحرين بالحرائق والاعتداءات على رجال الشرطة ودورياتهم، ومهاجمة المواطنين والمقيمين والاعتداء عليهم، ونقل المظاهرات غير المرخصة الى الأسواق والمراكز التجارية ومحاولة ضرب الاقتصاد الوطني.

ويبقى السؤال: من الذي انقلب على الديمقراطية في البحرين؟!.. فالدولة والحكومة لم يتغير موقفها من الخيار الديمقراطي، بل أظهرت تجاوباً مع تعديلات دستورية تعطي لمجلس النواب صلاحيات أكثر في الرقابة والمحاسبة ومنح الثقة للحكومة أو سحبها بعد ملتقى (الحوار الوطني) الذي انسحبت منه جمعية (الوفاق) والآن تبكي على اللبن المسكوب!

شعار «الوفاق» حاليا (الديمقراطية هي الحل)! بينما أكل الشعب البحريني (التبن) طوال السنوات العشر السابقة بسبب التناقض بين الشعار المرفوع والتدمير الذي تحدثه في الشوارع وحرق الأخضر واليابس.. نعم عشر سنوات من ديمقراطية الوفاق كنا نعيشها على طريقة (ليلى والذئب)!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة