الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٤ - السبت ١٩ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


مظاهرات «سيفوه وخلاقينه»!





في كل دول العالم، بما فيها أمريكا وأوروبا واليابان، تمنح تراخيص اقامة المظاهرات السياسية أو الاجتماعية أو النقابية ضمن شروط وقوانين بحيث لا تخل بالأمن العام للمواطنين، أو لا تؤدي إلى تعطيل حركة السير في الشوارع، أو الإضرار بالأنشطة الاقتصادية والتجارية في البلاد.. لكن هنا في البحرين تريد جمعية «الوفاق» والجمعيات الأخرى التي تتنفس هواءها أن تضرب عرض الحائط بكل هذه الضوابط والقوانين للمسيرات والمظاهرات، وتريد أن تقيم كل يوم مظاهرة بحسب مزاجها الخاص، وبالقوة والاجبار ضد مصالح المواطنين والمقيمين.

لم يعد خافيا على أحد أن «جمعية الوفاق» وما لف لفها من الجمعيات الأخرى تختار دائما إقامة المظاهرات والمسيرات في وسط العاصمة «المنامة» في الأوقات والتواريخ التي تستقبل فيها البحرين المؤتمرات الدولية والفعاليات الفكرية والاقتصادية والسياحية، وذلك بقصد ارباك النشاط الاقتصادي والتجاري والسياحي لمملكة البحرين، واظهار البلاد أمام العالم على أنها تشهد قلاقل واضطرابات أمنية.. وكل ذلك يدخل ضمن أجندة «الوفاق» في ضرب الاقتصاد البحريني! وهم الذين يتباكون على حرمة الاقتصاد الوطني!

وتبدو المفارقة عجيبة حينما نسمع أو نقرأ تصريحات لزعامات في «الوفاق» تتحدث عن حماية المال العام للدولة، وتهاجم ما تسميه «الفساد» الاداري، وهدر أراضي المملكة، ولكنهم في الوقت نفسه يتعمدون اقامة المسيرات والمظاهرات بقصد الإضرار بالاقتصاد الوطني و«تطفيش» الاستثمار والمستثمرين ودفعهم للخروج من البحرين! أيهما نصدق: القول أم الفعل؟!

وهذه التناقضات في مواقف «الوفاق» تؤكد الحقيقة الثابتة، وهي السير ضمن الأجندة الأجنبية الخارجية والدفع بالعمل السياسي نحو العنف والتخريب، وتصعيد الوضع الأمني لصالح (ولاية الفقيه) الإيرانية!.. لأننا نعلم أن من يحب وطنه يتمن له الخير والاستقرار والنجاح الاقتصادي والاجتماعي.. لكن من يسر خلف (الأجندة الأجنبية) فسوف يحطم كل الأسباب الايجابية ويسعى لتدمير الوطن.

والمضحك في الأمر أن «الوفاق» وألوية «حزب الله» في البحرين يسارعون إلى الصراخ في الإعلام الخارجي بشجب منع (السلطات المختصة) أية مظاهرة أو مسيرة لا تنطبق عليها الشروط والقوانين، وتعتبر ذلك (قمعا سياسيا) ومصادرة للحريات!.. رغم ان السلطات ترخص لهم اقامة المظاهرات والمهرجانات في أماكن كثيرة بالبحرين.. بل وتحت حراسة (رجال الأمن) حفاظا على سلامتهم!

لكن في النهاية يصدق القول البحريني: (هذه سيفوه.. وهذي خلاقينه)!







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة