الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٠ - الأربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


إذا لم تتدخل (الدولة) فسنكون أمام حالة نيجيرية!





أصوات كثيرة بدأت تتزايد وترتفع لتطالب (الدولة) بالتحرك على نحو أكثر حزما وحسما للجم العنف والتخريب الذي يرتكبه المخربون والمحرضون في الشارع البحريني، وخصوصا انهم يشاهدون تصعيدا خطرا يمارسه (المحرضون) سواء كانوا قيادات في «الوفاق» أو رجال دين من على منابر الخطابة، أو من يسمون أنفسهم نشطاء سياسيين وحقوقيين.. فهؤلاء كلهم حاليا يدفعون باتجاه نقل الحالة السياسية من العنف وأعمال التخريب إلى الصدام المسلح! ليس مع رجال الشرطة والأمن فقط، بل مع المواطنين الذين يختلفون معهم، فهم يتعمدون الانتقال بالتوتر الطائفي الى مناطق غير مرحب بهم فيها مثل مدينة (المحرق)! والمظهر الآخر يتمثل في الخروج بطوابير «المليشيات المسلحة» في بعض المناطق مثلما حدث مؤخرا في «الجفير»، و«سترة»!

هذا التصعيد يفرض على (الدولة) التدخل على نحو أكثر حسما لايقاف التدهور الأمني في مناطق البحرين، فالمسألة لم تعد تقتصر على حالة تمرد في بعض قرى شارع البديع والتعرض بالضرب والمولوتوف وأسياخ الحديد لرجال الأمن والشرطة الذين يحرسون تلك المناطق، بل تطور الأمر الى التحريض العلني على قتلهم! وانتقل الأمر إلى الهجوم على منازل بعض «النواب» الذين يختلفون معهم في الرأي بالمولوتوف وتعريض سلامة عائلاتهم للخطر.. والأخطر من ذلك هو رفع مستوى المواجهة العنيفة ضد المواطنين أنفسهم، سواء الذين يعيشون معهم من الطائفة الشيعية الكريمة أو المواطنون الذين يبعدون عنهم جغرافيا وسكنيا من الطائفة السنية الكريمة، مثلما حدث مؤخرا في مدينة المحرق، ولولا حكمة العقلاء لوجدنا أنفسنا أمام مواجهة طائفية عنيفة وصدام دموي يروح ضحيته الأبرياء.

إذا لم تتدخل (الدولة) لفرض هيبتها في الشارع وتنفيذ القانون على طريقة تعامل السلطات الأمريكية مع حركة احتجاجات منظمة (احتلوا وول ستريت)! وعلى طريقة تدخل القوات البريطانية والفرنسية مع أحداث العنف والاضطرابات التي شهدتها مدنهم في أوقات سابقة من العام الماضي..، إذا لم تتدخل (الدولة) في البحرين بشكل حاسم وحازم فإن «الانفلات الأمني» سيكون أشد خطرا، وسيكون مدخلا لفتنة طائفية بغيضة، وصدامات على طريقة «باكوحرام» في نيجيريا.. فاتعظوا يا أولي !



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة