الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٤ - الأربعاء ٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

الجولة السادسة لطائرة الأولى أكثر الجولات إثارة وقوّة
درس نجومي من الجوكر عباس ودار كليب مدرسة في التغطية الدفاعية





أكّدت الجولة السادسة لدوري الكرة الطائرة للدرجة الأولى أنها أكثر جولات القسم الأول إثارة وقوة ،ومن يعيد شريط المباريات الأربع سيتأكّد مما تناولناه في صبيحة يوم اللقاءات الذي قلنا فيه أنّ مباريات الجولة لن تعرف (القشمرة والعاطفة) وفعلا جاءت المقابلات الأربع في سياق ما ذهبنا إليه وهذا ليس سبقا بقدر ما هو قراءة قريبة من مردود وموقف فرق المسابقة وظروفها.. نحاول نستجلي في هذه الوقفة بعض الدروس والعبر التي ينبغي علينا أن نستثمرها في قادم الأيام.

دار كليب يفتح

مدرسته الدفاعية

أكّد فريق دار كليب بما لا يدع مجالا للشك بأنه مدرسة في التغطية الدفاعية المدعمة بالحماسة والروح القتالية، وعندما قلنا أنّ لقاء الفريق في الجولة السادسة أمام المحرق ستكون مواجهة بين هجوم كاسح ويمثله المحرق، ودفاع مستميت وطرفه دار كليب فلم نذهب بعيدا، إذ لم تخرج المباراة في سياقها الذي استغرق أربعة أشواط عن دفاع مستميت من أبناء دار كليب أبطاله الثلاثي الليبرو علي خير الله وأيمن هرونة وأمين محمد إذ شكل هذا الثلاثي سياجا دفاعيا اسمنتيا في المنطقة الخلفية وقاتلوا على كلّ كرة وكم رأينا أكثر من كرة شبه ميّتة ولكن دفاع دار كليب كان لها في الموعد لإحيائها، وعندما خالف الكابتن محمد المرباطي مدرب المحرق توقعات الجميع بإشراكه معده الشاب عماد سلمان بدلا من المخضرم وصاحب الخبرة أحمد يوسف هذا الأخير الذي تركب عليه مثل هذه المواجهات لم تأت هذه الخطوة ارتجالا من مدرب المحرق بقدر ما كانت رغبته في هزّ استقبال الكرة الأولى في ملعب دار كليب لأنّ عماد من اللاعبين الذين يجيدون التعامل مع الإرسال الهجومي.

ولوعدنا لتشكيلة منتخباتنا ابتداء من الفريق الأول حتى الفئات لرأينا أنّ أكثر اللاعبين الذين شغلوا مركزالليبرو (المدافع الحر) هم من خريجي مدرسة دار كليب (أيمن هرونة وعلي خير الله ويوسف يعقوب) بل أكثر من ذلك صار اكثر من ناد محلي يعوّل على تلاميذ هذه المدرسة على سبيل المثال عيسى عبد الوهاب وعباس أحمد (الرفاع الشرقي) وعلي حسين (النجمة).

درس نجومي

درس آخر تقذفنا به الجولة السادسة وبطله هذه المرة (الجوكر) فاضل عباس الذي أثبت أنّه الورقة الرابحة الأولى والأخيرة والتي لايكفّ مدربه الكابتن محمد المرباطي عن الرهان عليه وهو يعرف أكثر من غيره أنّ الجوكر لن يخذله دائما، فإذا تردّد سابقا في أروقة الفريق بأنّ الجهاز الفني ليس في عجلة من أمره بشأن مشاركة الجوكر حتى يحصل على الضوء الأخضر من الجهة المشرفة على علاجه في مستشفى أكاديمية إسباير الرياضية بالعاصمة القطرية الدوحة فهذا الكلام قد كشفه لقاء دار كليب إذ أحسّ المرباطي القدير بحسه التدريبي وخبرته بأنّ فريقه سيواجه متاعب جمّة من غير تواجد الجوكر حتى لو كان الكوبي بيدرو متواجدا، فالمباراة كما قرأها المرباطي كانت تحتاج لأصحاب مهمات خاصة وهذه تتوفر حاليا في جوكره فاضل عباس الذي أعطي الضوء الأخضر لكسب النقاط بأيّ كيفية كانت مرة بالهجوم القصير وأخرى بالمفتوح وأحيانا من الخط الأمامي ومرات من الخلفي وخامسا بحائط الصد وتارة سادسة بالإرسال الهجومي، بعبارة أخرى الجوكر سرق الأضواء من الجميع رغم أننا كنا نترقب المستوى الحقيقي للمحترف الكوبي بيدرو إلا أنّ الأخير كان الساعد الأيمن للجوكر في تدخلاته الخاصة الحاسمة.

ثلاث نقاط من الإعداد

أخيرا ذاق البسيتين أول طعم للفوز (وثلاث نقاط غالية) بعد ست جولات عجاف .. ومن يعود لقراءاتنا في الجولة الأولى التي أشرنا فيها إلى أنّ مشكلة البسيتين الرئيسة تنحصر في الإعداد ومتى ما تواجد هذا المعد فإنّ شكل الفريق ومضمونه سيتغيّر، ومع عودة الحايكي وانتداب عارف العالي للصفوف عرف الفريق الفوز الأول حتى لو جاء على حساب جاره البحرين فنغمة الفوز مطلوبة ولا يهم من يدفع ثمنها في هذا التوقيت، إذ خروج الفريق من بوابة القسم الأول بدون أن يتجرّع فوزا حتى لو كان يتيما لا يتناسب ومكانة الفريق الذي كان خلال أكثر من موسم مضى إما يكون في المربّع أو يحوم حوله، وعلى مدرب الفريق الكابتن محمد الشيخ قبل لاعبيه أن يعرفوا أنّ القادم أصعب وأصعب.

روح البطل

من يرى العناصر التي تشكّل تركيبة فريق النصر لا يصدّق أنّ الفريق يحتل الآن وصافة الترتيب تلو المحرق بعد التحسينات التي أدخلت على صفوفه، صحيح أنّ النصر فقد شيئا من شكله على مستوى بعض العناصر، ولكن من ينكر أنه لازال موجودا على خارطة المنافسة ويتنقّل من فوز لآخر؟ وصحيح أنه فقد نقطتين هما بمثابة الخسارة في عرف نظام المسابقة المطبّق ولكنه لم يعرف الخسارة الحقيقية بعد، ولازال مدربه الكابتن حسن علي محافظا على ما قاله بداية أنّ عينه على بناء فريق جديد وأخرى على المنافسة، هذه المعادلة حاضرة ومن مباراة لأخرى تسجل نجاحها، فالنصر عندما يلعب فهو يؤدي بروح البطل دائما، هذه الروح التي دائما ما تكون حاضرة مع بطلها واسألوا مختلف الأندية التي تجرعت رحيق البطولات كيف يكون يكون عطاء لاعبيها؟ أحيانا الفريق البطل لا يقدم ما يشفع له بالخروج فائزا لولا حضور روح البطولة هذا الزاد الذي يلعب فعل السحر، ولازلنا نقول أنه إذا كان النجمة محتاجا لمطرقة في الأطراف تعيد التوازن للفريق فإن النصر بأمسّ الحاجة لمعد من قماشة ثقيلة رغم الاجتهاد الذي يقدمه الثنائي الشاب عيسى عباس ومحمد حسن.

الرفاع الشرقي قبل

فوات الأوان

عرف الرفاع كيف يلعبها(صح) واستثمر الفرصة خير استثمار قبل أن يتصعّب الدرب في القسم الثاني الذي يتوقع أن تتغير فيه خارطة المنافسة وتستأسد الفرق النائمة بعد التحسينات والإضافات التي يتوعّد بها البعض على مستوى المحترفين عندما حقق ثلاثة انتصارات على أقرب منافسيه مستثمرا ترنحها قبل أن تقف على رجليها، فالرفاع الشرقي بهذا الفهم تعامل مع الأجواء بواقعية ومدّ رجليه على ( قد لحافه) إذ لم يرفع رأسه عاليا ليناطح من هو فوق طاقته رغم معرفته بأنّ المنافسة ورغبة الفوز حقّ مشروع للجميع تحقه المسابقة وكلما تعددت أوراق الفريق الرابحة زادت أسهمه إذ لازال النيجيري ماثيو الذي يؤدي بنفس مفتوحة برفقة عبد الله سعيد هما الورقتان الرابحتان ويحتاج الأخيران لأكثر من ورقة رابحة أخرى لدعمهما حتى يفكّا حصار مراقبة حائط الصد لهما.

فك شفرة أولفيرا

شخصيا نراهن على الإمكانات التي يتوفر عليها الكاميروني أولفيرا لاعب متوسط شبكة الأهلي، وحتى الآن لم يقدم اللاعب ما هو متوقع منه ،وشاهدناه في مباراة الفريق الأخيرة أمام النصر كيف تلاعب به الشاب حسين خليفة.. الكاميروني يحتاج من مدربه الكابتن محمد بورويس أن يفكّ شفرته ويعيد قراءته من جديد ويوظفه التوظيف الأنجع ونقترح هنا على بورويس أن يتيح للكاميروني حرية الحركة والهجوم من مختلف المراكز ونعتقد في قرارة نفسنا بأنّ اللاعب قادر على تحمّل التكليف لأنّ هناك من العناصر الحالية في الفريق القادرة على أداء دور اوليفرا في مركز(٣) عبد الإله أو سيد علي عاشور.

كل الطرق لم تؤد إلى ..

خلال الجولات الخمس التي لعبها النجمة استخدم الكابتن هشام داود مدرب الفريق كل الأوراق المتاحة تحت يديه وشحذ ذهنه للوصول للحل الذي يتغلب به على العقم الهجومي في الأطراف خاصة مركز(٢) الذي تناوب عليه أربعة لاعبين ابتداء من إبراهيم العرادي مرورا بمحمد عباس الذي لعب على حساب مركزه(٣) وخليل عبد النبي وأخيرا المعد حسين حبيب، وكل السبل التي طرقها مدرب النجمة لم تؤد به إلى الهدف المنشود، ويبدو أنّ الحل الأمثل لن يكون إلا في القسم الثاني بعد دخول الأميركي جيف في التركيبة الرئيسة حسب ما أعلن ،وعندها متى ما كان الأميركي كما عهدناه في البسيتين فالنجمة سيظهر بوجه آخر، حتى حين الفريق مرشّح للخروج بفوزين وتوديع مسلسل الخسائر الخمس التي مني بها.

ضاعت نقطتك يا الماجد

حتى النقطة اليتيمة التي وضع عليها مدرب البحرين الكابتن جاسم الماجد آمالا كبيرة رغم أنّ الفريق متى ما حصل عليها يعدّ إنجازا حسب وصف الماجد تكاد تفلت منه بعد أن سبقه البسيتين جاره إلى اقتناص أول ثلاث نقاط .. فالبحرين يحتاج إلى أنّ تتعدد أوراقه الهجومية ولا تقتصر على الأحمدين مشرف والذوادي فهما يحتاجان لمن يفكّ الحصار عنهما مثلما قلناه عن الرفاع الشرقي مع فارق التشبيه.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة