الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٤ - الأربعاء ٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

فريق اليد الأهلاوي قادم إلى المنافسة بعد غياب عام عن منصات التتويج
المدرب الكرواتي بحاجة إلى المزيد من الوقت لإعادة شكل الفريق البطل





يأتي فريق النادي الأهلي لكرة اليد على مستوى الرجال منافسا قويا على بطولة الدوري والكأس للموسم الحالي ٢٠١١-٢٠١٢ بقيادة المدرب الكرواتي تونيك ومساعده الوطني شيخ المدربين رضا حسين بعد أن غاب الأهلي عن المشهد في الموسم الماضي على منصات التتويج وترك الباب مفتوحا على مصراعيه لباقي الفرق المتنافسة لخطف البطولات المحلية، حيث تمكن الدير بما يمتلكه من إمكانات فنية وبدنية وذهنية جيدة من سد الفراغ وتحقيق حلمه بالحصول على بطولتي الدوري والكأس.

الأهلي قادم إلى المنافسة

يمتلك الفريق الأهلاوي كل مقومات الرجوع القوي والناجح إلى قضبان المنافسات الصعبة على البطولات المحلية بمن يضمه الفريق من عناصر على مستوى عال من المهارة الفنية والتجربة الميدانية الناجحة والطموح العالي والرغبة في الفوز والصعود الدائم على منصات التتويج، لاعبو الفريق يحملون تجارب المباريات الكبيرة والبطولات على المستوى المحلي والخليجي والتي كان آخرها الحصول على البطولة الخليجية للأندية أبطال الكؤوس التي أقيمت بالعاصمة القطرية الدوحة. صحيح أن الفريق ألأهلاوي مر بمتغيرات كثيرة وصعبة بعد الحصول على كأس الأندية الخليجية بالدوحة على مستوى التشكيلة الأساسية مع ابتعاد سعيد جوهر المؤقت وانتقال أحمد عبدالنبي إلى صفوف النجمة، وغياب محمد ميرزا وصادق علي المؤثران على الدائرة والخط الخلفي ومن الجانب الآخر تراجع الرغبة في اللعب نتيجة للظروف الاستثنائية التي عايشتها مملكة البحرين، إلا أن إدارة النادي الأهلي كما العادة بدأت التحركات الحثيثة مبكرا للبحث عن المدرب المناسب والقادر على قيادة دفة الفريق إلى بر الأمان، وعمدت الإدارة إلى الاستعانة بالمدرب الوطني القدير فؤاد عباس ليكون المساعد والذراع اليمنى للمدرب الكرواتي تونيك الذي تعاقد مع إدارة النادي لقيادة السفينة الصفراء بدءا من الموسم الحالي، إلا أن التباعد في الأفكار والتضارب في وجهات النظر الفنية وكيفية إدارة الدفة داخل الجهاز الفني دفعت بالمدرب الوطني المساعد فؤاد عباس إلى طلب الإعفاء عن أداء المهمة التدريبية وحصل عباس على الموافقة ولكن بعد عدة محاولات جادة من قبل إدارة الفريق بغية ثنيه عن الاستقالة، ووجدت إدارة الفريق أن رضا حسين شيخ المدربين هو الأنسب لشغل الفراغ الذي خلفه عباس بما يمتلكه أبومحمد من علاقات طيبة مع اللاعبين الصغار والكبار وما يحمله في ذهنه من خبرات تدريبية وتجارب ميدانية طويلة، يمكن ترجمتها لخدمة الفريق إضافة إلى لغة شيخ المدربين الإنجليزية الجيدة تساعده على أن يكون حلقة الوصل بين اللاعبين والمدرب الكرواتي الذي يجيد التحدث باللغة الانجليزية كما أن هدوء شيخ المدربين رضا حسين وقدرته العالية على احتواء التوتر والعصبية داخل الملعب منحته الأفضلية بجوار المدرب تونيك.

تونيك يحتاج إلى المزيد من الوقت

المتتبع لمباريات الفريق الأهلاوي والقيادة الفنية للفريق يجد أن هناك سوء فهم وقصورا في التواصل بين اللاعبين والجهاز الفني وان هناك عدم ارتياح إلى حد ما لطريقة أو أسلوب اللعب، كان ذلك واضحا من خلال ردود أفعال اللاعبين على تعليمات المدرب وخروج البعض عن النص داخل الملعب وعدم الاكتراث بالتواجد بين باقي اللاعبين عند طلب الوقت المستقطع، وهذا ما لم نعتاده على لاعبي الفريق في النادي الأهلي، إضافة إلى تصرفات البعض من اللاعبين البعيدة عن الروح الرياضية مما يدفع بطاقم التحكيم في المباريات إلى إصدار قرارات بالإيقاف أو الاستبعاد للاعبي الفريق عن اللعب مما يضر بشكل الفريق ونتيجته كما حدث للاعب الشاب رياض طراده عندما تعرض للطرد بسبب سوء سلوكه السلبي داخل الملعب، والاعتداء عن لاعب باربار في مباراة الدور قبل النهائي للبطولة التنشيطية، مما اضعف من قدرات الفريق ألأهلاوي داخل الملعب وسمح بدون قصد لفريق باربار أن يأخذ لاعبوه زمام السيطرة والتقدم بنتيجة بالمباراة.

الفريق بحاجة إلى المزيد من الضبط

يحتاج الفريق الأهلاوي إلى المزيد من الضبط السلوكي والهدوء والابتعاد التام عن المواجهات المتكررة مع أطقم التحكيم، ولابد للاعبين من الاستماع إلى تعليمات الجهاز الفني بعيدا عن المحاولات الفردية والاجتهادات الشخصية وعليهم التقيد بالأنظمة والقوانين التي يضعها الجهاز الفني في إدارة الوقت وأساليب اللعب الدفاعية والهجومية وعلى اللاعبين استغلال الزمن في الأوقات المستقطعة وعدم الهروب بعيدا عن تعليمات المدرب لأن ذلك يعطى المشاهد للمباراة انطباعا عن الضعف في الفريق، وفقدان هوية العمل الجماعي وغياب الإيثار وروح الأسرة الواحدة، وعلى الإدارة بما تمتلكه من خبرة جيدة ودراية تامة بكيفية معالجة المواقف السلبية المختلفة الصادرة عن البعض داخل وخارج الملعب عدم تفويت الفرصة وتجاهل الأخطاء وعلى إدارة الفريق أن تعالج المواقف السلبية بصرامة وحكمة للحفاظ على الشخصية الجميلة لفريق الأهلي من دون تعكير أو تشويش للمنظر، وذلك في اعتقادي يحتاج إلى اتخاذ قرارات صعبة لكنها مهمة على ضوء مشاهدتنا لسلوك البعض في الفريق خلال المباريات القليلة التي لعبت حتى الآن.

أساليب دفاعية جيدة وتطبيق ضعيف

أستطيع القول بانني معجب جدا بالطرق الدفاعية المتقدمة التي يعتمدها المدرب تونيك في جميع مباريات الفريق بغض النظر عن ضعف أو قوة الفريق المنافس والهدف من ذلك على ما أجزم إعادة تشكيل شخصية الفريق الفنية وإعطاء اللاعبين الجدد والكبار المساحة المناسبة والتجربة الكافية لهضم احتياجات الخطة الدفاعية ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف والعمل على معالجتها أولا بأول وما يزيدني إعجابا بالمدرب تونيك طريقة تفكيره في إدارة المباريات فهو لا يفكر في نتيجة المباراة فقط بل يفكر إلى جانب ذلك في الناحية الجمالية للفريق وتوفير المتعة للجماهير، وأعطي مثالا على ذلك في لقاء أم الحصم أمام ألأهلي في الدور التمهيدي للموسم الحالي (الكل يجزم بأن الأهلي سوف يفوز بالنتيجة من دون أدنى شك ويمكن للمدرب تونيك اعتماد الدفاعات المسطحة ٦- صفر وغلق المنافذ على مهاجمي أم الحصم في غياب الضارب في الخط الخلفي المؤثر والتحول إلى الهجوم، ولكن هذا الأسلوب الدفاعي على الرغم من نجاحه في مواجهة فريق أم الحصم فإنه أسلوب ممل للاعبين وللمشاهدين وبالتالي يتطلب إضفاء الطابع الهجومي في الدفاع بما يعرف (الهجوم على الهجوم) إضافة إلى التحولات الهجومية السريعة بعد قطع الكرات والتسجيل تعطى ناحية جمالية تشد المشاهدين وهذا ما يركز عليه المدرب الأهلاوي تونيك وعلى اللاعبين النجوم منهم والشباب داخل الفريق الأهلاوي عدم استعجال النتائج، الوقوف بقوة خلف المدرب الكرواتي تونيك حتى النهائية).

نخبة من النجوم المؤثرين

تراهن الجماهير الأهلاوية على النجوم الكبار والشباب في الفريق في العودة إلى قضبان المنافسة على بطولة الدوري والكأس بقيادة الخبير سعيد جوهر ودوره القيادي والفني داخل وخارج الملعب وبجانبه ماهر عاشور القوى من الناحية الفنية والبدنية، الضارب من خارج منطقة الأمتار التسعة، والقادر على الاختراق بين المدافعين والوصول إلى المرمى وبجانبهما حسن السماهيجي المدافع الشرس والمهاجم الذكي القادر على اللعب في مراكز مختلفة يتكيف بحسب الحاجة الفنية والمهمات الأساسية داخل الملعب إضافة إلى حسين فخر صانع ألعاب من الدرجة الأولى وهداف يجيد التسجيل من مراكز مختلفة وأوضاع صعبة وينفذ الجانب الدفاعي المتقدم بشكل مثالي، أحمد طراده لاعب دائرة ذكي ومدافع متمكن قادر على اصطياد أخطاء المهاجمين الخصوم والتحول السريع إلى الهجوم، صادق علي لاعب الخط الخلفي المؤثر يجيد التصويب المركز من خارج حدود منطقة التسعة أمتار ومراوغ متمكن يشكل مثلث رعب مع سعيد جوهر وحسن السماهيجي يمتلك الخبرات والتجارب الميدانية الكبيرة، علي حسين لاعب متحرك ومتمكن مندفع طوال الوقت وصانع ألعاب من الدرجة الأولى لديه القدرة على المراوغة الناجحة والتسجيل من أنصاف الفرص، يتميز علي حسين بالدفاع القوى والمراقبة المحكمة في حالة اللعب رجلا لرجل.

محمود الونة يلعب في مركز الجناح الأيسر سريع الانطلاق إلى الهجوم قادر على التصويب الناجح من مناطق الضيقة في مركز الجناح يميل إلى النزول على الدائرة وتسلّم الكرة والتصويب، كما يمتلك الأهلي حراسة جيدة بوجود صلاح عبدالجليل وعبدالله الزيمور لديهم الحس الفني والجرأة الكافية لمواجهة التصويبات على مسافة قريبة، ويمتلك الفريق الأهلاوي كامل الأوراق المطلوبة للمنافسة على بطولة الدوري والكأس المحليين إلا أن ذلك يحتاج إلى التعاون بين جميع الأطراف وعدم الخروج عن الصف.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة