الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٦ - الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


التصريحات الأمريكية واللعب على الحبلين





** أول السطر:

يقال والعهدة على الراوي- أن هناك تعديلات دستورية جديدة قادمة نتيجة للحوار الجديد المكمل لحوار التوافق الوطني.. والله أعلم.

** اللعب على الحبلين:

بالأمس عقد مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مؤتمرا صحفيا وأدلى بتصريحات مهمة، وهي كالعادة تمارس اللعب على الحبلين، وإن كانت أكثر صراحة هذه المرة في الإشادة بدور البحرين واستجابة الحكومة لتوصيات تقرير بسيوني، ولكنها لم تغفل الحديث عن دور الشرطة ودعاوى العنف والحديث عن المحاكمات والدعوة لحوار جديد.

كالعادة سيقرأ المواطن البحريني اليوم الصحف المحلية وسيتوقف عند روايتين للمؤتمر الصحفي من خلال إبراز كل فريق العناوين التي تؤيد موقفه، وتهميش العناوين التي لا تؤيد موقف كل فريق. رغم أن كلا الروايتين صحيحة وسليمة، وتلك اللعبة الأمريكية على الحبلين. فهي تقف مع الحكومة وتؤيدها وتقف مع المعارضة الطائفية وتساندها، ثم تدعو الجميع للحوار، وتختم الحديث بالكلام عن المصالح الأمريكية والعلاقة التاريخية مع مملكة البحرين.

سيقرأ المواطن اليوم عناوين صحفية كبيرة بأن أمريكا تشيد بمبادرات البحرين في تشكيل لجنة تقصي الحقائق والاستجابة للتوصيات، وتمدح موقف الحكومة في التعامل مع المتظاهرين مع إدانة العنف في الشوارع. وكأن تلك التصريحات تدين المعارضة الطائفية وأعمالها الإجرامية بكل صراحة، وسيفرح المواطن المخلص بالخطاب الأمريكي الجديد.

وفي هذا الجزء من التصريح سيتم إبراز الكلمات والمقاطع التي أشاد فيها المسئول الأمريكي بالدولة وبالخطاب الجديد، وربما يعتبر البعض أن هذا المديح نقطة تحول جديدة في الموقف الأمريكي وضربة حقيقية للمعارضة الطائفية.

كما سيقرأ المواطن في وسائل إعلامية أخرى أن المسئول الأمريكي ذكر صراحة الدعوة للنظر في قضايا المحاكمات الجنائية وفق طريقة أخرى، وأن هناك أقاويل حول استخدام القوة المفرطة، وتشجيع لحرية التعبير السياسي، وكأن في هذا الحديث مساندة للمعارضة الطائفية وإدانة للتعامل الحكومي، وتأكيد الرواية التي تروج لها المعارضة الطائفية.

وفي هذا الجزء من التصريح مع إهمال الجزء الآخر من التصريح كاملا، ستقوم وسائل إعلامية ومنابر دينية وبيانات سياسية بالتطبيل لموقفها والتدليل على أن الموقف الأمريكي لا يزال داعما ومساندا للمعارضة الطائفية وتحركاتها.

وفي كل الأحوال سيقف المواطن البحريني حائرا من التصريح الأمريكي في تعامل الدولة والشعب المخلص معه، في مقابل تفاعل المعارضة الطائفية ووسائلها الإعلامية ومنابرها الدينية والسياسية مع نفس التصريح من ذات المسئول.

تلك هي اللعبة الأمريكية الدائمة والمستمرة في التعامل مع الحدث البحريني، وفق ممارسة اللعب على الحبلين.. وتابعوا المشهد المحلي اليوم وسترون كيف يتم التعامل مع تصريح المسئول الأمريكي.

** آخر السطر:

النائب ابتسام هجرس نموذج برلماني في الأداء النيابي الرفيع الذي يوصل ملاحظته الصريحة من دون عنف، ويبدي رأيه العنيف من دون تطاول، ويتحدث مع المسئولين «ويخربشهم» من دون جروح.. شكرا لنائب «البرستيج البرلماني» الجميلة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة