الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٧ - السبت ١١ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


العاهل السعودي: الثقة في الأمم المتحدة «اهتزت» بعد الفيتو الروسي والصيني





الرياض - الوكالات: صرح العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمة بثها التلفزيون الحكومي امس الجمعة ان الثقة في الامم المتحدة «اهتزت» بعد استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار يدين سوريا.

وقال العاهل السعودي انه «مع الأسف الذي صار في الأمم المتحدة في اعتقادي هذه بادرة ما هي محمودة أبدا». واضاف انها «بادرة كنا وكنتم نعتز بالامم المتحدة تجمع وما تفرق تنصف وما يتأمل منها إلا كل خير لكن الحادثة التي حدثت ما تبشر بخير لان ثقة العالم كله في الامم المتحدة ما من شك أنها اهتزت».

وكانت روسيا والصين استخدمتا الفيتو لمنع تبني مشروع قرار بشأن سوريا في مجلس الامن الدولي.

ويجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً الاحد لبحث امكانية تمديد او انهاء عمل بعثة المراقبين التي ارسلت إلى سوريا في ديسمبر والتي انتقدتها المعارضة السورية ولاقت معارضة من داخل صفوفها وعادت إلى الفنادق بحثا عن الامن مع تصاعد حدة العنف.

وقال دبلوماسي عربي ان الاجتماع الوزاري قد يصدر أيضا بيانا بشأن قرار روسيا والصين استخدام حق النقض الفيتو لإحباط مشروع قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة استند إلى خطة السلام العربية التي كانت تحظى بدعم القوى الغربية. ولاقى الفيتو الروسي الصيني انتقادات بين العرب.

وقال الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي الخميس للصحفيين «هناك مقترح من قبل الامين العام للجامعة العربية لتشكيل بعثة مشتركة للمراقبة في سوريا بالتنسيق مع الامم المتحدة سيتم طرحه أمام الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب يوم الاحد المقبل بالقاهرة».

ولم يتضح بعد هل سيتعين أن يوافق مجلس الامن على مشاركة الامم المتحدة في مثل هذه البعثة. وقوبلت الفكرة بحماس من جانب الدبلوماسيين الغربيين في نيويورك. وقالت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة سوزان رايس والسفير الالماني بيتر فيتيج ان حكومتي بلديهما تدرسان الفكرة. وقال فيتيج للصحفيين «انه أمر سيتعين أن ندرسه دراسة وافية». وأضاف قوله ان المجلس سيناقش المسألة قريبا. ووصف دبلوماسي آخر فكرة بعثة مشتركة من الجامعة العربية والامم المتحدة بانها «واحدة من خيارات كثيرة».

وفي مقابلة مع صحيفة لاستامبا، قال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في واشنطن «نشاطر الجامعة العربية عملها ونيتها ارسال بعثة جديدة للمراقبين اكبر عددا واكثر وضوحا لوضع النظام امام مسؤولياته». وأضاف أن «هذه البعثة يمكن ان تدعمها مجموعة لأصدقاء الشعب السوري او للديموقراطية تضم الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي». اوضح السفير السابق في واشنطن ان الفكرة هي «تقديم جبهة اوسع قادرة على تغيير التوازنات السياسية جذريا عبر احترام الارادة الديمقراطية للبلاد».

من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس تنتظر نتائج اجتماع القاهرة مؤكدة انها «تدعم تحرك» الجامعة وتواصل مشاوراتها لـ «مساعدة الشعب السوري».

كما دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الجمعة مجلس الامن الدولي إلى احالة ما اعتبرته «الجرائم ضد الانسانية» التي ترتكب في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ميدانيا قتل ٢٨ شخصا على الاقل واصيب ٢٣٥ آخرون بجروح في انفجارين قويين بسيارتين مفخختين وقعا صباح الجمعة في حلب. وذكر التلفزيون الرسمي السوري ان «عدد شهداء تفجيري حلب الارهابيين ارتفع إلى ٢٨ والجرحى إلى ٢٣٥ من مدنيين وعسكريين واطفال، بالاضافة إلى اربعة اظرفة طبية لاشلاء شهداء». وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا عن سقوط ثلاثين قتيلا على الاقل.

واستهدف الانفجار الاول، الذي نجم عن انفجار «سيارة مفخخة»، فرع الامن العسكري في منطقة حلب الجديدة. فيما وقع الانفجار الثاني الناجم عن «عملية انتحارية بسيارة مليئة بالمتفجرات» في حي العرقوب، مقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري. كما اشار التلفزيون إلى ان الانفجار الثاني تسبب ايضا بتدمير مبنى كامل هو كناية عن «مؤسسة استهلاكية مخصصة لبيع السلع الغذائية».

وحمل الجيش السوري الحر ومعارضون النظام السوري المسؤولية عن الانفجارين.

وقال المتحدث باسم الجيش الحر الرائد ماهر النعيمي «النظام القاتل يقتل اطفالنا في حمص، ويفجر في حلب لتحويل الانظار عما يرتكبه». وحمل «النظام الفاشي والنازي وداعميه الروس والايرانيين» مسؤولية «اعمال النظام كافة».

واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام السوري «بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشق» التي وقعت في السادس من يناير .٢٠١٢ واوقع انفجار حي الميدان ٢٦ قتيلا. وسبقه في ٢٣ ديسمبر انفجاران استهدفا مقرين امنيين في العاصمة واسفرا عن وقوع ٤٤ قتيلا.

وبالتزامن مع ذلك، سقط الجمعة ٣٧ قتيلا في اعمال عنف متفرقة في انحاء مختلفة من سوريا. ففي مدينة حمص، قتل ١١ مدنيا بينهم طفل وطفلة في القصف الذي تتعرض له احياء عدة في حمص منذ السبت والذي اوقع حتى الآن مئات القتلى، بحسب المرصد. كما قتل ثلاثة منشقين في حمص اثناء مواجهات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر. واستمر القصف متقطعا الجمعة، في ظل وضع انساني بائس تعيشه مدينة حمص، في حين افاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية لحي الانشاءات في المدينة «بالدبابات ودخول عدد من المنازل وتحطيمها».

وخرجت الجمعة إلى الشارع في مناطق سورية عدة تظاهرات متفرقة واجهتها القوى الامنية بعنف واطلاق الرصاص، بحسب ما افاد ناشطون. وكانت المعارضة دعت على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد ٢٠١١» إلى التظاهر تحت شعار «روسيا تقتل اطفالنا»، احتجاجا على الفيتو الروسي في مجلس الامن ضد مشروع قرار يدين القمع في سوريا. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «تظاهرات خرجت في مختلف المناطق السورية باعداد متفاوتة بحسب كثافة الوجود الامني وبرودة الطقس». وسارت التظاهرات في دمشق وريفها وفي حي الوعر في حمص بعد صلاة الجمعة، وفي محافظة درعا، واللاذقية وبانياس الساحليتين، وادلب.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة