الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٧ - السبت ١١ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


دورنا جميعا





يجب ألا تظهر الدولة الضعف. فإذا كانت قوية متسامحة يجب ألا يكون تسامحها هذا على حساب الغير. ويجب أن توصل صورتها القوية إلى جميع من يجب أن يعي قوتها. وفي المقابل يجب ألا تنصب قوى البحرينيين على القرارات العمياء، إما التأييد لمختلف القرارات التي تتخذها الدولة وإما المعارضة التامة لها. ويجب أن يوصلوا كلمتهم بالقوة المطلوبة لكي تسمع ولكن على أن لا تضر بهم وبوطنهم أكثر مما تفيدهم وتفيد غيرهم. فبعد عام من أصعب أزمة مرت على تاريخ البحرين الحديث لاتزال بعض القوى السياسية تنتهج منحى التطبيل الأعمى والبعض الآخر ينتهج المعارضة الهوجاء. ولايزال البعض يتبع قوى سياسية مشبوهة تتبع سياسات تدميرية بأجندات خارجية لا يمكن أن تصبح أكثر وضوحا.

نجد أنفسنا اليوم في ظل أزمة داخلية تسببت في أزمة اقتصادية واجتماعية لا نعلم متى سنخرج منها. فالإحصائيات والمؤشرات تدل على انخفاض قطاع الفندقة والمطاعم بنسبة ٨,٧ في المائة في عام ٢٠١١ عن عام ٢٠١٠، وانخفاض في القطاع العقاري ٣,٥ في المائة في المدة الزمنية نفسها. أما آخر توقعات «بزنس مونيتر انترناشونال» حول مبيعات التجزئة في البحرين فلا تبشر بالخير بعد تنبئها بانخفاض القطاع من ١,٨١ مليار دولار في عام ٢٠١١ إلى ١,٧٧ مليار دولار بحلول .٢٠١٥ كل هذه التطورات تعني انخفاض الوظائف للبحرينيين الذين يحاولون جاهدين إعالة أسرهم، إما من العاملين في هذه القطاعات أو العاملين في القطاعات المساندة.

أما مصيبتنا الكبرى فهي الشرخ الاجتماعي الذي بتنا نعيشه. وهناك أمثلة كثيرة حول الدمار الذي قد يلحقه بنا هذا الشرخ. وإذا ظن البعض أن السنة الماضية كانت عصيبة مليئة بالأحداث فلينتظروا ليروا ماذا سيحدث من وراء تفاقم هذا الشرخ الاجتماعي.

كلنا لدينا دور فاعل في تغيير مسيرة البحرين إلى الأفضل وبأكثر الطرق التي تؤمن لنا ولأجيال المستقبل النمو الآمن. فهناك مقولة تنسب إلى الفيلسوف والسياسي الايرلندي ايدمون بيرك قال فيها: إن كل ما يحتاج إليه الشر ليفوز هو ألا يفعل الرجال الخيرون شيئا.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة