الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٩ - الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


بزوغ نجم «الإخوان» القيادي للأمة العربية والإسلامية





إن الإخوان المسلمين منظمة إسلامية سياسية ظهرت أوائل القرن الماضي وبرز نجمها مع غياب شمس الخلافة العثمانية وانفجار الثورات العربية في تلك الحقبة وارادت ان يكون لها دور بارز في ذلك الوقت ولكن انطفأ شعاعها بسبب الاختلاف الايديولوجي بينهم وبين العسكر في ذلك الوقت وبالطبع تم بعض التصفيات الجسدية مما ادى إلى انسحاب الاخوان من الساحة السياسية فترة من الزمن واكتفوا كمراقبين لا اكثر ولا اقل ولكن في الخفاء كانوا يعملون ليل نهار لنشر فكرهم في جميع الدول العربية والاسلامية تحديدا وبدأ يكثر مؤيدوهم في جميع اقطار العالم الاسلامي. من اهم صفات الاخوان الترقب والعمل السري ان امكن لتفادي المصادمات والتركيز في الاعمال الخيرية لكسب ود الناس والتعاطف معهم وهم كذلك يؤمنون إيمانا مطلقا بعودة الخلافة والحكم الاسلامي ولهم كذلك مرشد اعلى للجماعة يستفتونه في امورهم وللمرشد الدور القيادي المهم في اي توجه هم ماضون فيه او اي سياسة يسلكونها.

بما انهم سوف يأخذون دفة الحكم في بعض الدول العربية مثل مصر، تونس، ليبيا ومن يدري ان كانت سوريا سوف تلحقهم فاننا على ابواب حقبة اخوانية جديدة تنسج خيوطها في العالم العربي والاسلامي بعد ان بدأ حكم العسكر يتلاشى وبالتالي هناك هواجس وقلق في الشارع العربي والاسلامي من هذا الزحف غير المسبوق من الاخوان لتولي الحكم في العالم العربي بمباركة الغرب بالطبع لذا نتمنى الآتي:

١- على الاخوان عدم الانفراد بالحكم كما فعل حكام الملالي وولاية الفقيه في ايران وعدم تجريد وتهميش الاخر مهما يكن انتماؤه العقدي والفكري والحزبي.

٢- على الاخوان عدم جعل المرشد الاعلى يحكم دولهم كما تفعل ايران وألا ينصب المرشد كأنه ممثل الله على الارض وكلمته هي الفصل من دون الرجوع الى البرلمان والتشاور في امور الدولة مع الاخرين.

٣- على الاخوان ان تكون فلسطين قضيتهم الاولى ويعتبروا ان فلسطين مغتصبة ولابد من استرجاعها من المغتصب بأي ثمن كان.

٤- على الاخوان ان يكونوا انفتاحيين ويراعوا حقوق الاخرين ويقيموا حكم الله في الارض وتكون العدالة الاجتماعية من اولوياتهم.

٥- على الاخوان ان يدركوا ان هناك مخاطر كبيرة واعداء يتربصون بالعقيدة الاسلامية الصحيحة والعالم الاسلامي ونشر معتقداتهم الهدامة والسعي للاستيلاء على مقدرات وثروات العالم العربي والاسلامي.

٦- على الاخوان ان يدركوا ان الشعوب ضحوا ومات الكثير منهم من اجل ان تتحرر شعوبهم من بطش وظلم الحكام الفاسدين وان الامانة في عنقكم يا اخوان بأن تلطفوا بهذه الشعوب وان تردوا لهم كرامتهم بحكم عادل ورشيد ودستور قائم على العدل والمساواة.

٧- على الاخوان ان يفتحوا افاق العلوم الانسانية والبحث العلمي لكل الناس من دون استثناء فان العالم العربي والاسلامي متأخر عن باقي شعوب العالم بمئات السنين وان تتفاعل شعوبنا مع شعوب العالم في التقدم العلمي الحديث وتواكبها جنبا الى جنب لتصبح من الدول المتطورة.

٨- على الاخوان ان يستفيدوا من التاريخ بأن يبتعدوا عن الطائفية البغيضة وان يبنوا جسور المحبة مع جميع الطوائف والاديان لبناء مجتمع راقى تسوده المحبة والمواطنة الحقة والولاء التام لاوطانهم بعد الله عز وجل.

٩- على الاخوان الابتعاد قدر الامكان عن الاجتماعات السرية التي عادة ما تدور بينهم، فالان هم في الميزان بين الحاكم والمحكوم وعليهم بالشفافية التامة وان تعطى الوزارات السيادية بالتساوي على حسب الجدارة والكفاءة وان يبتعدوا كل البعد عن المحسوبية والفساد الاداري.

وفي الختام لا يسعني الا ان اذكر الجميع بقول رب العزة والجلال (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا) صدق الله العظيم.

عبدالرحيم مصطفى المرباطي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة