خواطر ميثاق العمل الوطني
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الحادية عشرة لميثاق العمل الوطني الذي يصادف الرابع عشر من شهر فبراير، وكانت في العام الماضي لها ذكرى مريرة بأحداث لم تشهدها مملكتنا الغالية عبر تاريخها الطويل اتسمت بالعدوانية والفوضى ومحاولة لقلب نظام الحكم القائم بالقوة، وما صاحبها من احتلال لبعض المواقع الحيوية في البلاد وترويع السكان بأعمال إجرامية تحركها أيد خارجية وداخلية متواطئة أصبحت معروفة لدى الجميع، وبدلاً من أن نعمل يداً واحدة لتطوير وانجاز ما تم الاتفاق عليه في مشروع ميثاق العمل الوطني وجدنا الطرف الاخر يصر على ممارسة العنف والعدوان ومحاولة تغيير وجه البحرين الحبيبة الحضاري من خلال اتباع ارخص الأساليب وأسوئها وأكثرها وحشية ودموية أدت إلى انقسام المجتمع إلى فئات متصارعة شلت حركة البلاد أياما طويلة، ولولا حكمة صاحب الجلالة الملك المفدى في معالجة هذه الأزمة بخبرته وبكل حزم، لحدث ما لا تحمد عقباه.
لقد كان جلالته كعادته حليما صبورا عفوا، حيث تسامى على كثير من الأمور التي يجب ألا تصدر بحق ولي الأمر في بلادنا الغالية وقد عمل جلالته على إرجاع الأمور إلى طبيعتها والى ما كانت عليه قبل الرابع عشر من فبراير في فترة زمنية قصيرة، ولأنه صادق الوعد فقد عمل على تفعيل بنود ميثاق العمل الوطني بكل أمانة من خلال ما اتفق عليه جميع الأطراف، ولقدئ حاول للأسف بعض الأطراف الالتفاف وعدم الالتزام والرجوع عن عهودها التي قطعتها على أنفسهما من خلال التصويت على الميثاق الذي حاز موافقة غالبية الشعب.
قد استغل الطرف الاخر كل الوسائل اللاأخلاقية وبالأخص أسلوب الكذب المفضوح عبر وسائل الاعلام الخارجية التي استعان بها ضد بلده عبر القنوات المشبوهة لتأجيج الصراع الداخلي عن طريق نشر الأكاذيب والتمثيليات التي بفضل الله جلت قدرته أصبحت مكشوفة للجميع.
ان الاستعانة بأعداء البحرين في الخارج لتأجيج الأوضاع الداخلية لهي دليل على ضعف حجة الطرف الخاسر وعدم الالتزام بميثاق العمل الوطني وخروج عن روح المواطنة مما يصل إلى درجة الخيانة، وقد عملت القيادة على تهدئة الأمور وإصلاح ما يمكن إصلاحه ايمانا منها بإعطاء الطرف الاخر الفرصة ليرجع إلى عقله وذلك عن طريق إرجاع المفصولين إلى أعمالهم، والتنازل عمن أساء إلى القيادة الرشيدة بالألفاظ البذيئة و«الدنيئة» التي تدل على عدم احترام وتقدير القيادة طبقاً للدستور.
ذوات الملك ورئيس الوزراء وولي العهد حفظهم الله تعالى مصونة يجب عدم التعرض لها بأي حال من الأحوال وإلا تعرض صاحبها للعقوبة.
وعندما شكل جلالته اللجنة الخاصة التي ترأسها البروفيسور محمود شريف بسيوني، اخذ جلالته عهداً على نفسه أمام سفراء الدول المعتمدين في مملكة البحرين وعلى مرآى ومسمع من دول العالم أجمع بتنفيذ جميع التوصيات قدر المستطاع بما لا يتعارض مع قوانين المملكة، وفي فترة زمنية قصيرة وقد شهد بسيوني بنفسه على ذلك عندما أشاد بما تحقق وانجاز جزء كبير من تلك التوصيات أثناء زيارته المملكة.
وأخيرا يجب اخذ الحكمة والعظة مما مررنا به من أمور وما حدث كان يجب ألا يحدث في بلادنا والعمل على تحقيق الديمقراطية خطوة بخطوة حتى لا نندم على التسرع في تطبيق التشريعات التي لا تتناسب مع ديننا وقيمنا الإسلامية، فكثير من الدول أمضت سنوات في سبيل تحقيق الديمقراطية الحقة التي تتناسب مع عاداتهم ودينهم ونظام الحكم.
حفظ الله مملكتنا العزيزة من كل سوء ومكروه، داعين الله عز وجل ان يهب وطننا أمنا دائما مستقرا ملتمسين المزيد من النماء والمجد لبحريننا الغالية تحت القيادة الرشيدة ممثلة في جلالة الملك المفدى وسمو رئيس الوزراء الموقر وسمو ولي العهد الأمين.
حنان بنت سيف بن عربي
.