سلسلة الاستفسارات (١)

قال الشاعر:

يا من يريد الانتحار وجدته

إن المعلم لا يعيش طويلا

بلغنا نحن المدرسين منذ فترة وبكل أسف أن وزارة التربية والتعليم ستقوم بتمديد الدوام الدراسي للمرحلة الثانوية لجميع أقسامها، وذلك بعد نجاحه - كما زعموا - في إحدى مدارس البنات. ونحن نتساءل عدة أسئلة ونطلب إلى الوزارة الموقرة الإجابة عنها:

١- هل نجاح المشروع في مدرسة دليل على نجاحه في كل المدارس؟

٢- لماذا عند إقامة أي مشروع تعتمد الوزارة في تطبيقها للمشروع على مدارس المعلمات، من دون مدارس المعلمين؟ هل لأن مدارس البنين لا تعطي النتائج المطلوبة التي تريدها الوزارة؟ أم أنها تطبقه في مدارس البنات لتبيّن أنه ناجح، وذلك لأن مدارس المعلمات توافق على ما تريده الوزارة لعدم جرأتهن على إفشال أي مشروع؟ هل هذا هو السبب أم استخفافا بالمدرسين؟ أم ماذا؟

٣- لماذا عند اتخاذ أي قرار من قبل الوزارة لا يتم الأخذ برأي المدرسين والمدرسات قبل تطبيقه؟ هل المدرس ليس له قيمة عندكم؟ هل هذه هي منزلة المعلم لديكم؟ هل المعلم ليست له صلاحية المشاركة في قرارات الوزارة رغم أنه ركن أساسي من أركان التعليم؟

٤- تعتقد الوزارة أن هذا القرار سيخفف من الازدحامات والاختناقات المرورية، ونحن نرى العكس، فأكثر الموظفين يخرجون من أعمالهم في ذلك الوقت، مما سيؤدي إلى ازدحامات مضاعفة.

٥- هل هكذا يُقدّر المعلم لديكم بزيادة التعب عليه؟ ألا يكفي التعب الجسدي والتعب النفسي اللذان لديه، وخاصة في هذا الزمان الذي سقطت فيه هيبة المدرس والكل يقف ضده عند أي مشكلة تحدث؟ «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان»؟

٦- هل تريد وزارتنا أن تقارن طلابنا بطلاب اليابان لتطبق ما عندهم عندنا؟ أليس هناك اختلاف في البيئة والعادات والتقاليد والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها؟ هل راعت الوزارة الفروق الفردية بين الطلاب؟ هل حضر بعض أهل الاختصاص من الوزارة ليروا بأنفسهم نفسية الطلاب في الحصة السادسة؟ هل ستوفر الوزارة وجبة غداء لكل طالب؟ متى سيرتاح الطالب؟ متى سيذاكر ويحل واجباته؟ متى سيقضي أموره الشخصية؟ ما ذنب ولي الأمر عندما يأتي لأولاده أكثر من مرة نظرا إلى اختلاف مواعيد الانصراف لديهم؟

٧- إن هذا المشروع سيكلف المملكة مبالغ طائلة كما أعلنت الوزارة، فكم سيكلف إذا طبق على المرحلة الإعدادية؟ وهل هذه المبالغ ستصرف في مكانها الصحيح بحيث ستتطور المملكة وستنافس الدول الكبرى صناعيا وتجاريا واقتصاديا بسبب هذا المشروع؟

إننا نطالب وزارتنا الموقرة بإعادة النظر في هذا المشروع نظرا إلى الأمور السلبية الكثيرة المترتبة عليه، ونحن إذ نقول ذلك لا تهربا من المسؤوليات، وإنما من أجل المصلحة العامة التي تصب في مصلحة الوزارة وفي مصلحة المدرس وفي مصلحة الطالب في الوقت نفسه، متمنين لوزارتنا الغالية ولجميع موظفيها دوام التوفيق والنجاح، وتقبلوا منا خالص الشكر والتقدير والاحترام.

مجموعة معلمين