الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٥ - الأحد ١٩ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


سفن حربية إيرانية دخلت البحر المتوسط





طهران - الوكالات: أرسلت إيران بوارج إلى البحر المتوسط لـ«إظهار قوة» الجمهورية الإسلامية في وقت بلغ التوتر مع إسرائيل ذروته على خلفية الأزمة النووية الإيرانية والاعتداءين الأخيرين على سفارتي إسرائيل في الهند وتايلاند.

وأعلنت إسرائيل أنها تتابع «من كثب» هذه العملية، وهي الثانية من نوعها منذ الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩ بعد عملية أولى في فبراير .٢٠١١ وأعلن قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية أن سفنا حربية إيرانية دخلت أمس السبت البحر المتوسط بعد عبورها قناة السويس.

ولم يذكر سياري تفاصيل عن عدد وطبيعة السفن المشاركة في هذه العملية، مكتفيا بالقول إنها تهدف إلى «إظهار قوة جمهورية إيران الإسلامية».

والسفن التي عبرت قناة السويس السبت قد تكون المدمرة شهيد قندي وسفينة التموين خارك اللتين أعلنت الصحف الإيرانية مطلع فبراير أنهما ستتوقفان أياما في مرفأ جدة السعودي.

وخلال المهمة الأولى للبحرية الإيرانية في المتوسط في فبراير ٢٠١١، توجهت بارجتان هما خارك والفرقاطة الوند إلى سوريا، وتحديدا إلى ميناء اللاذقية قبل أن تعودا إلى البحر الأحمر ثم إلى إيران.

وأثار هذا التحرك الإيراني الأول منذ ١٩٧٩ عبر قناة السويس ردا حادا من جانب إسرائيل التي اعتبرت أنه «استفزازي»، ووضعت بحريتها في حال استنفار.

من جانبها، وجهت الولايات المتحدة تحذيرا إلى السفن الإيرانية، داعية إياها إلى «التزام القوانين الدولية وعدم القيام بأي عمل من شأنه تعريض الأمن» للخطر. وصرحت مسؤولة في وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس السبت «سنتابع عن كثب تنقل السفينتين للتحقق من أنهما لن تقتربا من السواحل الإسرائيلية»، رافضة إعطاء مزيد من التفاصيل.

وتأتي المهمة الإيرانية في المتوسط في وقت تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران على خلفية برنامج طهران النووي والاعتداءين الأخيرين على سفارتي إسرائيل في الهند وتايلاند واللذين نسبتهما إسرائيل إلى إيران. وتتهم الدول الغربية وإسرائيل إيران بالسعي إلى حيازة سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، الأمر الذي تنفيه طهران.

وتكررت في الأسابيع الأخيرة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تحدثوا عن احتمال توجيه ضربة إلى المنشات النووية الإيرانية. وردت طهران بالتهديد بضرب إسرائيل وكذلك القوات الأمريكية في المنطقة وبإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي بالنسبة إلى حركة نقل النفط.

ولدواع سياسية وعسكرية، عمدت إيران منذ عامين إلى توسيع انتشار بحريتها في عرض البحر بعدما كانت تكتفي بالدفاع عن السواحل الإيرانية شرق مضيق هرمز.

وفي هذا الإطار، كثفت البحرية الإيرانية عملياتها في بحر عمان وخليج عدن، وخصوصا لحماية السفن الإيرانية من القراصنة الصوماليين الناشطين في تلك المنطقة.

وتنشر طهران في شكل دائم بارجتين على الأقل واكبتا حتى الآن أكثر من ١٣٠٠ سفينة تجارية وخاضتا أكثر من مائة مواجهة مع القراصنة. وفي الصيف الفائت، نشرت إيران للمرة الأولى إحدى غواصاتها «كيلو» وأعلن الأميرال سياري نيته إرسال بوارج إلى الأطلسي في موعد وضمن مهمة لم يحددهما.

في الوقت ذاته أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الجمعة أن الطموحات النووية لإيران قد تؤدي إلى نشوب «حرب باردة جديدة» أشد خطورة من الحرب السابقة بين البلدان الغربية والاتحاد السوفيتي في الماضي. وقال هيج في مقابلة نشرتها صحيفة ديلي تلجراف البريطانية «إذا تمكنت إيران من الحصول على مقدرات عسكرية نووية، أعتقد أن دولا أخرى في الشرق الأوسط سترغب في تطوير أسلحة نووية». وأضاف «التهديد بحرب باردة جديدة في الشرق الأوسط سيكون كارثة على العالم».

ويوم الأربعاء، اقترح مسؤول عن ملف إيران للمفاوضات حول المسائل النووية سعيد جليلي على دول مجموعة ١+٥ (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا) الرد «في أسرع وقت» على المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني «في إطار احترام حق إيران في استخدام سلمي للطاقة النووية».

إلى جانب ذلك قالت الرئاسة الأمريكية في بيان إن «مستشار الأمن القومي توم دونيلون سيزور إسرائيل من (السبت) ١٨ إلى (الاثنين) ٢٠ فبراير لإجراء مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين كبار حول ملفات عدة من بينها إيران وسوريا ومسائل أخرى تتعلق بالأمن في المنطقة». وجاء إعلان هذه الزيارة بينما عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن بعض التفاؤل بشأن احتمال عودة إيران إلى المفاوضات مع الدول الست الكبرى في العالم.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة