الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٩ - الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

التضامن ورحلة العمل الشاقة إلى مصاف كبار رجال اليد
مدربون وطنيون توالوا على تدريب الفريق وتركوا بصماتهم واضحة





التضامن من الفرق التي شقت لها طريقا نحو المنافسة على البطولات المختلفة على مستوى الفئات العمرية، وتقدم الفريق لاحقا إلى مصاف الكبار وأصبح التضامن بعد حين رقما من الصعب اجتيازه بسهوله مع وصول اللاعبين الشباب والناشئين إلى مرحلة الذروة والعطاء، وكانت البداية مع انتقال القرى القريبة إلى مرحلة دمج شملت كرزكان والهملة ودمستان، وكانت النية والطموح لدى الجميع أن يتوسع الدمج ليشمل المالكية إلا أن المالكية كان أكثر تحفظا في دخول الدائرة الأوسع، وانتظر حتى تتضح الرؤية ومدى الجدية من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة في دعم الأندية المندمجة.

رحلة الفريق الكبار

جاء التضامن إلى الدرجة الأولى بعد أن عاش طويلا في الدرجة الثانية وعانى الكثير قبل الوصول إلى الدرجة الأولى، وكان خلف ذلك جهود وطنية وأبناء القرية بالدرجة الأولى الذين عملوا الكثير من أجل الفريق واللاعبين، وبعد الدمج سارت اللعبة إلى الأمام بوتيرة متصاعدة مع تسلم مجموعة من المدربين النخبة مسئولية التدريب في الفريق والتفكير في صناعة صف ثان من اللاعبين الناشئين والشباب يكونون في المقدمة بعد سنوات عدة، وبالفعل دخل الفريق في عملية إحلال مبرمج بمساعدة اللاعبين الكبار الذين وقفوا وشجعوا الصغار على اللعب وتابعوهم وأرشدوهم إلى الالتزام في التدريب والاستماع إلى المعلومات، وكانت الحياة بسيطة وطلبات اللاعبين غير مكلفة في ذلك الحين وعمل التضامن على استقطاب أصحاب الخبرة من المدربين المتخصصين في إعداد الفئات العمرية وبناء القاعدة وعلى رأسهم شيخ المدربين رضا حسين الذي هجر النادي الأهلي بعد أن أرسى قواعده الصلبة، ومن الجانب الآخر عمل حسن الشيخ على مساعدة المدربين القادمين من خارج القرية برحابة صدر وبصدق وإخلاص إضافة إلى حسين الفردان بوعلي ودوره المؤثر في الجانب الإداري وبجانبه صادق الفردان وغيرهم من الإداريين الذين لا تحضرني ذاكرتي بأسمائهم الآن ومن خلفهم يوجد رئيس النادي مكي وباقي أعضاء مجلس الإدارة المعينين وبجانبهم منصور الفردان رئيس مركز شباب كرزكان الذي عمل على توحيد الجهود والمواقف خلف الفريق وتقديم المساعدات في الوقت المطلوب.

نخبة من المدربين

مر على تدريب التضامن نخبة من المدربين الوطنيين الذين تركوا بصماتهم واضحة على اللاعبين في الفريق، وساعدوا على تكوين الشخصية الفاعلة للتضامن وجلبوا المشجعين إلى صالات اللعبة وراء الفريق، وأشير إلى المدرب محمد المعتوق، حيث كانت البداية الجيدة في تكوين مفاصل اللعبة بالنادي على أسس علمية واضحة وفق استراتيجية بعيدة المدى في بداية مراحل الدمج الصعبة، وبعد أربع سنوات من عمل المعتوق تسلم المهمة في المرحلة الثانية المدرب الوطني القدير إبراهيم عباس الذي عمل على مدى سنتين على صقل المهارة وتقديم المواهب وتطوير القدرات ومساعدة اللاعبين الصاعدين على هضم متطلبات اللعب المحببة إليهم وتزويدهم بمهارة اللعب في مواجهة الفرق الكبيرة، ثم جاء دور المدرب الجزائري الذي عمل على تطوير الخبرات ومساعدة اللاعبين على اجتياز الخطوط الحمراء في مواجهة الفرق الكبيرة وأدخل الدفاعات المتقدمة والتشكيلات الهجومية المناسبة، وتمكن الجزائري من إيصال الفريق إلى مرحلة متقدمة من المستوى العالي مع الاستعانة باللاعب الكبير رائد بوحمود لقيادة الفريق وتسخير خبراته الميدانية داخل الملعب وتوجيه اللاعبين الذين هم بحاجة ماسة إلى التوجيه المباشر في كيفية تطبيق الطرق الدفاعية والهجومية الناجحة ومساعدتهم على تنفيذها بالشكل المطلوب، وتمكن التضامن بقيادة الجزائري من الفوز حينها على الفرق الكبيرة (النجمة والأهلي) ووصل الفريق إلى المركز الثالث في الدوري.

بروز المواهب على الساحة

تمكن التضامن عبر السنوات الماضية من تقديم مجموعة من اللاعبين المميزين إلى المنتخبات الوطنية، وأشير إلى أحمد يوسف وأمجد يوسف وعلي يوسف وعيسى سلمان ومحمد ميرزا وعلي ميرزا إضافة إلى محمد يوسف، وكان لهؤلاء اللاعبين صولات وجولات داخل الملاعب والمنتخبات الوطنية.

نجوم تلفت الأنظار

لفت لاعبو التضامن بمستوياتهم الكبيرة وأعمارهم الصغيرة أنظار الفرق الكبيرة التي سعت بإمكاناتها الضخمة إلى تقديم الإغراءات إلى لاعبي التضامن وعملت على استمالة رغباتهم في تقديم المال والوظيفة الممكنة، وكان عيسى سلمان حارس مرمى الفريق أول المغردين خارج الفريق حيث انتقل إلى اللعب مع النادي الأهلي، وبعد عدة سنوات توالت العروض على اللاعبين وانتقل محمد ميرزا نجم مركز الدائرة إلى الأهلي، وخرج علي ميرزا في رحلات احترافية مع الفرق في السعودية، وكذلك الحال مع اللاعب علي يوسف، ثم انتقل اللاعب حسن شهاب نجم الدائرة في النادي والمنتخب إلى صفوف النادي الأهلي مؤخرا، وأدخلت الإغراءات المستمرة الفريق في دوامة من الضغوط النفسية وأربكت حسابات الإدارة التي تعاني من قصور مادي في تعويض اللاعبين في حالة عدم الموافقة على انتقالهم.

البدر يقود التضامن

أكمل التضامن مسيرته التدريبية بعد اعتذار إبراهيم عباس عن قيادة الإدارة الفنية للفريق بالتعاقد مع المدرب الوطني القدير البدر ميرزا، وحاول البدر بما يمتلكه من خبرات ترشيد عقول اللاعبين ومساعدتهم على الانضباط في التدريبات والضغط على إدارة النادي لتقديم المساعدات والمكافآت الشهرية للاعبين حتى يتسنى لهم الالتزام بالحضور إلى تدريبات الفريق ومبارياته، ولكن الأمور أخذت مسارا مغايرا مع تراجع الحالة المادية للنادي وعدم قدرة الإدارة على إلزام نفسها بالمتطلبات المتزايدة من قبل اللاعبين.

البدر يغادر وقاسم طاهر البديل

استعان التضامن بقدرات المدرب الوطني قاسم طاهر الذي سبق له العمل على تدريب الفئات العمرية الصغيرة بالتضامن ونجح في قيادة فريق توبلي في الوصول إلى المركز السادس في عمر الدوري مع الأندية الكبار في اللعبة، إلا أن الظروف الاستثنائية التي عايشتها البحرين لم تترك للمدرب الوطني قاسم طاهر الفرصة الكافية للتدريب والحضور الملتزم للمباريات، وسارت الأمور في اللعبة بالبركة من دون متابعة قريبة مع انشغال إدارة النادي باهتمامات أخرى، ولم يقدم الفريق المستوى المطلوب خلال الموسم الماضي.

إبراهيم عباس يعود إلى الفريق

تسلم مهمات تدريب الفريق في الموسم الحالي المدرب الوطني القدير إبراهيم عباس قادما من تدريب الأهلي، حيث كانت القلعة الصفراء آخر معاقل عباس التدريبية، وتمكن عباس مع تسلمه المهمات التدريبية للتضامن من إعادة الحماس والرغبة في اللعب والطموح في الوصول إلى مصاف الستة الكبار في الدوري المحلي، وعلى الرغم من التحرك البطيء للاعبين نحو العودة إلى محطات التدريب والعمل على لم الصفوف فإن التضامن تمكن من الإطاحة بفريق الشباب واحد من الفرق الكبيرة في الدوري والاقتراب من المنافسة على دخول المربع الذهبي للدورة التنشيطية، إلا أن فارق الأهداف أعطى الاتفاق الأفضلية في التأهل إلى الدور الثاني، رغم ذلك نؤكد تحسن الجوانب الفنية والذهنية والبدنية للاعبي التضامن وأن الطريق مفتوح في المباريات الخمس المتبقية للوصول إلى الدورة السداسية مع الأندية الكبار متى ما صلح حال الفريق واستعاد لاعبيه النجوم المؤثرين الموقوفين عن اللعب بما يمتلكونه من خبرة ميدانية طويلة ومهارة عالية تمكنهم من قيادة الفريق إلى الفوز والتقدم إلى الأمام درجات.

الفريق يستعيد قوته الإدارية

استعاد التضامن قوته الإدارية مع رجوع حسين فردان أبوعلي إلى متابعة شئون الفريق واحتياجات اللاعبين وبجانبه فاضل عباس وغيرهم من الإداريين المساعدين، إذ الحاجة الماسة إلى هذا العدد الكبير من الإداريين في الوقت الحاضر لمتابعة الجوانب الإدارية والوقوف على المشكلات والمعوقات التي تواجه اللاعبين واللعبة وتسهيل مهمة الجهاز الفني للقيام بدورة بالشكل المناسب.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة