تابعت كغيري من عشاق كرة القدم المباراة التي جرت بين الناديين المعروفين ريال مدريد وسيسكا موسكو ضمن منافسات دوري الأبطال والتي انتهت بالتعادل ١/١ على غير المتوقع لكن الملعب (الصناعي) غير العشبي هو الذي أفسد المباراة وأطاح بنكهتها الكروية وأثّر بشكل كبير على أداء اللاعبين عامة ولاعبي ريال مدريد، في اعتقادي إن مثل هذه الملاعب التي يجيزها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للعب عليها هي عار وشنار للاتحاد الممتلئ أموالا حتى النخاع وهو لا يليق بهذا الدوري الأوروبي الأشهر والذي يقارب شهرته شهرة كأس العالم، صحيح أن مثل هذه الملاعب تقام للعب عليها خاصة إذا كانت الأجواء ممطرة أو ثلجية لكن أيها الأهم سلامة اللاعبين أم المباراة؟.

إن قلنا سلامة اللاعبين فهذه الملاعب تعرض اللاعبين لكثير من الإصابات وتمنعهم من تفجير طاقاتهم الإبداعية والدليل أن لاعبي ريال مدريد ومعهم لاعبي سيسكا موسكو لم يلعبوا بالشكل الممتع الذي يثير المتابعين لأن حركتهم تبدو بطيئة ويخافون التعرض للإصابات حتى التمرير العادي صار من الصعب السيطرة عليه ولا يستطيع اللاعب تمرير كرة لمسافة بعيدة كما لو كان الملعب من العشب الطبيعي، الكل شاهد فارق الأداء بين الفريقين حتى لاعبي سيسكا موسكو الذين اعتادوا اللعب على هذا الملعب لم يظهروا الفارق في المستوى لأن لاعبي ريال مدريد رغم صعوبة التحرك على أرض الملعب كانوا متفوقين من الناحية الفنية والتكتيكية والمهارية الفردية والجماعية لكن أرض الملعب لا تخدم أي لاعب ماهر.

الواقع إن على الاتحاد الدولي لكرة القدم إصدار قانون ومنع اللعب على مثل هذه الملاعب المثيرة للجدل لأنها أولاً تقتل اللعبة وثانياً تعرض اللاعبين المحترفين أصحاب الأسعار العالية للخطر والإصابات المخيفة، أنا واحد من الذين جربوا اللعب على الترتان وهو يختلف عن ملعب سيسكا موسكو لكن الخطورة قائمة على نفس الملعبين خاصة إصابة (الكارتليدج) وهي إصابة مخيفة لازلت أعاني تبعاتها حتى اليوم، مثل هذه الملاعب يمكن أن تصلح للتدريب لأنها تثقل حركة اللاعبين وبالتالي تزيدهم قوة في الحمل التدريبي المطلوب وتكسبهم اللياقة البدنية لكن الحذر من التدريب عليها بكرة القدم لأن الملعب لا يساعد على التحكم بالكرة أو رفع جرعات المهارات الفردية، إن الذين شاهدوا المباراة يتفقون معي على أن شكل المباراة ومضمونها كان ضعيفاً والسبب أرض الملعب.. أليس كذلك؟.