الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٠ - الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

التحقيقات

هدفه رأب الصدع

مجلس المنظمات الشبابية البحرينية.. يوحد الصف





بدأ الحراك الشبابي في البحرين يأخذ موقعا متميزا من خلال القيام بعدد لافت من الأنشطة والفعاليات التي تخدم شرائح المجتمع كافة، فهناك مجموعة من الشباب الناشط بدأ بوضع عدد من الأهداف والتصورات التي من شأنها أن تساهم في إعادة المجتمع على ما كان عليه في السابق من ألفة ومحبة وتعاون، فقد عمدت الجمعيات الشبابية المسجلة في وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية إلى توحيد مجال عملها من خلال مجلس شبابي يتولى الإشراف على الأنشطة التي تقوم بها الجمعيات المندرجة تحت هذا المجلس، فالمرحلة الحالية التي تمر بها البحرين تحتاج إلى وقفة حقيقية لرأب الصدع والعمل على إعادة اللحمة بين أوساط الشباب، وبالتالي فإن الأعمال التطوعية التي تقوم بها تلك الجمعيات وضعت نصب أعينها هذا الهدف من خلال إطلاق مجلس المنظمات الشبابية البحرينية ليعمل على تحقيق هذه التوجهات، حيث سيتولى العمل على تعزيز التنسيق والتواصل في الملفات المشتركة بين المنظمات الشبابية البحرينية، والدفاع عن مطالب وحقوق الشباب البحريني في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية كافة وغيرها، والعمل على إرساء مبدأ الشراكة بين المنظمات الشبابية من جهة وبين أجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية من جهة أخرى.

وذلك من خلال إشراك الشباب في المساهمة في وضع الاستراتيجيات الخاصة بهم بشكل مباشر، بالإضافة إلى حماية المنظمات الشبابية الوطنية ودعمها وتشجيعها على تبادل الخبرات والزيارات فيما بينها حيث يتم خلال تلك اللقاءات استعراض الأمور المهمة كافة التي يحتاج إليها الشباب البحريني بشكل عام والظروف التي تواجهها البلاد في الوقت الحالي بشكل خاص، كما يقوم أعضاء المجلس بالتواصل مع الجهات الرسمية لمساعدتهم على تبني مطالبهم ومرئياتهم بالإضافة إلى مراقبة ومتابعة المشاريع الرسمية التي تمثل الشباب، ورصد كل ما يدور على الساحة المحلية والعمل على إيجاد الفعاليات المناسبة له.

وقد انطلق مجلس المنظمات الشبابية بعد إقامة قمة الجمعيات الشبابية الثالثة التي ترأستها جمعية الشباب الديمقراطي البحريني ليكون نواة تعاون وتشاور مستمرين بين جميع الجمعيات الشبابية على مدار السنة ويهدف هذا المجلس بالشكل الأساسي إلى متابعة التوصيات التي تخرج بها القمة الشبابية في كل سنة والعمل على تحقيقها لكي تصب في مصلحة الشباب البحريني .

وقد جاء ترؤس جمعية البحرين الشبابية للمكتب التنفيذي للمجلس في هذه السنة وخروجها للعمل به قبل القمة فكرة جيدة خصوصا أن الشباب بحاجة ماسة وفي الوقت الحالي للعمل المتواصل والتوجيهات والإرشادات فالجمعيات تحوي هؤلاء الشباب لكي يتم صقل مواهبهم وقدراتهم وتنميتها ومن ثم العمل على إيصال هذه الكفاءات الشبابية إلى المناصب التي تساهم في ازدهار البحرين في المستقبل.

أهمية الشراكة المجتمعية

للتعرف أكثر على أهمية دور الشباب في ساحة العمل الاجتماعي أخبار الخليج التقت رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة السيد هشام محمد الجودر الذي أكد في بداية حديثه دعمه الكامل لجميع الجهود المبذولة من قبل الجمعيات الشبابية التي تصب في مصلحة توحيد جهود الشباب البحريني للارتقاء بالحركة الشبابية في المملكة التي حققت انجازات متميزة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مشيرا إلى أن تطلعات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة تشدد على أهمية الدور الذي يقوم به شباب البحرين في صون منجزات حركة التنمية وتعزيز المكتسبات التي حققتها المملكة بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة.

وأضاف قائلا: إن الشراكة بين المؤسسة العامة للشباب والرياضة باعتبارها قطاعا حكوميا والجمعيات الشبابية جزء من مؤسسات المجتمع المدني لتمثل نموذجا قويا لانصهار جميع الجهود في بوتقة واحدة يكون هدفها الأساسي إعلاء كلمة الشباب وتمكينه وإعطاءه الفرصة الحقيقية في المشاركة الفاعلة في عملية التنمية بشتى أنواعها، فالمؤسسة العامة للشباب والرياضة تحرص وبشكل دائم على الوقوف إلى جانب الجمعيات الشبابية وتقديم يد العون لها في المجالات كافة باعتبارها حاضنا مهما من الحواضن الشبابية التي ساهمت بشكل مباشر في دعم الجهود المبذولة لتمكين الشباب البحريني.

وأشاد الجودر بقمة الجمعيات الشبابية التي يتم من خلالها طرح العديد من القضايا التي تهم الشباب البحريني وتسهم في تأكيد دورهم الحيوي في المجتمع البحريني وتأثيرهم البارز في عملية صناعة القرارات الخاصة بهم لأن هذه القمة تمنحهم قوة بارزة من خلال توحيد جهودهم الرامية إلى تمكينهم وإعطائهم الفرصة الكبرى في تنمية البحرين في شتى المجالات.

وفيما يتعلق باللجنة التنفيذية التي تم تشكيلها برئاسة الأخ الشاب المبدع علي حسين شرفي تقوم بالدور المطلوب على أكمل وجه من ناحية التواصل مع الجمعيات الشبابية وتفعيل أدوارهم في إنجاح القمة المرتقبة، وقد لاحظنا الحراك التي تقوم به اللجنة في العديد من الجولات والزيارات والبرامج التي ساهمت في تقريب الجمعيات وتضافر الجهود، ومن الواجب هنا أن نثني على هذا الدور الكبير والمتميز ، متمنين لهم دوام التوفيق والنجاح.

الجدير بالذكر أن البحرين تمتلك عددا كبيرا من الجمعيات الشبابية مقارنة بدول المنطقة وهذا دليل واضح على الدور الباهر الذي يلعبه الشباب البحريني في دعم مختلف القطاعات في المملكة في ظل ما يواجهونه من تحديات جسام لا تتوقف عند حدود معينة خصوصا أن هذه التحديات تمس الجوانب الاقتصادية والفكرية والثقافية والاجتماعية مستحقين بذلك الثقة الكبيرة بقدرتهم على حمل مشاعل الأمل التي تنير طريقهم نحو فضاءات رحبة من الإبداع والمساهمة في صياغة مفردات التنمية الشاملة للمملكة.

تكثيف الجهود

ئوللتعرف على دور هذا المجلس وما هي الخطوات التي قام باتخاذها لرسم ملامح العمل خلال المرحة المقبلة أخبار الخليج تلتقي عددا من أعضائه من مختلف الجمعيات الشبابية.

فتحدث رئيس جمعية البحرين الشبابية والشباب العربي ورئيس مجلس المنظمات الشبابية البحرينية علي شرفي قائلا لقد حملت جمعية البحرين الشبابية على عاتقها القيام بأعمال المجلس قبل انعقاد القمة الشبابية لأنها تترأسه في هذا العام من أجل العمل على تكثيف جهود الجمعيات الشبابية وذلك فيما يتعلق بالقيام بعدد من الفعاليات والأنشطة المشتركة وتوحيد الجهود التي من شأنها أن تساهم في تحقيق الهدف الأساسي وهو إعادة اللحمة بين شباب البحرين، فكل ما سيقومون به سيكون له الدور الواضح والرئيسي في المجتمع وخصوصا في ظل الظروف الحالية التي تواجهها البحرين، ومن هذا المنطلق نود التأكيد للجميع أننا موجودون على ساحة العمل الشبابي وهذا الأمر يبدو واضحا من خلال الجهود التي يتم تسخيرها من خلال الفعاليات المتنوعة والموزعة حسب الخطط التي تم وضعها بشكل مسبق.

ولم تقتصر مهام عملنا على هذا الجانب فقط بل بدأنا بالعمل على فتح باب العضوية أمام الجمعيات الشبابية التي لم تنضم إلينا وتكثيف الجهود من أجل الرقي بالمجتمع وإظهار صورة العمل الشبابي الايجابية بشكل أكبر وأوسع.

ومن البرامج التي كان لها دور في تعزيز التعاون والتقارب بين الجمعيات الشبابية كافة المندرجة تحت المجلس فكرة إقامة سداسيات قمة الجمعيات الشبابية التي شاركت فيها ١٦ جمعية من أصل ٢٢ جمعية وهذا الأمر بحد ذاته مؤشر ايجابي على قدرة جمعية البحرين الشبابية على قيادة الحركة الشبابية وتفعيلها بالشكل الايجابي في المجتمع البحريني ونحن ندعو جميع الشباب لإثبات وجوده من خلال خدمة هذا الوطن المعطاء الذي يمدنا بما يحتاج إليه الشباب البحريني بل يسعى إلى إشراكه بشكل رئيسي في عملية التنمية المستدامة.

نحن موجودون

أمين سر جمعية البحرين الشبابية والشباب العربي والمنسق للمكتب التنفيذي للجمعيات الشبابية احمد بوحسن يؤكد ان العنصر الشبابي موجود على الأصعدة كافة بعيدا عن السياسية ويقول لقد قمنا بوضع استراتيجية للعمل نسير عليها حتى لا نكون مغيبين عن كل ما يحدث، فالبحرين بحاجة ماسة إلى العمل الجاد والمتواصل حتى تعود إلى ما كانت عليه في السابق، فنحن في المرحلة القادمة سنتولى القيام بالكثير من الفعاليات التي ستساهم في تحقيق الهدف المنشود، وعلى الجانب الآخر فإن الدعم المتميز من قبل رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الاولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد جعل لدينا مساحة شاسعة للتحرك والتكاتف مع جميع الأنشطة الشبابية التي تعمل من أجل خدمة الوطن.

وأضاف في الوقت الحالي بدأنا نعمل على لمّ شمل الجمعيات الشبابية وتوحيد فكرها وذلك من خلال وضع الخطط والبرامج ذات الأهداف التي سيكون لها الدور الأبرز في الارتقاء بالحراك الذي يهدف إلى تعزيز روح المواطنة ونبذ الطائفية بالإضافة إلى العمل على تهيئتهم تدريبيا سعيا إلى اخراج جيل شبابي إعلامي قادر على التعاطي مع المستجدات التي تطرأ على الساحة المحلية بشكل عاجل وإظهارها بالصورة الصحيحة بعيدا عن الانحياز لطرف من دون الآخر.

ومن الأهداف التي وضعها المجلس أيضا إخراج شباب واع قادر على رسم الحركة الشبابية التي تدعم المرحلة الإصلاحية لجلالة الملك بالإضافة إلى تذليل الصعوبات كافة التي قد تواجهنا خلال المرحلة القادمة، وبناء بيئة تعاون بين الجميع بهدف العمل على إبراز كيان الجمعيات الشبابية في المجالات كافة بل الترويج لكل الخدمات التي تقدمها والأنشطة والفعاليات التي تقوم بها، كما يتولى المجلس تفعيل مرئيات حوار التوافق الوطني وحوار الشباب من خلال التواصل مع الجهات المختصة بهذا الأمر.

ولا يمكن أن نغفل الدور المهم والرئيسي الذي تبذله الجمعيات في الفترة الحالية وهو العمل على رأب الصدع الذي حدث بين الشباب البحريني وذلك من خلال التنسيق مع الجمعيات الشبابية بتوجيه وإرشاد هؤلاء الشباب للطريق الصحيح لما من شأنه أن يساهم في دعم عملية التغير التي ينشدها الجميع خلال الفترة القادمة.

الفعاليات المشتركة

أما عضو المكتب التنفيذي أحمد الغسرة ممثل جمعية الشباب الديمقراطي البحريني فتحدث قائلا نعمل من خلال المجلس على التواصل مع بقية الجمعيات الشبابية وتنظيم عدد من الأنشطة المشتركة والمتماشية مع توجهات المجلس الرئيسية وهي النهوض بالعمل الشبابي بالإضافة إلى تنظيم عدد من ورش العمل التي لاقت استحسان عدد كبير من الشباب، لذلك تم وضع المزيد من الخطط التي تهدف إلى استقطاب شريحة واسعة من هذا الوسط بغض النظر عن اختلاف أطيافهم وتوجهاتهم، وكلنا أمل أن يتم الشروع فيها في القريب العاجل.

وعن أكثر ما يعوق تنفيذ هذه الخطط أو وضع المزيد منها هو موقع مبنى الجمعيات الشبابية الذي يقع في المنطقة القريبة من الأحداث التي يقوم بها بعض الخارجين عن القانون مما يدفعنا إلى الاجتماع بأعضاء الجمعية في خارج المقر الذي لا يحبذه البعض، ولكن وبالرغم من كل ما يحدث فإن هذا الأمر بلا شك لن يثنينا عن مواصلة نشاطنا بكل حب ورحابة صدر لأن هدفنا الأول والأخير جمع أبناء البحرين تحت راية واحدة هي اللحمة والمحبة بين الجميع.

توحيد الصف

أمين سر جمعية المستقبل الشبابية يوسف مبارك يقول لقد وجد المكتب التنفيذي للجمعيات الشبابية ليعمل على إبراز نشاط الشباب البحريني وتوحيد الصف بالإضافة إلى استحداث الأنشطة الجماعية الشبابية التي من شأنها أن تساهم في خدمة المجتمع البحريني، خصوصا أننا نسعى من خلال المكتب إلى تنفيذ الأنشطة على ارض الواقع، بالإضافة إلى إطلاق عدد من الحملات الوطنية التي من شأنها أن تسهم في إعادة اللحمة بين أبناء البلد الواحد، خصوصا أن أنشطتنا كافة موجهة للجميع ولا تقتصر على طائفة من دون أخرى، وعلى الرغم من أن الدعم في بعض الأحيان يكون غير كاف فإننا سنسعى جاهدين إلى تنفيذ مشاريعنا ورؤانا بكل السبل الممكنة خصوصا أننا نمتلك الكثير من الخطط والفعاليات.

ومن ضمن الخطط القادمة التي سنعمل على تنظيمها حملة تعارف بين جميع أعضاء الجمعيات الشبابية بالإضافة إلى جميع الشباب الطموح والمحب للمشاركة في مثل هذه الفعاليات فالمجال مفتوح أمام الشباب كافة الذين يمتلكون توجهات تهدف إلى خدمة البلد، فنعمل بذلك على تشجيع الشباب على الانخراط في الأعمال التطوعية وأي شاب يمتلك هوايات رائعة ومتميزة نقوم بمساعدته على صقلها وفي بعض الأحيان يتم تحويله إلى مركز الموهوبين، وعلى الجانب الآخر لدينا توجه نحو العمل على تسخير الهوايات السلبية وتحويلها إلى إيجابية لما من شأنه أن يساهم في الارتقاء بالبلد.

قلة الدعم

ويعتقد محمد المرباطي نائب رئيس نادي صناع الحياة أن قلة الدعم للشباب هي السبب الأول في الحد من أنشطة الشباب إضافة إلى وجود مقر الجمعيات الشبابية في موقع يضج بالأحداث اليومية مما يصعب عملية التردد عليه والقيام بالأنشطة المتفرقة بكل حرية وخصوصا بعد رفع حالة السلامة الوطنية وهذا الأمر جعلنا نتوجه إلى الأماكن المفتوحة لتحقيق أغراضا الرئيسية.

ويضيف مع وجود الأنشطة التي نقوم بها من خلال المكتب التابع لمجلس الشباب فإننا سنكون قادرين على تقديم عدد من الفعاليات خلال الفترة القادمة، كما سنعمل على تعزيز مفهوم العمل التطوعي لدى الشباب لأن البحرين باتت بحاجة ماسة إلى تسخير قدراتهم وطاقاتهم كافة لخدمتها.

ووجه المرباطي شكره وتقديره لجمعية البحرين الشبابية على ما تبذله من جهود جبارة ومستمرة من اجل لم الصف الشبابي وما إقامة سداسيات قمة الجمعيات الشبابية لكرة القدم إلا أولى الخطوات لدمج توجهات الجمعيات الشبابية في منهج واحد يمكنها من العمل بتأثير اكبر وأسرع في شريحة الشباب في مجتمع البحرين.

التنسيق بين الجمعيات

ويرى يحيى المخرق رئيس جمعية الشبيبة البحرينية ان وجود هذا المكتب سيلعب دورا كبيرا في التنسيق بين الجمعيات الشبابية كافة لتوحيد أنشطتهم وفعالياتهم في الأوقات كافة وبمختلف الظروف، خصوصا أن الشباب البحريني بحاجة ماسة إلى لمّ الشمل بعد الأحداث الأخيرة التي عصفت بالبلاد، فالفعاليات المشتركة سيكون لها دور واضح في إعادة لمّ الشمل، خصوصا أن العمل على جمع جميع أبناء البلد تحت راية واحدة هي حب الوطن والعمل من أجل الارتقاء سيسهم وبشكل كبير في بذل المزيد من الجهود للارتقاء به.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة