الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٣ - الاثنين ٢٧ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٥ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

المال و الاقتصاد

في التقرير الأسبوعي لـ « ساكسو بنك»:
تصاعد حالة الهلع في أسواق النفط .. ودعم الإنتاج الليبي غير كافٍ





شكلت التوترات في الشرق الأوسط وتراجع الدولار وسهولة الحصول على الأموال مقابل أسعار فائدة تصل إلى الصفر وأسواق الأوراق المالية الأكثر قوة جميعها عوامل ساعدت السلع على تحقيق مكاسب جيدة هذا الأسبوع، حيث ارتفع مؤشر داو جونز للسلع «يو بي إس د» بنسبة ٢,٤%. وقد تمكنت جميع القطاعات من تحقيق المكاسب، فلم يكن من المستغرب أن تستمر الطاقة والمعادن الثمينة في النهوض بدور المساهم الرئيسي، في حين كان قطاعي الزراعة والمعادن الصناعية أكثر هدوءًا. أما الدولار، فقد ضَعُفَ أداؤه هذه الأسبوع؛ وخصوصا أمام اليورو بعد تلقي اليونان خطة الإنقاذ.

ارتفعت الفضة بنسبة ٦,٣% بعد خطوة فنية قوية عمومًا امتدت عبر المعادن الثمينة، وقد فاق أداء خام غرب تكساس الوسيط أداء خام برنت الذي ارتفع الى أعلى مستوى له في تسعة أشهر إلى ما يزيد على ١٢٠ دولار. وسوف يزيد مزارعو الولايات المتحدة المساحات المزروعة بالذرة إلى أعلى معدل منذ عام ١٩٤٤ من أجل الاستفادة من الارتفاع المستمر في الأسعار.

تصاعد الهلع

استمرت الحرب الكلامية بين إيران والدول الغربية، وبدأ المستثمرون والمستهلكون يخشون نهاية تتسم بالفوضى لتلك المواجهات. وقد تمكن مزيج برنت من التحرك بوضوح وتحديد مساره إلى ما فوق ١٢٠ دولار، مرتفعًا بذلك إلى أعلى مستوى له على مدى تسعة أشهر، وخصوصًا بعدما قوبلت المخاوف بشأن الإمدادات بمخاوف بحدوث تباطؤ لاحق في الاقتصاد العالمي قد يقلص من حدة الطلب، تمامًا مثلما حدث فترة اندلاع النزاع الليبي وبعده العام الماضي. في هذه الأثناء، ارتفع سعر النفط الخام المثمن بكل من اليورو والجنيه الإسترليني إلى ما فاق الذروة التي حققها عام ٢٠٠٨، مشكلاً في الوقت الراهن مشكلة جديدة بالنسبة الى الاقتصادات الأوروبية التي تكافح بالفعل مع أزمة الديون.

الإنتاج الليبي

مازال معظم التركيز والتوتر متمحورًا حول إيران ونواياها، إلا أن الضرر الفعلي في الوقت الحالي قادم من الانقطاع الحقيقي في الإمدادات من الدول الأصغر في أوبك مثل اليمن وجنوب السودان وسوريا. وعلى الرغم من الأنباء بشأن مخطط ليبيا لتصدير نحو ١,٢ مليون برميل في فبراير، بالمقارنة مع حوالي ٩٧٠ ألف برميل في يناير، فقد أدت هذه الأحداث مجتمعة إلى انخفاض كبير في الإنتاج.

وقد أسهمت هذه الأحداث الجيوسياسية في تفاقم حدة المنافسة لتسليم العقود الآنية من خام برنت ونتيجة ذلك اندفع المنحنى الأمامي بشكل حاد نحو الميل إلى التراجع. ويوضح الرسم البياني أدناه كيفية تركز الضغط على المنحنى التصاعدي لسعر خام برنت في الجزء الأمامي من المنحنى مع التحرك لأعلى بقيمة ١٣,٧ دولارا في إبريل عام ٢٠١٢ خلال الشهر السابق، في حين كان الارتفاع في الأسعار الآجلة أقل من ذلك بكثير.

ارتفاع الذهب بمساعدة البلاتين

واصلت أسعار الذهب صعودها لترتفع إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر بعد أن اجتازت عقبة فنية فقط فوق مستوى ١,٧٦٠ دولار. وقد تبعت الفضة ذات المسار وانتقلت خلال ذلك مرة أخرى إلى ما فوق المتوسط المحسوب على مدى ٢٠٠ يوم. وقد تأثر هذا التحرك بشكل كبير بعمليات الشراء الفنية التي تمسكت بها صناديق التحوط وغيرها. أما أسباب ارتفاع الذهب فقد يعزوها البعض إلى تزايد القلق بشأن تطور الوضع في أسواق النفط، إلا أن ذلك ليس مرجحًا، حيث إن الأزمة المحيطة بإيران كانت معروفة، وتصاعدت تدريجيًا منذ ديسمبر مع عدم وجود طلب واضح للحصول على مزيد من الذهب نتيجة لذلك. وقد ذكرت التقارير أن الطلب الفعلي من الصين والهند قد كان في الواقع ضعيفًا خلال الأسبوعين الماضيين، لذلك غاب الدعم القادم من هذا الجانب أيضًا.

وساعد سوق البلاتين المحدود جدًا نسبيًا إلى دفع الذهب نحو الارتفاع، حيث اقترب فارق السعر بين المعدنيين من التعادل للمرة الأولى منذ خمسة أشهر. وقد أدى النزاع العمالي غير القانوني الذي استمر على مدى أربعة أشهر في مناجم جنوب إفريقيا- أكبر منتج في العالم للبلاتين- إلى زيادة احتمالات وجود نقص في كميات البلاتين، وخصوصًا بعد أن أعلت شركة التعدين أنها تواجه عجزًا بنسبة ٥٠% في عقود تسليم ابريل.

وفقا للمحللين، لا تزال التوقعات على المدى الطويل حول إمدادات البلاتين تشير نحو وجود فائض. وعلى هذا الأساس يبدو أن هناك بعض التردد في دفع سعر البلاتين إلى ما فوق سعر الذهب مما ساعد بدوره الذهب على تجاوز المقاومة. بعد عمليات البيع بسعر ١,٧٦٣ دولار للأوقية، سوف يتطلع التجار الآن في اتجاه الارتفاع المحقق في شهر نوفمبر عند مستوى ١,٨٠٣ دولار باعتباره ارتفاعًا ممكنًا في ظل التحرك الحالي، في حين يمكن الحصول على الدعم عند مستوى ١,٧٥٠.

صناديق التحوط

يبدو أن المستثمرين المحترفين من أمثال صناديق التحوط ماضون في البحث حاليًا عن فرص أفضل في قطاعات الأسهم وغيرها من المنتجات، ولايزالون غير منخرطين بشكل كامل في حركة الانتعاش الحالية، وذلك حسبما أظهرته البيانات الأخيرة في الولايات المتحدة. هذا وما تزال استثمارات المضاربة في العقود الآجلة في بورصة كومكس في نيويورك منخفضة بحوالي ١٠,٥ ملايين أوقية بالمقارنة مع ذروة شهر أغسطس وانخفضت بعض الشيء الأسبوع الماضي أيضًا بعد خمسة أسابيع متتالية من تزايد المراكز الطويلة. وقد عادت الصناديق المتداولة في البورصات والتي تستخدم في المقام الأول من قبل المستثمرين الأفراد والمستثمرين على المدى الطويل إلى الذروات الأخيرة حيث يتم الاحتفاظ حاليًا بحوالي ٢,٣٩٢ طن متري لدى موردي أكبر صندوق متداول في البورصة. وسيتم توفير الدعم للذهب على المدى القريب من ضعف الدولار، والمخاوف بشأن التضخم ذي الصلة في قطاع النفط، مصحوبًا بالتوترات في الشرق الأوسط.

زراعات الذرة تتزايد

سيكون المزارعون الأمريكيون مشغولين هذا العام، وذلك بعد أن قدرت وزارة الزراعة الأمريكية حصد أكبر كمية من المحاصيل تم تسجيلها منذ العام ١٩٤٤، وسوف تساعد كمية المحاصيل هذا العام على دفع الدخل الزراعي في الولايات المتحدة ليصل إلى ثاني أعلى نسبة دخل بين قطاعات الدخل الأخرى. إن ارتفاع الإنتاج الذي يصاحبه انخفاض في إنتاج المحاصيل في أمريكا الجنوبية يبشر بالخير بالنسبة للصادرات في العام التسويقي المقبل، وهو ما سيساعد عموماً على إبقاء الأسعار تحت السيطرة على اعتبار أن المخزون في هذا القطاع مستمر في الزيادة. لقد أدت حالة عدم اليقين فيما يتعلق بالإنتاج في أمريكا الجنوبية إلى ارتفاع جديد في أسعار فول الصويا على مدى خمسة أشهر وإلى تفوق الذرة بأكثر من ١٠% منذ بداية العام. ومن المحتمل أن يتأثر بعض المزارعين بهذا الوضع ويتخذون قرارًا بالتوجه نحو زراعة فول الصويا بدلاً من الذرة. إن «معركة المساحة» هذه سوف تزيد من التركيز على علاقات الأسعار بينما نقترب من فصل الربيع.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة