الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٤ - الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٦ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


واجبنا حمايتها ونشرها





الخبر الذي يشغل العالم الإسلامي اليوم، وربما العالم بأسره يتعلق بإعلان الأتراك عثورهم على نسخة نادرة من الإنجيل وردت فيها البشارة بقدوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى الرغم من أن هذا الأمر معروف في ديننا الإسلامي منذ قرون طويلة فإن نبأ العثور على نسخة أصلية غير محرّفة من الإنجيل له دلالات دينية عميقة وسيؤدي إلى تغيرات سياسية كبيرة وقد يؤدي إلى تسريع المشروع الصهيوني لغزو دول المشرق الإسلامي وإقامة إسرائيل الكبرى التي تمتد من الفرات شرقا إلى النيل غربا، على أنقاض الدول العربية والإسلامية في المنطقة.

الخبر الذي نشره موقع «العربية.نت» يوم أمس الأول جاء فيه أنه «عُثر في تركيا على نسخة نادرة من الإنجيل مكتوبة باللغة الآرامية تعود إلى ما قبل ١٥٠٠ عام، تشير إلى أن المسيح «عليه السلام» تنبأ بظهور النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» من بعده. ومازال هذا الحدث يشغل الفاتيكان، فقد طالب البابا بنديكتوس السادس عشر بمعاينة الكتاب الذي بقي في الخفاء أكثر من ١٢ عاما، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. وقال وزير الثقافة والسياحة التركي «أرطغول غوناي» إن قيمة الكتاب تقدر بــ ٢٢ مليون دولار، حيث يحوي نبوءة المسيح بظهور النبي محمد، ولكن الكنيسة المسيحية عمدت إلى إخفائه طيلة السنوات الماضية لتشابهه الشديد مع ما جاء في القرآن الكريم بخصوص ذلك. ويتوافق مضمون هذه النسخة من الإنجيل مع العقيدة الإسلامية، حيث يصف المسيح بأنه بشر وليس إلهاً يُعبد، فالإسلام يرفض الثالوث المقدس وصلب المسيح، ويتضمن الإنجيل أيضا أن عيسى تنبأ بظهور النبي محمد من بعده. وجاء في نسخة الإنجيل أن المسيح أخبر كاهناً سأله عمن يخلفه، فقال: «محمد هو اسمه المبارك، من سلالة إسماعيل أبي العرب». وذكر غوناي أن الفاتيكان طلب رسميا معاينة الكتاب الذي أصبح بحوزة السلطات التركية، بعد اختفائه عام ٢٠٠٠ بمنطقة البحر المتوسط في تركيا، واتهمت حينها عصابة من مهربي الآثار بسرقته خلال الحفريات غير الشرعية وتتم محاكمتهم حاليا» انتهى.

أقول: الهجمة على عالمنا العربي والإسلامي بدأت منذ فترة طويلة، لكنها اشتدت في بداية القرن الميلادي الجديد قبل ١٢ عاما، أي في نفس وقت العثور على نسخة الإنجيل الأثرية النادرة المذكورة في الخبر أعلاه، ما يطرح فرضية أن الغرب بدأ تكثيف حملته العسكرية وتسريع تنفيذ مخططاته التفتيتية لدول المنطقة بعد العثور على تلك النسخة مباشرة، خوفا من تغير مواقف الرأي العام الغربي المسيحي حيال العرب والمسلمين ودولهم إذا اكتشف تلك النسخة غير المحرّفة من الإنجيل التي تؤكد صدق رسالة النبي محمد على لسان المسيح نفسه، ما يعني دخول ملايين المسيحيين في الإسلام أو على الأقل وقوفهم ضد مشروعات حكوماتهم المنساقة وراء الصهيونية العالمية والمنقادة لمخططاتها وأطماعها في المنطقة العربية أرضا وثروات.

أيا كان الحال فإن من واجب الإعلام العربي والإسلامي تكثيف حملته الإعلامية لنشر خبر العثور على تلك النسخة من الإنجيل في جميع أنحاء العالم بشتى الوسائل، لكشف الحقيقة المغيّبة عن العالم الغربي المسيحي طوال قرون من الزمان، كما يجب على حكوماتنا تقديم الدعم والمساندة بكل أشكالهما للحكومة التركية لحماية هذه النسخة النادرة من الإنجيل من أيدي الفاتيكان وبابواته الذين سيسعون بكل ما أوتوا من قوة لتدمير تلك النسخة أو على الأقل الاستماتة في تكذيب محتواها وتصويره على أنه مؤامرة من قبل المسلمين لتبرئة أنفسهم من تهمة الإرهاب العالمي.





salah_fouad@hotmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة