الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨١ - الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


نحتاج معارضة رشيدة





في حديث جلالة الملك المفدى لمجلة (دير شبيجل) الألمانية الذي نشرته يوم أمس أكد جلالته أنه ((لا توجد معارضة موحدة في البحرين، أي بمعنى كتلة موحدة تحمل نفس الأفكار، بل لدينا فقط أناس يحملون آراء مختلفة، وهو ما يمثل سمة جيدة)).

حقا، إن وجود أفكار متعددة ووجهات نظر متباينة في المجتمع الواحد ضروري لتطوره وتقدمه، ولهذا فإن الإسلام أمر بالشورى فيما يخص الشئون العامة، وحض على استشارة الآخرين حتى في الشئون الخاصة، أي فيما يتعلق بحياة المرء داخل أسرته، إذ أن التشاور بين أفراد الأسرة وبين أفراد المجتمع يؤدي إلى تداول أفكار متعددة وطرح اختيارات مختلفة توسع المجال أمام متخذي القرار وتمكّن من تلافي الأخطاء وسد النواقص، ومن هذا المنطلق فإن وجود معارضة رشيدة في أي بلد في العالم مطلوب بشدة، لطرح أفكار مختلفة عما تطرحه الحكومة، ولتكون العين الناقدة لأداء مختلف السلطات، والأداة الموصلة لاحتياجات الناس ومتطلباتهم، لكن بشرط أن تكون معارضة حكيمة تحرص على مصلحة البلاد والعباد، لا أن تستخدم حرية الرأي والتعبير وحرية إنشاء الأحزاب أو الجمعيات السياسية لتحقيق أغراض شخصية لقادتها أو لتنفيذ مخططات تخدم دولا أجنبية، لأن هذا معناه (الخيانة العظمى) للبلد حكومة وشعبا، ولا يخفى عن أحد عقوبة الخيانة العظمى في أي بلد في العالم.

كم كنا نتمنى أن تكون لدينا في البحرين معارضة رشيدة تخدم الصالح العام، فتكون عين الشعب على أداء الحكومة، ولسان الشعب المتحدث باحتياجاته والمدافع عن حقوقه من دون أي تمييز طائفي، لكن مصيبتنا أننا ابتلينا بمجموعة من أصحاب المصالح الخاصة والأغراض الطائفية تمكنت من القفز على كرسي قيادة المعارضة بمساعدة ملالي إيران الذين نصّبوهم زعماء دينيين وقادة مذهبيين لتضليل عامة الناس داخل البحرين وخارجها، بدعم من قنوات فضائية إيرانية طائفية الهوى والمنهج والهدف، فقاموا بتشويه صورة النظام الشرعي الحاكم في البحرين أمام برلمانات الدول المتقدمة وأمام الرأي العام العالمي بمساندة منظمات أمريكية صهيونية التخطيط والتمويل، ليصب كل ذلك في النهاية لصالح هدف واحد أساسي هو تقويض السلم الأهلي في البحرين وإدخال البلاد في نفق الفوضى الشاملة لإسقاط نظامها الشرعي الحاكم وتقديمها لقمة سائغة لإيران تنطلق منها لتقويض الأمن في الكويت والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية لدفع دول الخليج العربية نحو مواجهة عسكرية مع إيران تستدعي تدخل قوات دولية مثلما حدث في حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي في بداية التسعينيات من القرن الميلادي المنصرم، فيتم تدمير القوة الإيرانية من جهة وتمزيق بلادها إلى فسيفساء طوائفية مثلما هو حال العراق اليوم لتسهيل نهب ثرواتها والقضاء على قدراتها العلمية والصناعية إلى الأبد، وليتم من جهة أخرى استنزاف أموال ومدخرات دول الخليج العربية النفطية لتصب في جيوب الأمريكان والإسرائيليين الذين هم أول المستفيدين من تمزيق أوصال العالم العربي والإسلامي ونهب ثرواته.

انتبهوا أيها الغافلون في دولنا إلى ما يحاك ضدكم، ووحدوا صفوفكم خلف قيادتكم الحاكمة الشرعية الخليفية، وكونوا أعوانا لها في الإصلاح والتطوير بدلا من أن تكونوا معاول هدم لبلادكم ومن ورائها أمتكم بأسرها.





salah_fouad@hotmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة