شباب الملتقى الإعلامي يتحدثون إلى «أخبار الخليج»:
البحرين عاصمة الصحافة العربية.. لريادتها الإعلامية
 تاريخ النشر : الجمعة ٢ مارس ٢٠١٢
تحقيق: نوال عباس
اختيرت المنامة عاصمة الصحافة العربية لعام ٢٠١٢ من قبل ملتقى الإعلاميين الشباب العرب الذي عقد مؤخرا في البحرين، والذي اعتبره كثير من الإعلاميين رسالة تقدير عربية لمملكة البحرين لما لها من ريادة وتاريخ عريق في مجال الصحافة والثقافات الذي تقدمت فيه على كثير من دول مجلس التعاون.
وأكد المشاركون الشباب في الملتقى لـ(أخبار الخليج) أهمية الوصول إلى إعلام محايد لنقل الحقيقة بصورتها الصحيحة، ودور الشباب في التعامل مع الإعلام الاجتماعي الحديث لنقل الوقائع بشكل سريع ومتواصل، بينما أكد بعض الاعلاميين أهمية نقل هموم واحتياجات المواطن قبل كل شيء لتوفير الحياة الكريمة له، وأهمية تدريب وتأهيل الاعلاميين لمواكبة التطور والاهتمام بالإعلام المتخصص لما له من دور في جذب القارئ. كما لفتوا الانتباه إلى اختلاف الإعلام اليوم عن الأمس في اعتماده على التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي مما جعل فرصته لمواكبة الأحداث كبيرة وبتقنية متطورة.
جاء ذلك خلال التحقيق التالي:
رسالة الملتقى
خالد بورشيد «سفير الخليج العربي لملتقى الإعلاميين الشباب العرب» وضح دور الفعالية فقال: إننا نسعى من خلال الملتقى ومجموعة الإعلاميين من مختلف الدول العربية للوصول إلى الرسالة الاعلامية بشكلها الصحيح وان الإعلام المحايد ينقل الحقيقة كما هي، وتأكيد أن البحرين في طريقها لتجاوز أزمتها بالإضافة إلى أن الملتقى له فعاليات مدة سنة لخدمة هذه الرسالة.. وخاصة في ظل التطور الاعلامي الحالي الذي يختلف عن السابق الذي يعتمد على وسائل محدودة.
ونحن الشباب مرتبطون بالإعلام الاجتماعي والتكنولوجيا وهو ما جعل التفاعل مختلفا عن السابق مما أسهم في وصول الحدث الاجتماعي بشكل متواصل.
وقد اختيرت البحرين عاصمة للصحافة العربية لكونها من أوائل دول المنطقة التي انطلقت منها الصحف، فهناك أول صحيفة أسبوعية على يد عبدالله الزايد، وهناك كثير من المجلات والصحف التي مرت بها الصحافة بنقلات نوعية من خلال التطور الإعلامي حيث كانت هناك أربع صحف وازداد عددها بالإضافة إلى سعي البحرين إلى دعم الإعلاميين والحريات في الصحافة، وإعادة هيكلة شئون الإعلام، وأصبحت وسائل الإعلام الحالية تعتمد على الإعلام الاجتماعي الذي جعل من المواطن العادي صحفيا عن طريق الصور وتوصيل الخبر في لحظته.
دور الإعلاميين
فيصل الفريان «مدير الشئون المحلية في جريدة اليوم السعودية» أكد أهمية دور الاعلاميين الشباب في الوقت الحاضر في ظل الظروف الحالية والأزمات الراهنة فقال إن على الشباب ترجمة ما يريده المواطن والشعب وإرسال الحقيقة إلى المسئول وعدم الكتابة بألوان وردية ويجب أن يغطي الأحداث بشكل واقعي وينقل احتياجات المواطن حتى لا يتعرض لتهديد خارجي.
وأضاف: وللشباب دور إعلامي كبير في الوقت الحالي نتيجة تطور الاعلام وتسريع وتيرة المعلومة وبدء الحركة الاعلامية في ظل التواكب الإعلامي الذي جعل من المواطن صحفيا في ظل التواصل الاجتماعي من خلال مواكبة الحدث.
وطالب الفريان من الشباب الإعلامي أن يحاول تطوير نفسه ويكثر من كتابة هموم المواطن والمجتمع ونقل ما يحدث في العالم العربي بشكل عام وخاص من الثورات الصادقة التي تعبر عن هموم المجتمع وتنقل قضايا المواطنين الأساسية، والضغط على الجهات المسئولة على ارض الواقع. وعلى الشباب أن يثبت نفسه وحماية الداخل من خلال طرح الإعلام الصادق وتوفير الخدمات للمواطنين وان يكون الإعلام شفافا وقويا مما يمنع العدو من استهدافه والدخول إليه من خلال ثغرة صغيرة.
وأكد أهمية الإعلام المتخصص لمواكبة التطور التكنولوجي وخاصة في ظل وجود إعلامي متأخر في بعض الأمور وبالتالي ينعكس على ماهية المادة العلمية، فيجب على الجريدة ألا تجعل الدخل المادي سببا في استمرار الجريدة وجعلها بين مد وجزر.
رسالة من القدس
نجود عريقات (مقدمة برامج في تلفزيون فلسطين) كانت سعيدة بمشاركتها في الملتقى وقالت: الهدف الأساسي من مشاركتي هو نقل رسالة إلى ملتقى الإعلاميين الشباب العرب بأن تكون القدس عاصمة الصحافة العربية في السنة القادمة لتوجيه كل أنظار وعدسات الكاميرات العربية نحو القدس، وخصوصا بعد الهمجية الإسرائيلية الشرسة التي تتعرض لها المدينة المقدسة من قبل المستوطنين، بحماية قوات الاحتلال وتهديد القدس من خلال إحكام الحصار عليها.
وطالبت نجود الإعلاميين الشباب العرب أن يحضروا إلى فلسطين القدس ويروا الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون لنقله إلى العالم.
وعن الإعلام الحالي تقول: إنه يختلف بالنسبة إلينا كفلسطينيين رغم توافر التطور التكنولوجي والحرية الواسعة وسهولة التواصل مع المجتمعات الأخرى، التي ساعدت الربيع العربي بعد ان كان هناك كبت للحريات والكلمة، وذلك لأننا مازلنا على الاحتلال الفلسطيني ولا نستطيع أن نذهب إلى المناطق الخاضعة للاحتلال وبالتالي لا يمكننا أن نتابع الأحداث من هناك، لذلك نجد في وسائل الإعلام الرواية من منطقة القدس وأراضي ٤٨ رواية إسرائيلية، لأننا نمنع من الوصول إلى هذه المناطق، أو رواية تسيطر عليها الرواية الإسرائيلية وبذلك تكون زائفة.
ولكننا نحن الصحفيين نستطيع أن نتحرك داخل مناطق السلطة بكامل حريتنا من دون شروط الرقابة الحكومية ولكنها رقابة ذاتية ومن غير شروط من هذه المؤسسات.
الإعلام اليوم
وأكدت أفراح جمعة سالم (جامعة المملكة) في الفترة الحالية أصبح كثير من الشباب يطلع على الصحف ووسائل الإعلام المختلفة ليتعرفوا إلى أزمات الدول والثورات لمواكبة الأحداث والاطلاع على آخر المستجدات.
وللإعلام الحالي دور كبير في ذلك، فنجد أن الصحافة السابقة تهتم بالشأن العالمي والمحلي ولكن بعد الأزمات نجد أن الصحافة تتعرض للقضايا المحلية أكثر.
وتقول: نحن الشباب رؤيتنا تختلف للإعلام اليوم لأننا نعيش عصر التكنولوجيا والتواصل مما سهل علينا العملية الإعلامية التي أصبحت أفضل من السابق، ولكن ذلك يزيد من عبء نقل الأخبار المباشرة سريعا وبمصداقية. كذلك أصبحت القنوات الفضائية اكثر شفافية وبدأت تنقل الأحداث وتسمع لجميع الأطراف.
تكنولوجيا الإعلام
هاجر عبدالرحمن شهاب (رابعة إعلام، جامعة المملكة) أوضحت أن الإعلام الحالي يلعب دورا كبيرا في هذه الفترة نتيجة تقدم التكنولوجيا وسهولة التواصل بين الناس عن طريق التوتير والفيس بوك وأصبحت الصحف تواكب الأحداث بشكل أسرع، وقالت: على الصحفي أن يتأكد قبل نشر الأخبار بسرعة لتقديمها إلى القارئ لتعود إلى الإعلام مصداقيته.
وأوضحت هاجر أن سبب اختيار البحرين عاصمة للصحافة العربية راجع لاهتمام البحرين بالثقافة والإعلام وزيادة الصحف وتطورها من خلال مواكبتها للأحداث.
وأكدت أسماء سالم البطاطي (علاقات عامة- الكلية الجامعية) المملكة العربية السعودية، أهمية دور الإعلاميين في توعية الشباب في الوقت الحاضر وخاصة في التجمعات والميادين المختلفة لنقل ثقافة البلاد من خلال تعبير الشاب عن نفسه وذاته ومطالبه بطريقة صحيحة وخاصة مع سهولة تواصل الشباب مع المجتمع، مما جعل الإعلام أقوى من السابق من حيث المصداقية والمشاهد الحية.
وأكدت أن اختيار مملكة البحرين عاصمة للصحافة العربية لتوافر العديد من الجاليات العربية في البحرين والتي تعيش تحت سقف واحد بسلام. بالإضافة إلى توافر الكثير من الصحف الرائدة فيها وطيبة أهلها الذين يستحقون هذا التقدير.
خصوصية الخليج العربي
ود. خليفة علي السويدان حصل على جائزة أبرز برنامج تلفزيوني (خطوة) وهو أستاذ في جامعة الإمارات في التربية وعلم النفس، أكد أن دول الخليج العربي تمتلك خصوصية تختلف عن الدول العربية رغم أنها تشترك معها في أمور عديدة منها الهوية والتاريخ المشترك والعادات والتقاليد والدين ولكن دول الخليج تتميز بعلاقة الأسرة الحاكمة بالمواطنين، لأنها تحكم دولا صغيرة وهذه السمة ليست متوافرة في أي دولة عربية أخرى. كذلك دول الخليج شهدت تنمية لم تشهدها دول عربية أخرى، هاتان النقطتان تقودنا إلى أهمية أن لا يفوتنا قطار الربيع العربي لكن بتكيف خليجي، لان العالم ينظر إلى دول الخليج وماهي الخطوات التي ستقوم بها والعلاقة بين الحاكم والمحكوم وتوسيع المشاركة الشعبية ودولة القانون، والحريات العامة ومؤسسات المجتمع المدني، هذه الجوانب تحتاج إلى إعادة نظر بما يتناسب مع خصوصياتنا لان العالم يتغير وإذا لم نبدأ بالتغيير فقد نجبر على ذلك.
وعن دور الإعلام اليوم يقول: إنه يهيئ المناخ العام في المجتمع الخليجي للمستقبل عبر القنوات المختلفة والمسموعة والمرئية ويبني لدى الجيل القادم مهارات الفكر البناء التي تجعل كل مواطن خليجي عنصرا بناء في مجتمعه وبعيدا عن طرائق التفكير الهدامة التي جعلت البعض معول هدم في مجتمعه.
ونصح السويدي الشباب بألا يتأثر بعقليات الإعلاميين الكبار والمخضرمين لأنهم يمثلون عصرا يختلف عنهم، والمطلوب من الشباب الذين سيدخلون عالم الإعلام الحديث أن يفكروا خارج الصندوق لان الأعراف والتقاليد التي ورثت من الإعلام القديم لن تمكن الإعلامي الشاب من مجاراة عصره.
وأشاد سويدان باختيار البحرين عاصمة للصحافة العربية لأنها ربيع الثقافة والعلم والاقتصاد في منطقة الخليج والتعليم والإعلام ولأن البحرين لها الريادة في الصحافة قبل دول الخليج مما جعل الشباب المثقف يزداد فكرا وثقافة لذلك فإن اختيارها يعتبر من باب إقرار الحق التاريخي للبحرين.
وقال: لقد استفاد الإعلام الحالي من الثورات، فهناك من نجح في اقتناص الفرص وهناك قنوات قائمة تغرد خارج السرب، وهناك قنوات بين الفئتين والذي نجح في الساحة هو الإعلام المتخصص الذي يبحث عن الخبر المتخصص والتحليل ويعطيه فرصة لينمو بسرعة وبالذات في ظل التواصل الاجتماعي الحديث.
ويجب على الإعلام ألا يدخل في مصيدة الإعلان ويبحث عن موارد اقتصادية جديدة وان يستفيد من الإعلان بشرط أن يبحث له عن موارد مالية أخرى.
وعن تأثير الاحداث على الإعلام يقول راشد العريمي رئيس تحرير جريدة الاتحاد الإماراتية: إن الإعلام أدى دوره رغم كل الظروف فنزاهته ومصداقيته لا تتغير لا تنخفض ولا ترتفع، والأخبار تنشر بحسب طبيعة المؤسسة الإعلامية فهناك بعض المؤسسات سياسية والبعض ترفيهية والأخرى ثقافية.
والظروف الأخيرة التي مرت بها البلاد جعلت قناعاتنا تزيد بالحرص على تأكيد الثوابت الأساسية لدينا في ممارسة وتأكيد مبادئ جوهرية للصحافة مثل الحرية المسئولة (أمانة الكلمة) ودقة النقل وغيرها من العوامل المهنية، التي تشكل المصداقية في العمل الصحفي، كذلك وسائل التقنية الحديثة في نقل الخبر والمعلومة أنقذت عالم القراءة في مجتمعاتنا العربية فلم نكن نشاهد الكثير من اليافعين من الشباب والمراهقين يقرأون الصحف، ولكنهم اليوم يلجأون إلى الإنترنت، وقد ساهمت الأحداث الأخيرة في الوطن العربي في جعل الشباب يشاركون بفعالية في قراءة الخبر والتواصل معه عبر هذه التقنية.
ولا أعتقد ان ذلك سيؤثر في وسائل الإعلام الأخرى لأن الراديو استمر رغم ظهور التلفاز والصحافة الورقية استمرت رغم توافر الصحافة الالكترونية ووسائل الاتصال الحديث ولكن ستكون هناك أسباب أخرى تتعلق بالكلفة وصناعة الورق وقطع الأشجار وستؤثر على انتشار الصحافة الورقية.
وأشاد باختيار البحرين عاصمة للصحافة وقال: إن البحرين أول أرض خليجية أشرقت عليها الصحافة، وإقامة الملتقى على أرضها يعتبر تكريما لريادتها للصحافة الخليجية وهو مكسب للصحافة البحرينية أن لتكون المنامة عاصمتها وتقدم التشجيع والدعم الذي تستحقه.
وفي ظل تطور الإعلام الحالي سيكون للإعلاميين الشباب حظ كبير لأنه يعتبر ميلادا آخر للإعلام العربي ولديهم فرص كبيرة للتعلم، وتقع على عاتقهم مهمة الاستفادة منه والتدرب والتأهل المتواصل بغض النظر عن سنوات الخبرة لأن عالم القراءة عالم متجدد.
ضرورة التدريب
محمود مسلم «رئيس تحرير قناة الحياة» أكد ضرورة التدريب والتأهيل للإعلاميين من اجل مواكبة عالم الإعلام المعاصر ومواكبة الاخبار المحلية والعالمية. وخاصة أن الإعلام يتفاعل مع الشارع وليس مع الحكومات والمال، وستقوم مؤسسات المجتمع المدني بمراقبة الإعلام وتقييمه، والإعلام الأكثر مشاهدة يستلزم المصداقية والتفاعل مع المحيط ووسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة منه في تطوير وسائل الإعلام العربي مثل التلفزيون والإذاعة، وخاصة أن المواطن يلعب دورا كبيرا في الإعلام الحالي وتوصيل المعلومة كصحفي، ولكن يجب أن تطبق عليه المعايير المهنية فيما ينقله للتأكد من مصداقيته قبل نقله إلى القنوات الفضائية.
.
مقالات أخرى...
- خريجو الجامعات الاجنبية كيف يتعايشون مع المجتمع - (29 فبراير 2012)
- هدفه رأب الصدع مجلس المنظمات الشبابية البحرينية.. يوحد الصف - (24 فبراير 2012)
- رجال الأمن الشرفاء.. تعاملوا بحضارية عالية في أداء الدور الوطني المنوط بهم - (18 فبراير 2012)
- شرطة المجتمع تصارع الأحداث - (16 فبراير 2012)
- المناهج الإلكترونية.. هل تحل المشاكل التعليمية؟ - (15 فبراير 2012)
- بسبب الأحداث.. مشاريع معلقة.. وأخرى معوقة - (14 فبراير 2012)
- بعد عام دراسي صعب التواصل بين الأسرة والمدرسة.. هل يرفع المستوى التعليمي؟ - (11 فبراير 2012)
- رغم الأزمة.. إنجاز تلو الآخر البحرين عاصمة الثقافة والصحافة والسياحة العربية - (8 فبراير 2012)
- مركز الرحمة.. رؤية عصرية لرعاية المعوقين - (7 فبراير 2012)