ترقيم التعليم
 تاريخ النشر : الأحد ٤ مارس ٢٠١٢
صلاح فؤاد عبيد
قبل أيام معدودة نشرت الصحف العالمية خبرا تحت عنوان: (أردوغان يرقــّـم التعليم التركي ويقفز بتركيا نحو الحداثة) جاء فيه: «أشرف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم على الإطلاق الرسمي لمشروعه التعليمي الذي أسماه (مشروع الفاتح) تيمنا بالقائد العظيم (محمد الفاتح)، فبعد أن قامت الحكومة التركية بتوزيع الكتب المدرسية مجانا على طلاب مدارسها ها هي تقوم من جديد بتوزيع الحواسيب اللوحية المعروفة باسم (آي باد) مجانا على ١٥ مليون طالب ومليون مدرّس، مشتملة على برنامج (الفاتح)، وقامت كذلك بتركيب ألواح ذكية بدلاً من الألواح السوداء الاعتيادية (السبورة) في ٢٦٠ ألف صف مدرسي، ومن المتوقع أن يشمل التوزيع الولايات التركية الـ ٨١ جميعها خلال السنوات الأربع القادمة، لينقل أردوغان تركيا بذلك إلى عالم التقنية والحداثة)).
وأضافت الصحف: ((يعدّ مشروع الفاتح أكبر مشروع استثماري في مجال التربية والتعليم في تاريخ الجمهورية التركية، حيث قدرت كلفته بسبعة مليارات دولار. ويؤدي هذا المشروع إلى إنقاذ الطالب من حمل الكتب الكثيرة والثقيلة، إذ سيتمكن من الحصول على جميع الكتب المدرسية من حاسوبه اللوحي الخفيف الوزن جدا. ويتضمن المشروع تعليم الطالب باستعمال التركيبات الإلكترونية، والفيديوهات، والصوت، والصور، والخرائط، والرسوم البيانية، واللوحات، ولوحات الرسوم، والمقاطع التركيبية، وغيرها، حيث يحتوي على جميع احتياجات الطلاب من المعلومات وإجابات الأسئلة المعتادة للطلاب» انتهى.
أقول: بهذا الإنجاز التكنولوجي الكبير تكون تركيا أول دولة إسلامية في العالم تنجح في التحول إلى التعليم الإلكتروني الكامل، بالأفعال لا بمجرد الأقوال، وبخطوات فاعلة وليس ببطء السلحفاة، وبالنقلة النوعية الشاملة للتعليم النظامي وليس بمجرد التصريحات والتنظيرات الفارغة، وهذا يدل دلالة قاطعة على أن تركيا في ظل حكومتها الإسلامية مصرة على الانتقال نحو العصر التكنولوجي الرقمي بكل معاني الكلمة، وعلى نقل شعبها إلى مراتب الدول المتقدمة، كما يدل دلالة قاطعة أيضا على النجاحات التي يمكن أن يقدمها (الإسلاميون) أو الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية إذا تسلمت مقاليد السلطة في أي بلد إسلامي إذا كانت لديها رؤى حضارية تتجاوز الفهم التقليدي للدين وتطبيقاته وأساليب الدعوة إليه إلى استخدام أدوات العصر الحديث ومفاهيمه لتحقيق قفزات حضارية تستعيد بها أمتنا شيئا من مكانتها الحضارية التي حققتها في ماضيها التليد.
في دول مجلس التعاون الخليجي التي تعد الأكثر ثراء بين الدول العربية والإسلامية قاطبة، لم تتحرك أي دولة من دول المجلس خطوات فعلية ملموسة وسريعة نحو التحول الإلكتروني الكامل للتعليم سوى دولة الكويت التي خطت خطوات حقيقية في هذا المجال، أما البحرين التي كانت لها الريادة في التعليم النظامي في منطقة الخليج العربي فمازالت خطواتها في هذا المجال إعلامية أكثر منها فعلية، ومازالت وزارة التربية والتعليم فيها تعلن منذ عدة سنوات أنها تنوي التوجه نحو إلغاء الكتب المطبوعة وإحلال الكتاب الإلكتروني محلها لكن شيئا من هذا لم يتحقق على أرض الواقع بعد، ولا ندري متى سيتحقق، وخاصة في ظل جرائم الحرق والتخريب التي تتعرض لها المدارس بانتظام من قبل فئة ضالة لا تريد للبحرين وشعبها خيرا، مستنزفة بذلك ميزانيات التعليم في إصلاح الأضرار الناجمة عن تلك الجرائم المستنكرة.
أتمنى أن أرى البحرين قريبا تدخل نادي التعليم النظامي الإلكتروني الكامل الشامل، على غرار ما أنجزته تركيا مؤخرا في عهد رئيسها الفذ (رجب طيب أردوغان) حفظه الله ووفقه إلى كل خير.
salah_fouad@hotmail.com
.
مقالات أخرى...
- تهريب الديزل المدعوم - (1 مارس 2012)
- ملاحقتهم قضائيا واجبة - (29 فبراير 2012)
- واجبنا حمايتها ونشرها - (28 فبراير 2012)
- نقطتان هامّتان - (27 يناير 2012)
- يجب الإسراع بها.. - (23 فبراير 2012)
- نسأل الله لهم الرحمة - (21 فبراير 2012)
- وهل توهمتم أنه يحبكم؟! - (20 فبراير 2012)
- تساؤلات حول (عرفة كارم) - (18 فبراير 2012)
- مشروع نحتاج إليه - (16 فبراير 2012)