الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠١ - الثلاثاء ٦ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


مسلحون يقتلون ٢٧ في هجمات على الشرطة بغرب العراق





الفلوجة - (رويترز): قالت الشرطة العراقية إن مسلحين يرتدون زي رجالها داهموا أمس الاثنين نقاط تفتيش ومنازل في بلدة حديثة بمحافظة الأنبار في غرب العراق وقتلوا ٢٧ على الأقل من قوات الأمن في هجوم قالت السلطات انه يحمل بصمة القاعدة.

وأثارت الهجمات الجريئة في محافظة كانت من أشد محافظات العراق عنفا مخاوف من ان يتمكن تنظيم القاعدة في العراق من استعادة موطىء قدم له في المنطقة بعد انسحاب القوات الأمريكية في ديسمبر. وقال محمد فتحي المتحدث باسم محافظ الأنبار ان الهجوم يحمل «بصمات القاعدة».

وكانت الأنبار خاضعة تقريبا بالكامل لسيطرة مقاتلي القاعدة خلال ذروة الحرب في العراق منذ عام ٢٠٠٥ إلى عام ٢٠٠٧ حين تحالفت قبائل محلية مع القوات الأمريكية وهزمت مقاتلي القاعدة.

وذكر مصدر من الشرطة كان ينقل الضحايا إلى مشرحة المستشفى أن مسلحين كانوا يرتدون زي رجال الأمن أخذوا يتنقلون من نقطة تفتيش إلى أخرى ويذبحون رجال الأمن في حديثة وهي بلدة على بعد ١٩٠ كيلومترا شمال غربي بغداد وقتلوا ٢٧ من أفراد قوات الأمن.

وقال مصدر الشرطة الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالحديث مع وسائل الاعلام لرويترز في الفلوجة المسلحون استخدموا عربات الأمن من الساعة الثانية صباحا إلى الساعة الثالثة والنصف صباحا ونفذوا هجمات على نقاط تفتيش في وسط «حديثة» وبلدة «بروانة» القريبة.

وقال فتحي المتحدث باسم محافظ الأنبار ان المهاجمين وصلوا إلى نقاط التفتيش ومعهم أوامر اعتقال مزورة وصادروا الهواتف المحمولة التي كانت مع الحراس ثم قتلوهم. وذكر مصدر الشرطة أن من بين القتلى ضابطا برتبة مقدم وآخر برتبة نقيب وقد جرهما المهاجمون من المنزل وقتلوهما. وأضاف أن حظر تجول فرض على البلدة بعد الهجوم الذي وقع قبيل الفجر.

وقال إن أحد المهاجمين قتل وأصيب ثلاثة من رجال الشرطة ويتلقون العلاج في مستشفى حديثة. وأكد مصدر طبي في مستشفى حديثة أن المستشفى استقبل ٢٧ جثة مضيفا أن ثلاثة مصابين من رجال الشرطة يتلقون العلاج.

وذكر مصدر آخر للشرطة ان واحدة من العربات المتضررة التي تركها المهاجمون وراءهم كان بها منشورات باسم تنظيم القاعدة في العراق الذي يطلق على نفسه اسم دولة العراق الإسلامية والذي هدد رجال الشرطة العراقية بالقتل أذا لم يتركوا الخدمة.

وصرح فتحي بأن المهاجمين ربما يحاولون تعطيل القمة العربية التي ستعقد في العراق في وقت لاحق من الشهر. ويستضيف العراق قمة للجامعة العربية وهي أول قمة من نوعها يستضيفها منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين عام ٢٠٠٣ ويبذل قادة العراق جهدا كبيرا للتأكيد على ان البلاد آمنة.

وتعارض القاعدة وجماعات سنية أخرى الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد وأعلنت أنها ستستمر في القتال رغم انسحاب القوات الأمريكية. واستمرت في توجيه ضربات استهدفت في معظمها قوات الامن العراقية. وقتلت هجمات منسقة تتم في الصباح الباكر وتستهدف بدرجة كبيرة قوات الشرطة في مناطق شيعية ما لا يقل عن ٦٠ شخصا يوم ٢٣ فبراير شباط في هجمات في شتى أنحاء البلاد.

وسقط الشهر الماضي عشرة قتلى عندما داهم مسلحون يرتدون أحزمة ناسفة مبنى للشرطة في الرمادي عاصمة محافظة الأنبار والتي شهدت بعضا من أسوأ أعمال العنف في ذروة العنف الطائفي عامي ٢٠٠٦ و.٢٠٠٧

وألقى المحلل السياسي العراقي إبراهيم الصميدعي المسؤولية على غياب المركزية في جهاز الأمن مما سمح للمسلحين باستغلال ضعف قوات الشرطة. وقال لرويترز ان السبب الأساسي هو غياب المركزية عن حقيبة الامن وان هذا لا يمثل انتهاكا بل هو كارثة.

وبعد ان كانت الانبار أخطر محافظات العراق منذ عام ٢٠٠٤ إلى عام ٢٠٠٦ أخمد القتال فيها ٢٠٠٦-٢٠٠٧ حين انقلب زعماء القبائل على المقاتلين وشكلوا مجالس الصحوة التي تعاونت مع القوات الأمريكية وطردت مقاتلي القاعدة من المحافظة.

وتزايد التوتر أيضا بين الأنبار والحكومة المركزية بقيادة الشيعة في الآونة الأخيرة في أعقاب حملة اعتقالات ضد أعضاء سابقين في حزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة